ترامب يغلق أميركا.. وغضب حول العالم

سواليف – تسبب الحظر الذي فرضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على طالبي اللجوء والزائرين للولايات المتحدة من سبع دول أغلبية سكانها مسلمون في ارتباك وذعر بين المسافرين امس السبت مع إعادة البعض من رحلات متجهة للولايات المتحدة، فيما

دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اوروبا الى التكتل والرد ب»حزم» على نظيره الاميركي، الذي اعرب عن ابتهاجه بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، معتبرا اياه «امرا رائعا» كما قال.

وسعى محامون أمريكيون مختصون بقضايا الهجرة في نيويورك لوقف القرار وقالوا إن عددا من الأشخاص احتجزوا بسببه بالفعل بصورة غير قانونية.

وعلق ترامب السماح بدخول اللاجئين إلى اميركا لمدة أربعة أشهر ومنع مؤقتا الزائرين من سوريا وست دول إسلامية أخرى قائلا إن الخطوات ستساعد في حماية الأمريكيين من الهجمات الإرهابية.

وتسبب الأمر التنفيذي في غضب بين مسافرين عرب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وصفوه بأنه تمييزي ومهين. كما أثار القرار انتقادات واسعة من حلفاء الولايات المتحدة الغربيين من بينهم فرنسا وألمانيا ومن جماعات عربية أمريكية ومنظمات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان.

وقال نجيد حيدري وهو يمني-أميركي يعمل مديرا أمنيا في شركة نفط في صنعاء لرويترز «هذا قرار غبي وفظيع سيضر الشعب الأميركي أكثر منا وأكثر من أي شخص آخر لأنه يوضح أن هذا الرئيس لا يمكنه التعامل مع الناس ولا السياسة ولا العلاقات الدولية.»

ويؤثر الحظر على المسافرين الذين يحملون جوازات سفر إيرانية وعراقية وليبية وصومالية وسودانية وسورية ويمنية ويشمل حتى الحاصلين على بطاقة خضراء التي تضمن حق الإقامة والعمل في الولايات المتحدة وذلك وفقا لما ذكرته المتحدثة باسم وزارة الأمن القومي.

وفي القاهرة قالت مصادر في المطار الدولي إن خمسة ركاب عراقيين ويمنيا منعوا من الصعود إلى طائرة لشركة مصر للطيران متجهة إلى نيويورك امس.

وأضافت المصادر أن الركاب الذين وصلوا لمطار القاهرة في توقف مؤقت منعوا وسيعادون لبلادهم على الرغم من حملهم لتأشيرات دخول سارية للولايات المتحدة.

وقالت مانا ياجاني وهي محامية مختصة بقضايا الهجرة في هيوستون تعمل مع الرابطة الأميركية لمحامي الهجرة إن موظفي الهجرة والجوازات في الكثير من المطارات لم يكونوا على دراية بالأمر التنفيذي في الساعات المبكرة من المساء.

وعملت ياجاني وزملاؤها خلال الليل وهم يردون على مكالمات من مسافرين لديهم تأشيرات طلبة أو عمل تم رفض دخولهم للولايات المتحدة وأمروا بالعودة لبلادهم.

كما جرى منع حاملي البطاقات الخضراء واستجوابهم لعدة ساعات.

وقالت ياجاني إن مسؤولين منعوا مسافرين يحملون جنسية كندية-إيرانية مزدوجة من ركوب طائرات في كندا متجهة للولايات المتحدة.

وقالت «هؤلاء أشخاص يأتون إلى هنا بصورة قانونية. لديهم وظائف هنا وسيارات هنا.»

وأشارت إلى أن من حصلوا على تأشيرات وهو من دول ذات أغلبية مسلمة مروا بالفعل بتدقيق في خلفياتهم وبياناتهم من السلطات الأميركية.

من جهتة دعا الرئيس الفرنسي اوروبا الى التكتل والرد ب»حزم» على ترامب، الذي اعرب عن ابتهاجه بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، معتبرا اياه «امرا رائعا» كما قال.

وعلى هامش قمة للبلدان السبعة جنوب الاتحاد الاوروبي، قال هولاند «اعتقد ان علينا ان نرد عليه».

واضاف «عندما تصدر تصريحات من الرئيس الاميركي حول اوروبا وعندما يتحدث عن تطبيق نموذج بريكست في دول اخرى اعتقد ان علينا ان نرد عليه».

وقال هولاند «حين يتحدث رئيس الولايات المتحدة عن المناخ ليقول انه ليس مقتنعا بعد بفائدة هذا الاتفاق، علينا ان نرد عليه».

وتابع «حين يتخذ اجراءات حمائية يمكن ان تزعزع استقرار الاقتصادات، ليس فقط الاوروبية بل اقتصادات كبرى الدول في العالم، علينا ان نرد عليه، وحين يرفض وصول اللاجئين في حين قامت اوروبا بواجبها، علينا ان نرد عليه».

وقال رئيس الحكومة البرتغالية انطونيو كوستا مضيف القمة «في هذه الفترة من التشكك على المستوى العالمي، من الضروري ان تكون لدينا اوروبا اقوى واكثر وحدة» للتأكيد على «قيمها في مجالات الديموقراطية والحرية والتجارة الحرة».

وضمت هذه القمة لدول المتوسط في الاتحاد الاوروبي اسبانيا وايطاليا وفرنسا واليونان وقبرص ومالطا والبرتغال، وصدر في ختام اعمالها بيان مشترك لم يذكر بالاسم الادارة الاميركية الجديدة الا انه دعا الى ابقاء الاتحاد الاوروبي «قويا وموحدا» والى العمل على اعطاء دفع اقتصادي للقارة الاوروبية.

وكان ترامب اعرب الجمعة عن سروره لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، واصفا اياه بانه «امر رائع».

ورد هولاند ان «اوروبا تواجه «اختبار الحقيقة (…) والخيارات».

واذا كان التغيير الجذري في واشنطن والاستحقاقات الانتخابية في هولندا وفرنسا والمانيا لم تدرج رسميا في جدول اعمال قمة لشبونة، فان عواقبها حاضرة في العقول والنفوس.

وعلى غرار قمة اولى في اثينا في ايلول الفائت، انكب قادة هذه الدول المطلة على البحر المتوسط على درس سبل تخفيف القيود عن الموازنة الاوروبية وتسهيل «تقاسم اكثر عدلا للاعباء» على صعيد استقبال اللاجئين.

وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى