نسب النعيمي تثير جدلاً.. وخبراء: تصريحات بلا معنى واعتراف رسمي بالفشل

سواليف: غيث التل

اثارت ردود وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي على عدد من الأسئلة النيابية الكثير من الجدل بعد ان أعلن ان نسبة دخول الطلبة إلى منصة “درسك” بلغت حوالي 93% وانه يسمع عن مساعدة الأهالي لأبنائهم في تأدية الامتحانات بالإضافة إلى إصراره بشكل كبير على نجاح تجربة التعلم عن بعد في الأردن ورفضه الاعتراف بوجود سلبيات وأخطاء كبرى رافقت عملية التعلم عن بعد برمتها.
اعتراف رسمي بالفشل
منسق حملة الدفاع عن حقوق الطلبة ذبحتونا الدكتور فاخر دعاس يرى أن تصريحات الوزير داخل مجلس النواب تشي بأمر خطير جداً بعد أن قال النعيمي ان نسبة الذين تقدموا إلى الامتحانات بلغت 83% وذلك يعني ان 17% من الطلبة لم يتقدموا للامتحانات وهو ما يساوي قرابة الـ200 الف طالب وهو رقم يجب الوقوف عنده مطولاً.
ويشير دعاس إلى ان نسبة دخول الطلبة إلى منصة “درسك” والتي بلغت 93% حسب إعلان النعيمي لا تشير إلى أي أمر إيجابي حيث ان هذه النسبة لاتعني بالمطلق ان هؤلاء الطلاب دخلوا المنصة بانتظام وقد يكون عدد منهم دخلها لمرة واحدة او لم يدخلها مطلقاً وقام احد افراد اسرته بدخولها لمرة او مرتين كما ان هذه النسبة تعني بالتأكيد بأن هناك 100 الف طالب لم يدخلوا المنصة بتاتاً ولم يتلقوا الواجبات ولم يتواصلوا مع معلميهم لفصل دراسي كامل.
ويؤكد منسق حملة الدفاع عن حقوق الطلبة في حديثه لموقع سواليف ان جميع هذه الأرقام تشعرنا بخوف شديد على مستقبل أولادنا ولو اعتبرنا ان 100 طالب لم يتقدموا للامتحان بسبب عدم وجود خدمات الأنترنت في مناطقهم او عدم امتلاكهم أجهزة ذكية فإن هذا الأمر يحتم علينا ان نطرح تساؤلاً مهماً وجوهرياً عن سبب عدم تقديم الـ 100 ألف الاخرين للامتحانات ووضع علامات استفهام متعددة حيال هذا الأمر.
واعتبر دعاس ان تصريح الوزير بسماعه عن مساعدة الأهالي لأبنائهم في حل الواجبات يعتبر إقراراً رسمياً من قبله بعدم وجود نزاهة اكاديمية في الامتحانات وان جميع ما صرح به الوزير ماهو إلا إعلان رسمي لفشل عملية التعليم عن بعد.

تصريحات بدون معنى
تتمنى الكاتبة الصحفية المختصة بالتربية والتعليم شروق طومار في حديثها لموقع سواليف ان تكون النسب التي أعلن عنها النعيمي صحيحة لو انها تعتبرها مختلفة ومرتفعة عما أعلنه النعيمي ذاته في أوقات سابقة.
وقالت طومار اننا لا نشكك في أرقام الوزارة لكننا نطالب بتفصيل هذه النسب خاصة ان مؤشر دخول الطلبة للمنصة يعتبر مؤشراً مراوغاً وليس حقيقاً ولا يمكن القياس عليه كونه ليس حتمياً ان يكون الطالب دخل للمنصة وقد يكون أي من معارفه أو ذويه قام بالدخول لمرة واحدة وتم احتساب هذا الدخول في النسبة الإجمالية التي أعلن عنها الوزير مشيرةً إلا انه بإمكان أي شخص الدخول للمنصة من مكان عمله بينما ابنه ماكثاً في منزله يمارس أي نشاط آخر وبالتالي فإن هذه النسب لا تعبر إطلاقاً عن عدد الطلاب المثابرين على حضور دروسهم بشكل منتظم وبالتالي فإن تصريحات الوزير العمومية وبدون أي تفصيلات تبقى تصريحات بدون أي معنى
ونوهت طومار بأن أرقام ونسب الطلبة العاجزين عن دخول المنصة والتي ذكرتها وزارة التربية سابقاً كانت اعلى بكثير من تلك التي أعلنها النعيمي تحت قبة البرلمان وقد اعترفت الحكومة سابقاً بأن 16% من الطلبة لا تصلهم خدمات الانترنت او لا يملكون أجهزة ذكية بينما اشارت دارسة دولية أن ثلث طلاب الأردن لا يملكون أدوات مناسبة لمواصلة عملية التعلم عن بعد وبالتالي فإن النسب التي أعلنها النعيمي تتناقض مع ما كان معترف به سابقاً من وزارته.
وأشارت طومار إلى ان احصائيات وزارة الاقتصاد الرقمي بينت ان 3% من المناطق المأهولة بالسكان في الأردن لا تصلها خدمات الأنترنت ويلجأ عدد كبير من الطلاب في تلك المناطق لتسجيل الدخول للمنصة من خلال معلميهم او ذويهم العاملين في مناطق أخرى وذلك خوفاً من انقطاعهم التام عن المنصة وهو الأمر الذي قدي كون سبباً في رسوبهم في العام الدراسي.
وبينت ان المركزية الصارمة التي تصر عليها وزارة التربية والتعليم في إدارة العملية جعلت مراقبة الحضور والغياب وكافة البيانات المتعلقة بدخول الطلبة للمنصة محصورة فقط بمركز الملكة رانيا لتكنولوجيا المعلومات والذي يقوم يقوم بدوره بتزويد المدارس دوريا بهذه البيانات وهذا يجعل مسألة التحقق من دقة البيانات أمر غير ممكن لأن هناك مصدر واحد فقط لها. والأجدى أن يتم تصميم المنصة بشكل يتيح للمدرسين أو على الأقل إدارات المدارس الاطلاع على حركة الطلاب على المنصة ورصدها.

نحتاج تقيم فعلي وحقيقي
رئيس لجنة التربية النيابية الدكتور بلال المومني أكد ان اللجنة طلبت من الوزارة تقييماً فعلياً وحقيقاً للتعلم عن بعد وان تكون النتائج من أرض الواقع.
وبين المومني لموقع سواليف انه يتوجب رصد جميع الإيجابيات والسلبيات لعملية التعلم عن بعد برمتها خاصة ان الجائحة لم تنته بعد وقد تعود الإغلاقات لا قدر الله وعلينا ان نكون جاهزين دائماً بأقصى درجات الاستعداد.
واكد المومني انه لا توجد أي دارسة حقيقية في جدوى التعلم بعد لغاية الآن ونحن لا يمكننا استنساخ تجارب الدول الأخرى في هذا الشأن حيث ان كل دولة لها خصوصيتها التي تحكمها مطالباً بوجود دراسات واقعية وحقيقية تضع الأمور في نصابها سواء كانت هذه الدراسات مقدمة من جهات الحكومة او من مراكز متخصصة

ويؤكد رئيس لجنة التربية النابية ان التقصير يجب أن يتحمله الجميع والانجاز كذلك وان العملية برمتها هي عملية تشاركية بين الطلبة والوزارة والأهالي وان كان الأهالي يدخلون إلى المنصة عوضاً عن أبنائهم فإنه ملامين بذلك وهو ما يؤكد ان هذه العملية يجب ان تكون تكاملية وتشاركية بين جميع الأطراف ولا يمكن انجاحها بطرف واحد فقط.
ونوه انه بذات الوقت لا يمكن القاء اللوم على الوزارة لوحدها خاصة ان الامر جاء بشكل مفاجئ ولم تكن الدولة الأردنية متهيئه لهذا النوع من التعليم وخاصة ان العام الماضي لم يكن مثالياً بكل شيء وان عملية التعليم عن بعد لم تأت بتدرج وانما فرضتها الظروف بشكل مباشر وغير قابل للتأجيل
وطالب المومني وزارة التربية ضرورة الاعتراف بالأخطاء وان تقوم الوزارة باطلاع المجتمع والمختصين واللجنة على هذه الأخطاء وعدم اخفائها مؤكداً ان الاعتراف بالتقصير والخطأ هو بداية العلاج الحقيقي والسير في الطريق الصحيح وتلافي هذه الأخطاء في حال اضطررنا للرجوع لهذا النوع من التعليم لو فرضت علينا الحالة الوبائية ذلك.
واعتبر المومني ان نسب الحضور والغياب في المنصة والتي أعلن عنها وزير التربية تحت قبة البرلمان تشير لوجود 16% من الطلاب لم يتقدموا للامتحانات وبالتالي يجب المقارنة بينها وبين نسبة المتسربين من المدارس كل عام وبعدها نبدأ بوضع الحلول والمعالجات مؤكداً اننا لا نريد جلد ذاتنا وانما نهدف لإيجاد الحلول ومعالجة الأخطاء التي رافقت هذه العملية.
وختم المومني بالقول بانه لا يمكن القول بان الوزارة ابدعت وأدت بصورة مثالية ولكن لا يمكن انكار محاولتها بذات الوقت وعلينا تشجعي الأمر الإيجابي الذي قدمته وتلافي السلبي في المستقبل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى