
المستوزر والعجوز … نكتة واقعية
يدور حوار بين شاب مستوزر يحمل شهادة الثانوية والشهادة الجامعية الأولى من جامعة وطنية ليعود الشاب منكسر الخاطر بعد أن كان يبني أحلاما شاطحة في بحر الحرية واترككم مع هذا الحوار الشاب المستوزر في دولة آسيوية مرَّ على عجوز سوداني
وقال له : يا زول أقدم لك سيرتي الذاتية فأنا إبن ذاك الذي طُعن في الوريد في معركة جانبية مع عدو ماكر وجدي حراث في أرض بعلية ينتظر أن تمطر السماء ويعيش على الدعاء لرب البرية .
وأتوضأ بإبريق ماء بلاستيك ونقدم الشاي على الصينية وإن جاءنا ضيف نسقيه قهوة ثم شاي ثم قهوة ثم شاي ونعيد الكرة حتى يبول على نفسه أو يرحل فلا نعرف الأصناف المدنية فالبيبسي مثلا حلم الصيف وحلم الشتوية وقد درست الابتدائية في مدرسة قريتي وعندما كنت أعود احرث مع جدي واعتني بنعجته الهرمة واساعد جدتي البدوية وكان أستاذ اللغة الانجليزية مختص في العلوم البيطرية أما أستاذ الرياضيات فكان يدرسنا التاريخ والتربية الوطنية ودرست في جامعتنا … وتقديري جيد جدا
أما العطور وأشياء الرفاهية فإن تعطرت فعطوري زيتية ومزيل العرق صابونة نابلسية ومعي عدة دورات كلها وطنية وفي الماجستير الأول على دفعتي ومازلت أسدد في أقساط شهادة الدكتوراه فهل يمكن أن أكون وزير ؟؟
فسأله العجوز هل تشرب أقداحا جانبية أو لك علاقات غرامية فاستهجن الشاب وأجاب بالنفي ثم قال العجوز أأنت خريج جامعة غربية فتعجب الشاب وأحس بالدوار من أسئلته النقدية .
وهنا اتكأ العجوز وأعاد تضييق الخناق متسائلا ألك انتساب روتاري أو ليونزي أو بصراحة ممكن يرضى عنك ماسون فقال له انا اكره الأكلات الغربية .
وهنا تنهد وزمجر العجوز وقال له باختصار هل لك علاقات فوق فوق أم نسيبك شخصية وهل صهرك رجل واصل فقال المستوزر المسكين : علاقتي فوق مع رب البرية ونسيبي شخصية وطنية يستبشر الخير عندما تدر نعجته الرباعية , أما عن علاقتي فوق فوق فكل علاقاتي غبية ؛ أعرف الفقراء وشباب الحي وجارنا الذي يصلي في المسجد وصديق لأبي محمد وأبو محمود وأبو جسار وأجالس أبو صخر في ليالي الشتوية .
وزمجر العجوز وقال ياحمــ… هل لك نسيب أو صهر من الجماعة المخملية فقال والله أعظم نسيب لي رقيب في المدفعية والآخر سائق “كونتنتال” في كتيبة على الحدود الشمالية أما أخي الأصغر فبواسطة قوية أصبح سائق ” دفندر” على الثغور الوطنية وابن عمي الأكبر بعد ألف ” بوسة لحية” وبكاء على أبواب أصحاب المعالي يعمل الآن سائق صينية .
فقال له العجوز لن تكون الوزارة الا حلما في ليلة رمادية فمثلك يجب أن يموت او يعيش عيشة الجاهلية