سنابل الوطن / يوسف غيشان

سنابل الوطن

على زمان الحكم العثماني، وصل الامر بالفلاح الاردني ان يحسد القطط على حريتها وتحررها من دفع الضرائب وبدل الخدمة للملتزم التركي، وكان الفلاح يغني:

يا هنيالك يا هالقط ياللي على الحيط تنط

مال الميري ما بتدفع ونظامية ما بتحط

مقالات ذات صلة

راح الحكم العثماني بخيره وشره، ولم نعد نحسد القطط سوى على شهر شباط حيث ليس عليها رباط، وحيث تمارس القطط حريتها بكل ما أوتيت من فحولة.

قديما كان العبد الفرعوني يقود الثور لـ «دراسة» المحاصيل الحقلية، لفصل القش والتبن عن الحبوب، وهو يغني ما معناه:

– در ايها الثور على السنابل وأتلفها واطحنها لتذروها الرياح … لأن كل ما أكدّ من أجله، أنا
وأياك، يذهب الى خزائن الأسياد.

قد تكون هذه أقدم صرخة مكتوبة تم العثور عليها ضد الظلم واستغلال البشر للبشر.

نعرف ان العبودية قد فارقتنا الى غير رجعة، لكن عبودية أشد مضاضة حلّت على الناس … وهي أشد مضاضة، إنها عبودية رأس المال التي تحول جلّ الناس الى مطرودين من جنة الخير الاقتصادي.

حينما يكون رأس المال ذكيا فإنه يعمم الخير على الجميع بنسب متفاوتة، لكن حينما يكون غبيا فإنه يحتكر كل شي ويمتص كل شيء بطمع وسادية مفرطة، فيكون مثل جرذان السفينة التي تفتك بقاعها الخشبي الى أن تغرق وتكون الفتران القارضة هي أول الغارقين الهالكين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى