نيّات التنفيذ وتكديس العادات
م. #أنس_معابرة
كُلنا يسعى للأفضل، ويسعى لتطوير قدراته وزيادة مهاراته في مجال تخصصه، في سعي منه لتحسين صورته أمام نفسه وأمام الآخرين، بالإضافة إلى دور كل تلك التحسينات في مساعدته على تحقيق أحلامه.
قد نخفق أحياناً في الوصول إلى غاياتنا بسبب عدم امتلاكنا للمهارات اللازمة، وواحدة من أهم المهارات التي تلزمك في جميع نواحي الحياة هي مهارة التحكم في عاداتك، والاستمرار على الإيجابي منها وتطويره، واستبعاد السلبي من سجلات عقلك الباطن.
نية التنفيذ واحدة من تلك المهارات التي تساعدك أثناء سعيك في التحكم بالعادات، وملخصها في أن تنوي القيام بالتصرف (س) في حال حدوث الموقف (ص)، أو أن تنوي أن تقوم بالتصرف (عمل محدد)، في الوقت (وقت محدد)، وفي المكان (مكان محدد).
نية التنفيذ واحدة من الأدوات التي تساعدك على التخلص من الارتباك، وتبطل عنصر المفاجأة للأحداث غير السارة، فمن الممكن بكل بساطة أن تضع السيدة نية لمجموعة من الخطوات التي ستقوم بها في حال تعطلت السيارة، أو أن يقوم بها المسافر إذا ما تأخرت رحلته، أو غيرها من الظروف والأحداث.
نيات التنفيذ لها دور كبير في احكام السيطرة على وقتك، وعدم إضاعة الوقت الثمين في التفكير بالخيارات المطروحة، فأنت تمتلك خطة وسيناريو مُعد مسبقاً، ولا ينقصك إلا الاقدام واتخاذ قرار التنفيذ.
ومن أهم نقاط “نيات التنفيذ” حسب وجهة نظري هو أنها قد تجبرك أحياناً على قول لا للأشياء والأشخاص الذين يعيقونك، ويقفون عقبة في سبيل تقدمك، ويعرقلون خطتك المعدة مسبقاً، وسيترتب عليك تبعات سلبية في حال تخلفت عن تنفيذها حسب الخطة.
أما أسلوب “تكديس العادات” فهو واحد من أروع الأساليب التي من الممكن اتباعها فيما يخص تطوير العادات، فالمقصود من تكديس العادات هو تراكمها، أو ربط عادة جديدة ترغب باكتسابها بعادة قديمة أنت مداوم عليها بالفعل.
من الممكن أن تربط بين الجلوس بعد صلاة الفجر وأذكار الصباح، أو الذهاب المبكر لصلاة الجمعة وسورة الكهف، أو زيارة مركز التسوق والصدقة، أو حتى ارتداء الحذاء والتأكد من مفاتيح المكتب أو المحفظة الشخصية.
ومن الممكن تطوير هذا المبدأ لتكون العادة القديمة هي الإشارة إلى العادة الجديدة (وكنت قد أشرت إلى أهمية الإشارة في المقال السابق)، مثل أن أعتاد الدخول إلى العمل من الباب الجانبي، لماذا؟ لأنه مقابل لدرجات السلّم حيث أرغب في ارتقائها يومياً بدلاً من استخدام المصعد.