تغريدات وتوقيعات في كتاب اقتصاديات الإيمان لــ د . عبد الرزاق بني هاني

تغريدات وتوقيعات في كتاب اقتصاديات الإيمان
للدكتور عبد الرزاق بني هاني

كتب .. سالم الفلاحات

كتاب صغير في حجمه لا يتجاوز مائة وأربعين صفحة من القطع المتوسط ، لكنه غزير في محتواه.
يدهشك هذا الاقتصادي الذي يسخّر علمه في الاقتصاد ليمخر عباب السياسة والاجتماع والفلسفة والدين، بأسلوب يكاد أن لا يكون مسبوقاً في الغالب، ولن أنسى كتابه الاقتصاد المؤسسي الذي أورد فيه مصطلحات جديدة منها:- الدولة المعلولة و…..
حقاً لقد عجبت من العنوان ، لكنني بهرت بالمحتوى أكثر.
· غاص المؤلف في ظلال بعض آيات الكتاب الحكيم، واستخرج منها مقاربات جديدة رائعة لم تقرأها في كتب التفسير.
· يطلق تعابير وينحتها نحتاً جديداً فيحدثك عن النظام الانتاجي الأعمى الذي يصرف النظر عن الفائدة والضرر وتبديد الموارد وتخريب البيئة كالتدخين والخمور، والمبالغة في الموسيقى ومستحضرات التجميل، ويذكر احصائيات مرعبة عن الخسائر البشرية فيما يضرها في الوقت الذي يكون سدس العالم يعيش الفرد فيه بدولار واحد يومياً.
ويعرّف العبث تعريفاً شاملاً ليس تعريف الأكاديمي إنما صاحب الرسالة، تعريفَ من يستشعر المسؤولية والواجب فيقول هو: هدر الطاقة والوقت والحياة في نشاطات انتاجية أو استهلاكية غير مفيدة للبشرية عامة، وهدر الموارد الاقتصادية في استهلاك وإنتاج غير مفيدين لتحقيق السعادة.
وشدني في الكتاب ما جاء في الدروس العظيمة لصديقيه الصيني الذي انتقل بالجد والمثابرة من عامل في محطة وقود أثناء دراسته إلى مليونير، وكيف تحولت مقاطعته التي تربي القرود فقط، إلى مقاطعة تنتج 660.000 طن من الذرة الصفراء تصدر جزءاً منها للأردن ولدول عالمية أخرى، وصديقه الكندي الذي كان غاية في الحكمة والوعي حيث مد يده اليمنى ووصف أصابعه الخمسة وسماها ابتداء من الخنصر، الصدق، العلم، الإرادة، الفعل، الصبر.
وتجد في الكتاب ما يمكن أن تسميه توقيعات ومنها :
· تذكّر بأن وجهاً جميلاً لكل شيء لكن لا يراه كل شخص.
· نقل عن الكندي:- يا بني نبيكم العظيم بنى أعظم المؤسسات التي عرفها البشر.
· ونقل عن الشاعر الصومالي.. في حب الأوطان: لا يترك الإنسان بيته إلا إذا كان البيت فماً للقرش..

· وقد أخالفه في هذه التغريدة إلا إن كنتُ لم أدرك أبعادها وقصدها وهي:-
المنهج الديمقراطي هو أكبر مشروع سياسي يعمل على تزوير إرادة الناس.
وما أعظم هذه التغريدة:
· الاستغراق في أي شيء يعمي بصيرتك عن كل شيء آخر.
ويذكر الأمراض التي تصيب الإنسان ويلخصها بــ: الهلع والجزع والمنع والضعف والبخل والعجل والجهل والظلم والنكران.
· ويقول:- لا يمكن أن تستمر في الطريقة التقليدية في إعطائك الحلول نفسها لقضايا متطورة كانت قد تغيرت مع الزمن، فلكل زمن قضاياه ومشاكله، والمشكلات التي صنعها جيل ما من الأشخاص لا يحلها الجيل ذاته بل تحلها رؤيا جديدة وأفكار جديدة.
· لا يذْكر العظماء إلا بالمهام العظيمة..
وما أجمل قراءة صديقه الفيلسوف الكندي لمقومات النجاح في الإسلام حيث يقول:-
· صاحب المشروع يجب أن يكون صادقاً مؤمناً بهدفه ويعمل من أجل تحقيقه بكل إخلاص وتفان وأمانة ولا يأتي إلى صلاة الصبح من كان منافقاً والمنافق لا يمكن أن يكون صادقاً.
وهي تبدأ بصلاة الفجر ثم الظهر والعصر والمغرب والعشاء.
الصدق فجراً، ثم العلم ظهراً، والإرادة عصراً، والفعل مغرباً، والصبر عشاءاً.
· الحالة الاقتصادية المزدهرة تتساوق مع الحالة السياسية الديمقراطية المزدهرة ، والحالة الاقتصادية الهابطة ستعمل على هبوط الحالة السياسية الموازية لها.
· فكّر فقط في إصلاح الحاضر ودرء خطر المستقبل.
· إذا لم يفكر الإنسان بما هو بعيد فإنه يجد الأسى بين يديه قريباً.
· تجاوز الحدود لا يقل خطراً عن النقص أو التراجع.
· لا بد للذين يعيشون في سعادة أو حكمة ثابتة أن يتغيروا.
· المشاكل التي صنعها جيل ما من الأشخاص لا يحلها الجيل ذاته بل تحلها رؤيا جديدة وأفكار جديدة.
· الحياة بسيطة لكننا نميل إلى تعقيدها.
· يجب أن يكون للقوانين أسنان قاطعة.
الفلاسفة يقولون: من لا يعمل لا يوجد ويعنون البطالة .
· وقال: الأهداف العظمى والآمال العريضة تحتاج إلى إرادة عظيمة تتناسب مع عظمتها.
· الهدف العظيم ليش مشواراً سهلاً.
· طريق الرقي ليست معبدة بالورود والأزهار، انما محفوفة بالألم والانتكاسات ومليئة بالصعاب والتحديات.
وإذا لم يواجه صاحب المشروع العظيم التحديات فإن مشروعه لن يلبث طويلاً.
وقال: في المشاريع العظيمة لا ينفع الحساب التقليدي ولا تنفع الاحصائيات التي اعتدنا عليها ، هناك رياضيات مقدسة خاصّة.
ونقل عن صديقه الكندي هاميلتون براون:- يا ولدي نبيكم العظيم بنى أعظم المؤسسات التي عرفها البشر، إن وسط كف يدي المربوط بالأعصاب والعضلات التي لا نراها يمثل المؤسسات والتي بدونها لن تعمل القوى المتعاضدة مهما كانت الواحدة منها قوية، والمؤسسات التي أتى بها نبيكم هي التشريعات.
ولم يكن حالماً /د.عبد الرزاق/ عندما قال : إن تحالفا من المعدمين ينبثق الهوينة ويسير نحو التشكل بهدوء وصمت.
ولقد أصغى لصديقه الصيني جي زي تونغ عندما قال:-
· في الصين 56 قومية، 56 لغة محكية، لكننا أمة واحدة تؤمن شعوبها أن قوتها تكمن في أن تكون تحت مظلة واحدة، اما أنتم العرب أمة واحدة لكنكم لا تؤمنون إلا بالفردية وليس فيكم من يؤمن بوحدة الأمة إلا في أضيق الحالات مع أنه لا مستقبل لكم إلا بتوحدكم.
ونقل كونفوشيوس: على الإنسان أن يتعلم حتى لو اضطر إلى بيع فراشه كي يدفع الأجر إلى معلمه.
وقوله: قابل الأذى بالعدل وقابل الإحسان بالإحسان.
ونقل عن هاميلتون برادون الكندي: أنا أؤمن بالسياسة التي تعمل على ترويض الناس ليكونوا مواطنين صالحين يحبون أوطانهم، وأكره السياسة الواقعية لأنها ضرب من الخداع الذي لا يخلو من الكذب والتآمر، وتعلم الناس كيف يكرهون أوطانهم ويحقدون عليها وبخاصة إذا اختلطت وتحالفت مع إعلام وضيع.
· وقال له صديقه الكندي: ألم تقرأ سيرة نبيكم العظيم، فهي تتحدث ضمننا وصراحة عن النهوض بالمجتمعات.
· وقال صديقه الكندي: نحن في كندا متنورين إلى حد الترف، نقبل الآخر بلا تردد ألم نستقبل مهاجريكم بطلع البدر علينا، قلت: ظننتها غير صحيحة، قال: بل صحيحة وكنت ممن شارك في أول استقبال.
· وقال: اشغل عقلك بالعلم والسكينة حتى لا ينشغل بملذات الحياة الزائلة.
· العجز أسوأ حالة يصلها الإنسان، إن عجز الإنسان عن توظيف إرادته مرض يشل الدماغ والنفس والروح.
القارئ الكريم إياك أن تظن أن هذه جل محتويات الكتاب … فقد احتوى على إحصائيات اقتصادية دقيقة ومعلومات عظيمة سيجد فيها الاقتصادي بغيته وسيقدرها قدرها الحقيقي ، ما أصعب مهمة من يحاول تلخيص ةاستعراض كتاب علمي إنها مهمة شاقة لا اتقنها .
ومن الجديد للكاتب أن جعل الكتاب في أحد عشر فصلاً، والجديد أنه جعل الفصل الأخير بعنوان الطريق الآمن.
“الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي”. المائدة (3)
فلا حل بنظري إلا بالإسلام وما نص عليه القرآن ففيه النجاة والخلاص من كل مآسي البشرية شريطة أن لا تتطرف بقول أو فعل أو عمل؟
فقط هذه محتويات الفصل الأخير (خمسة أسطر فقط !!).
واخيرا تمنيت أن بعض الكتب التي تسلم من الحشو والتكرار وتكون جديدة في بابها نافعة في محتواها وبخاصة من يلتزم المنهج العلمي منها ، تمنيت لو تجد من يُسهّل وصولها للقارئ العربي وبخاصة في زمن التحديات .

مقالات ذات صلة

سالم الفلاحات
20/10/2016

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى