الكرامة.. لحمة الدم / عمر عياصرة

الكرامة.. لحمة الدم

لم تكن معركة الكرامة معركة متكافئة بين طرفين، لكنها جاءت بعد هزيمة العرب في حرب حزيران 1967، لتلقى على كاهلها عبء استعادة المبادرة والمعنويات.
معادلة اللاتكافؤ سقطت تحت اقدام التوحد التاريخي بين ابطال جيشنا العربي وبين المقاومة الفلسطينية، فالوحدة قوة اثبتتها المعركة واحتاجها الوطن وعاشتها الاجيال.
لن نبالغ في تضخيم الحدث عسكريا، لكنها معركة تستحق ان يتم الوقوف عليها كثيرا، فهناك من العبر والدروس التي يمكن التعلم منها والبناء عليها..
لن ينسى الاردنيون المعركة، فقد ارتبطت ثقافيا بمعاني الانتصار والصمود واللحمة، كما انها اصبحت جزءا من قناعة عامة بأن جيشنا قادر، وان قصة الجيش الذي لا يهزم ليست الا خيالًا يمكن ان يسقط تحت عناوين البطولة والصمود وحسن الاستعداد.
اجمل ما في معركة الكرامة انها نسجت بعبقرية كبيرة لحمة اردنية فلسطينية، وارسلت كل الرسائل اننا من شتى الجذور والسيقان قادرون «بوحدتنا» على اجتراح الافضل.
لن ينسى الناس مشهور حديثة الجازي بطل المعركة، وقائد المدفعية، كما انه لن يغيب عن بالهم الملك حسين وهو يلقي خطاب الظَفَر الشهير، وستظل الدبابات المأسورة في شوارع عمان نبراسا يذكر بن لنا ارضا لابد من استعادتها.
الكرامة ثقافة اردنية يجب البناء عليها في فهم حقيقة مصالحنا الحيوية القابعة في العلاقة مع «غربي النهر»، فدماء الاردنيين اثبتت أنهم عروبيو الهوى، رغم كل التهم، ورغم كل التغيرات التي احدثها الساسة.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى