نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً أعده ماثيو امبوك بيغ ورنا صويص حول #نتائج_الانتخابات البرلمانية الأردنية. وقالا إن الجناح السياسي لجماعة “الإخوان المسلمين”، “جبهة العمل الإسلامي”، حقق نتائج جيدة في #البرلمان، لكنها ليست كافية لتحدي الموقف المؤيد للغرب من الحكومة.
وأشارا إلى أن الحزب الذي جعل حرب #غزة في مركز حملته الانتخابية حقق نجاحات في الانتخابات البرلمانية، التي أعلن عنها يوم الأربعاء، ما أعطى “ #الإخوان_المسلمين” موطئ قدم في #البرلمان_الأردني.
وستقود “جبهة العمل الإسلامي” كتلة مهمة في البرلمان، حيث حصلت على 31 من 138 مقعداً.
الصحيفة: النظام مرن بشكل كاف للسماح بالانتخابات ولمنح الإسلاميين صوتاً
وتعلق الصحيفة بأن الحكومة ستحتفظ بالغالبية الكبرى، وخاصة أن الحزبين الموالين لها حصلا على 70 مقعداً. ومن المتوقع أن يدعم #النواب_المستقلون والنواب الذين انتخبوا ضمن “الكوتا” سياسات الحكومة. وفي الوقت الذي سيكون فيه لـ “الإخوان المسلمين” صوتاً قوياً في الأردن، إلا أن سمعة المملكة كواحدة من الدول المستقرة وذات النظام الانتخابي المفتوح لن تهتز، كما يقول المحللون.
ونقلت الصحيفة عن نيل قويليام، الزميل في تشاتام هاوس بلندن: “إنها نتيجة ستكون الحكومة، على الأرجح، سعيدة بها”.
ووصف قويليام التصويت بأنه بمثابة صمام أمان للغضب العام إزاء #الهجوم_الإسرائيلي على غزة، حيث قتل عشرات الألوف من الناس هناك، معلقاً: “النظام مرن بشكل كاف للسماح بالانتخابات ولمنح الإسلاميين صوتاً”.
وجاءت الانتخابات بعد سلسلة من الإصلاحات التي قام بها الملك عبد الله الثاني، وبهدف الترويج للديمقراطية وتعزيزها، بما في ذلك التغييرات في القانون الانتخابي التي حرفت التركيز عن المرشحين كأفراد إلى الأحزاب السياسية. وكان السخط على الحكومة وعلاقتها مع إسرائيل عالياً، وحتى قبل هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وخاصة أن أعداداً كبيرة من الأردنيين من أصول فلسطينية.
وأدى الهجوم الإسرائيلي على غزة، والعمليات في الضفة الغربية، لتغذية الغضب العام الذي برز من خلال تظاهرات واسعة، اعتقل فيها مئات المتظاهرين.
ووصف الملك عبد الثاني المعاناة في غزة بأنها لا تحتمل، ودعا إلى وقف إطلاق النار، وإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وشجبت الحكومة طريقة إدارة إسرائيل الحرب، وقالت إن أي عملية تسفير للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن تعتبر بمثابة إعلان حرب.
وإضافة إلى هذا يعتبر الأردن حليفاً مهماً لواشنطن، وانضم جيشه إلى تحالف أمريكي أسقط الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران في 13 نيسان/أبريل ضد إسرائيل، انتقاماً لتدمير سفارة طهران في دمشق.
وتشير نتائج الانتخابات إلى أن محاولات الحكومة تحقيق التوازن لم تحقق سوى نجاح محدود، كما يقول محمد أبو رمان، وهو محلل سياسي وكاتب عمود مقيم في عمان: “إن التصويت لصالح “الإخوان المسلمين” يعكس عمقاً في فجوة الثقة المتسع بين الحكومة والجمهور، وهي الهوة التي اتسعت على مرّ السنين وتجاهلها المسؤولون إلى حد كبير”.
وقد انتقدت “جبهة العمل الإسلامي”، خلال الحملة، سياسات الحكومة في الداخل، في محاولة منها الاستفادة من السخط العام من انتشار البطالة والفساد والفقر وغيرها من القضايا.
ووصف حزب “جبهة العمل الإسلامي” نتائج الانتخابات، يوم الأربعاء، بأنها انتصار للبلد بشكل عام. وقال المتحدث باسم جماعة “الإخوان المسلمين” معاذ الخوالدة، في منشور على فيسبوك، إن التصويت أكد موقف الحزب من المقاومة الفلسطينية.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 32%، وهي نسبة أعلى من الانتخابات السابقة، ولكنها علامة واضحة عن خيبة أمل الناخبين، وبرغم الدفعة نحو الديمقراطية من الحكومة.
وكانت المشاركة عالية في المناطق الريفية التي يقوم فيها رؤساء #العشائر الموالون تقليدياً للحكومة بدفع التصويت، ولكن التصويت كان ضعيفاً في المناطق الحضرية مثل عمان.
وتعكس المشاركة الضعيفة حقيقة أن #البرلمان لا دور له في تشكيل السياسة الخارجية، والتي هي من صلاحيات الملك بناء على الدستور.
ويقول الخبراء إن هذا ربما أضعف قدرة “الإخوان” لتحويل الحرب إلى قضية مركزية.
ويقول عامر السبايلة، الخبير في الأمن الإقليمي، والمحاضر الجامعي، إن الكثيرين في الأردن ينظرون للبرلمان على أنه غير قادر على معالجة مظاهر قلقهم، و”هو فشل على مستوى التصويت، ولم يشتر أحد قصة التغيير”.