مشروع شهيد ٢ / رامي علاونة

مشروع شهيد ٢
يُحكى ان شابا سئم من العيش في جلباب والده و ‘قرف’ حياته الرغيدة المليئة بالمصاري والسيارات والوظائف والسفرات مدفوعة الأجر، فما كان منه إلّا أن ذهب الى كتيبة عسكرية متاخمة للعدو وطلب من قائد الكتيبة السماح له بتنفيذ عملية استشهادية في سبيل الوطن، لكن القائد رفض هذا الأمر وطلب منه العدول عن نيته والعودة الى حضن والده، إذ أن للوطن رجال تحميه وتذود عنه، وهم أصحاب الجباه السمر، حماة الوطن وحرس حدوده و هم مشاريع شهداء ‘عن حق وحقيقي’. لكن الشاب أصر على موقفه وأخبر القائد انه مقدم على فعلته بمساعدته او بدونها.
وافق القائد أمام إصرار الشاب وأمر الجنود ان يزودوه بالسلاح والعتاد والقنابل بعد ان أكد له الشاب انه على معرفة تامة بكيفية استخدامها.
انطلق الشاب لتنفيذ مهمته وقبل وصوله معسكر الأعداء بنصف كيلو اتصل بالقائد عبر جهاز اللاسلكي:
– أنا على بعد 500 متر، أنفّذ؟
– القائد: لا، لا تنفّذ، امشي كمان.
اقترب الشاب اكثر ثم اتصل بالقائد:
– أنا على بعد 100 متر، أنفّذ؟
– القائد: يالله ورجينا شو بطلع منّك! ابدأ التنفيذ!!!
فما كان من الشاب إلّا أن وضع سلاحه على الأرض، ثم اخرج ‘شفرة’ من محفظته وقطع شرايين يديه!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى