نداء إلى حواء

نداء إلى #حواء

#ماجد_دودين

 لأنّ قلبَ المسلم الذي يحبّ الخير لكلّ الناس يسع الكرة الأرضية، ولأنّك اختي في الدين والانسانية، ولأنني أحبّ العطاء وأكْره الأنانية ….. ولأنّ ” الدين النصيحة” كما أخبرنا رسولنا الكريم سيّد البشرية، أكتب إليك هذه النصيحة الإيمانية … نصيحة نابعة من القلب بإذن ربّ البريّة، آملا أن تستقر كلماتي في القلوب التقيّة النقيّة….

تعلمين – أختاه – أنّنا أتينا إلى هذا العالم بحكمة مقدّر الأقدار، دون أنْ نُسْتشار، وسوف نرحل عن هذه الدار دون أنْ نختار، ولكن الله برحمته وعدله وفضله وكرمه منحنا حريّة الاختيار.

مقالات ذات صلة

أجل … سنرحل حين يأتي الأجل ويطرق الموت أبوابنا بل إنّ ملك الموت سيأتي بلا استئذان… وستنطفئ شموع حياتنا، وليس بعد هذه الدار من دار، فإمّا الجنة مع الأبرار الأخيار الأطهار أوْ – لا قدّر الله – في النار مع الفجّار الأشرار…

بعد هذه المقدمة الضرورية إلى أخواتي الفاضلات الطيبات الكريمات أقول:

 ” إنّني وأنا أتحرّك على امتداد شوارع الحياة، لا أرى إلّا أعمدة من اللحم البشري المتحركّة… فأتساءل بحزنٍ وألمٍ وأسى: تُرى هل أصبحت المرأة في عالمنا المعاصر رخيصة مبتذلة إلى الحد الذي جعلها تعرض أو تروّج أو تبيع نفسها لكل عابر سبيل، تصدّ عن دين الله وعن طاعته وترجع إلى بيتها وأهلها محمّلة بالأوزار التي تقودها إلى نارٍ حرّها شديد، وقعرها بعيد، وماؤها القيح والصديد، وأغلالها الحديد…

مسكينة تائهة خاسرة ضائعة تلك التي سقطت في شبكة التقليد الأعمى فأصطادها دعاة التحرير الزائف …الذين حاولوا تحريرها – وهي حرّة – فاستعبدوها، وزعموا زوراً وبهتاناً إكرامها – وهي مُكرّمة من ربّها ومن نبيّها- فأهانوها، وادّعوا العطف عليها فأهلكوها …. لقد دمّروها …. حيث أرادوها دمية لشهواتهم الحيوانية …. إنّهم الشياطين إلى جهنّم قادوها حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (…………ونساء كاسياتٍ عارياتٍ …………) ثم قال عنهنّ: لا يدخلن الجنّة ولا يجدْن ريحها….

فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا. رواه أحمد ومسلم في الصحيح.

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعِظُ أصحابَه بالتَّرغيبِ تارةً والتَّرهيبِ مرَّةً أُخرى، وكان يُخبِرُهم بما أعَدَّه اللهُ مِن جَزاءِ المطيعينَ والعُصاةِ؛ حتَّى يكونَ النَّاسُ على بَصيرةٍ مِن أمْرِهم فيَعمَلوا لِآخِرتِهم ويَحذَروا الوقوعَ في المعاصي والذُّنوبِ الَّتي تُورِدُ أصحابَها المهالِكَ يومَ القيامةِ.

وفي هذا الحديثِ يُحذِّرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن صِنفَينِ مِن النَّاسِ مِن أهْلِ النَّارِ لم يَرَهما رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يُوجَدا في عَصرِهِ، بلْ سيَكونانِ بعدَه؛ الصِّنفُ الأوَّلُ: قَومٌ معهم «سِياطٌ» جمْعُ سَوطٍ، وهو آلةٌ تُتَّخَذُ مِن الجِلدِ يُضرَبُ بها كالعَصا ونحوِها، وهي «كَأذنابِ البقرِ»، أي: ذُيولِها، والمعنى أنَّها سِياطٌ طويلةٌ ولها رِيشةٌ يَضرِبون بها النَّاسَ بِغيرِ حقٍّ، وتَشبيهُ السِّياطِ بأذنابِ البَقرِ لطُولِها وغِلَظِها وشِدَّتِها. وهؤلاء هُمُ الشُّرَطُ وأعوانُ الظَّلمةِ الَّذينَ يَضرِبونَ النَّاسَ بِغيرِ حقٍّ.

والصِّنفُ الثاني: نوعٌ مِن النِّساءِ خَلَعْنَ عن أنفسُهِنَّ ثَوبَ العِفَّةِ والحَياءِ، وتَجرَّدْنَ ممَّا أوجبَتْه عليهنَّ الشَّريعةُ مِن ثِيابٍ ساترةٍ، وخُلُقٍ وافِرٍ، مُخالِفينَ بذلِكَ اللهَ ورَسولَه، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وَصفِهِنَّ: «نِساءٌ كاسياتٌ»، في الحَقيقةِ، «عارياتٌ» في المَعْنى؛ لأنَّهنَّ يَلبَسْنَ ثِيابًا رِقاقًا تَصِفُ البَشَرةَ، أو يَستُرنَ بعضَ بَدَنِهِنَّ ويَكشِفْنَ بعضَهُ؛ إظْهارًا للجَمالِ. وإنْ كنَّ كاسياتٍ لِلثِّيابِ عارياتٍ في الحقيقةِ، أو كاسياتٍ بِالحُلَى وَالحُلِيِّ، عارياتٍ مِن لباسِ التَّقوى، «مُمِيلاتٌ» قلوبَ الرِّجالِ إليهن، أوِ مُمِيلاتُ المَقانِعِ -والمِقنَعُ الَّذي تُغَطِّي به المَرأةُ رَأْسَها وظَهْرَها وصَدْرَها- عَن رُؤوسِهِنَّ؛ لِتَظْهَرَ وُجوهُهنَّ، وقيل: مُميلاتٌ بِأكتافِهنَّ فيَمْشِينَ مُتبخْتِراتٍ مُمِيلاتٍ لِأكتافِهنَّ، وقيل: يُمِلْنَ غيرَهنَّ إلى فِعلِهنَّ المذمومِ، «مَائلاتٌ» والميلُ هو الانحرافُ والزَّيغُ، فهنَّ زائغاتٌ عن طاعةِ اللهِ تعالَى، وما يَلزَمُهنَّ مِن حِفظِ حُدودِه وحِفظِ فُروجِهنَّ وغيرِ ذلك، وهنَّ أيضًا مائلاتٌ إلى الرِّجالِ بِقُلوبِهنَّ أو بِقوالبِهنَّ، أو مُتبختراتٌ في مَشْيِهنَّ، أو زائغاتٌ عَنِ العَفافِ، أو مائلاتٌ إلى الفُجورِ والهوى، وقيلَ: مائلاتٌ يَمْتَشطْنَ مِشطَةَ البَغايا، ومِن صِفاتِهنَّ «رُؤوسُهنَّ كَأسنمةِ البُخْتِ المائلةِ»، وهي جِمالٌ طِوالُ الأعناقِ، والأسْنمةُ جَمعُ سَنامٍ، وهي الجزءُ المرتفِعُ النَّاتئُ فوْقَ ظَهرِ الجَملِ، وكلَّما كان كَبيرًا وعاليًا كان أكثَرَ مَيلًا واهتزازًا عندَ الحركةِ، فهؤلاء النِّساءُ يُعظِّمْنَ حَجْمَ رُؤوسِهنَّ ويُكبِّرنَها بِلفِّ عِصابةٍ ونحوِها، وقيلَ: يَطمَحْنَ إلى الرِّجالِ لا يَغضُضنْ مِن أبصارهِنَّ، ولا يُنكِّسْنَ رُؤوسَهنَّ، ومُرادُ التَّشبيهِ بأسْنمةِ البُختِ إنَّما هو لارتفاعِ الغَدائرِ أو الضَّفائرِ فوْقَ رُؤوسِهنَّ، وتَكسُّرِها بما يُضفِّرْنَه حتَّى تَميلَ إلى ناحيةٍ مِن نَواحي الرَّأسِ كما يَميلُ سَنامُ البعيرِ.

فمَن كُنَّ بهذه الصِّفاتِ لا يَدخُلْنَ الجنَّةَ ولا يَجدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَتُوجدُ مِن مَسيرةِ كذا وكذا، وهذا كِنايةٌ عن المسافةِ البعيدةِ الَّتي يُقدَّرُ سَيرُها بزَمنٍ طَويلٍ ويَمتَدُّ في رِيحِ الجنَّةِ، ومعناه: أنَّهنَّ لا يَدخلْنَها ولا يجدْنَ رِيحَها حينَما يَدخُلُها ويَجدُ رِيحَها العَفائفُ المُتورِّعاتُ، لا أنَّهنَّ لا يَدخُلْنَ أبدًا، ويُمكنُ أنْ يكونَ محمولًا على أنَّهنَّ إذا استَحْلَلْنَ هذه الأفعالَ وهذه الذُّنوبَ، فيكونَ كُفرًا استَحَقُّوا به الحِرْمانَ مِن الجَنَّةِ، أو المرادُ منه الزَّجرُ والتَّغليظُ.

وفي الحديثِ: علامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

وفيه: بيانُ بعضِ صفاتِ أهلِ النَّارِ

وفيه: التَّحذيرُ مِن الظُّلمِ والإعانةِ عليه.

وفيه: تَحذيرٌ للنِّساءِ مِن التَّبرُّجِ والسُّفورِ.

المؤمنة ترفض أن تكون صنما من نوع جديد، أو صورة توضع على أحطّ أنواع البضائع أو سلعة لتجارة الإباحية، وهي التي كرّمها ربها حيث يقول تعالى:( ولقد كرّمنا بني ادم ) كما كرّمها نبيها فقال ” رفقا بالقوارير ” …وقال: ( استوصوا بالنساء خيرا)…

أختي المؤمنة: أسألك بالله وإجلالا وطاعة له، وطاعة لرسوله عليه الصلام، ورحمة بنفسك، أن تنزعي عنك لباس المرأة الغربية لباس السفور، والبسي لباس المؤمنة بالحق والنور، لباس المسلمة النقيّة التقيّة الطاهرة ………. واسمعي قول الشاعر الناصح:

ماذا يضرّك لو سترت جمــالا وحــجبت عنّـــا رقّـــة ودلالا

 هذا جمالك عرضه ومكانه في بيت زوجك لو أردت حلالا

 في البيت أنت بحـــالة لا تُرْتجى وإذا خرجت أتيتنا تمثــالا

قلّدت قوما خالفوك بدينهم ولبست مـــــــن أزيائهم أشكــالا

إنّ الجمال مـــــن الإله كرامــة للسالكات طهــــارة وكمالا

وهــــــــو الطريق إلى الجحيم لمن اتّخذته سيفا مشهرا قتّالا

رفقا بحالك يــا فتاة زماننا صوني جمالك واكسري الأغلالا

 وتحرّري من واقع متهتّك كـــوني فتــــــاة تصنع الأجيـــالا

وثقي بنفسك أنت سرّ حضارة عظُمت وأعطت للورى أبطالا

وتعلّمي صُنْع الرجال فإنّنا في حـال حـــــرب تستزيد رجالا

ولقد فخرنا في القديم بمثلها (أسمــــــــــاء) ليلا تقطع الأميالا

تفدي الرسول وصاحبه بحياتها وهي الفقيرة تلبس الأسمــالا

 لكنّها عظُمت بيقظة قلبها وهي التي ضربت لنـــا الامثــــالا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى