صناعة الاوثان / مروان البطاينه

صناعة الاوثان
تجولت كثيرا بين الكتب وتمعنت مليا في دروب الادب
وحاولت تفكيك شفرات الزعامات البائسة والامجاد الدونكيشوتية الخائبة
لكثير من الساسة من ملوك ورؤساء وزعماء واساطير وانصاف الهة …
كان القاسم المشترك الاكبر بينهم الشعبية الجارفة
وهي بكل تاكيد شعبية صورية مصطنعة تقف خلفها الة اعلامية تلميعية منافقة جبارة ..
واشياء اخرى ارجس وارذل في الخفاء…
كانت بلدان هؤلاء الاساطين … تتصدرالمشهد دائما في عدد السجون وحوادث الاختفاء والموت المفاجئ وكان عدد المساجين فيها دائما يفوق تعداد الجند ..
وما حاجتنا بالجند وعدونا بالداخل ؟؟؟؟
…نعم بالداخل ..فكل مثقف عدو
وكل شريف عدو
وكل مطالب بحق وعدل وعدالة عدو
وكل كافر بالوهية الزعيم او الرئيس عدو مارق ..
وعلى هذا المنوال سار جميع مصاصي الدماء ومدمني السلطة وعهرة السياسة…
ولا يخفى على ذي لب انه كلما طالت سني جلوس الزعيم على عرشه
كلما توقدت لديه شهوة السلطة وحب التملك والتحكم بكل ما هو على الارض وما تحت الارض …وكلما زاد تشبثه بالكرسي وانفتحت شهيته للبطش وزادت قابليته للفساد والطغيان …
يقابل هذا في الاتجاه المقابل …
انهيار للخدمات المقدمة للعامة وتفرد الخاصة بكل المقدرات وتقاسم الثروات والمنافع والمباهج..
فمن مستشفيات تكتظ بالمرضى بلا علاج ولا عناية ولا رعاية ولا حتى رحمة
مع اموات بالمئات لأتفه الامراض
الى تراجع في التعليم والثقافة ..اذ ان ابناء النخب لا يعنيهم تعليم البلد ما داموا يمتلكون ادوات التعلم في الخارج .. ليعودوا الينا بشهادات مزورة ومشتراة متبوئين ارفع المناصب ومحققين لاعلى المكاسب …
كل هذا ….والتصفيق والتهليل والتعييش للزعيم الرمز على قدم وساق لا يضرهم من شق ثوبا او لطم خدا او حتى تفعفل بالتراب ..
وفي هذا الاطار ايها السادة السادة ….الامثلة كثيرة والادلة دامغة …
اذ ساق لنا التاريخ ان افشل وافسد واجهل واطغى الزعماء هم اولئك الذين نالوا الصيت والشهرة وهتف لهم حتى الجنين في بطن امه
حيث تركوا دولا عظيمة بشعوبها وثرواتها قفرا بلقعا خارج صفحات التاريخ بعد ان احرقوا الاخضر واليابس تحت شعارات مقاومة الاستعمار والعلمانية والراسمالية وما الى ذلك … فتركوا الارض رمادا والشعوب اجسادا بلا ارواح وحرموهم حتى من بصيص امل في غد افضل…
بينما نهضت دول لا تضاهيهم مساحة ولا بشرا وبلا موارد حتى غدت قوى اقتصادية عظمى ومردة من مردة الاقتصاد و الصناعة والتنمية …
عجيب امرنا يا سادة .. والاعجب ما تعتمله قلوبنا من تصديق وايمان مطلق باراجيف واكاذيب افتراها علينا بعض شذاذ الافاق من الزعماء والساسة ليحققوا مجد انفسهم ويعتلوا رقاب العباد ..
فلا زال البعض يتغنى بعبد الناصر وصدام وكاسترو وشافيز وسوهارتو وحتى عيدي امين او الحاج عيدي امين آكل لحوم البشر …وووو .وغيرهم الكثير …
وقد راينا ما فعلوه بشعوبهم وبلدانهم …

في الحقيقة …
ان الزعيم الحق والقائد الحق ليسوا بحاجة الى شعبيات ولا الى شهرة وصيت
فشعبية الزعيم الحقيقي وعلو شانه وخلودة تتاتى من انجازاته واعماله
وليس من كم الاغاني التي تفننت في وصفه والقصائد التي تغنت في مدحه.
والتماثيل التي تغزلت في رسمه …
ايها السادة …
كلما زادت شعبية القائد (في العالم المتخلف)…
كلما طغى وتجبر
وعرفنا ان وراء هذه الشعبية الزائفة والمحبة المشتراة
جيوشا من المساجين والافا من الافواه المكممة ومئات الالاف من المرضى وملايين الجوعى والفقراء.
واعدادا لا باس بها من المنافقين والسحيجة والابواق الاعلامية المدفوعة مسبقا …
حالنا لا يسر في هذه الجغرافيا المسماة عالما ثالثا او رابعا او عاشرا
نستحق ان نسمى عالما بدائيا لا متخلفا فحسب …
اما آن لنا ان نغير من عقلية ونظرية التأليه ..
وصناعة الارباب من دون الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى