علماء يثبتون أن اليوم لم يعد 24 ساعة

سواليف

قد لا تكفي ساعات اليوم لعمل كل شيء، ولكن يبدو أن قوى الطبيعة تتكاتف لمساعدتنا.

جمع علماء الفلك تسجيلاً لما يقرب من 3000 سنة، ليكتشفوا أن اليوم على الأرض يطول بمقدار 2 مللي ثانية كل قرن، بسبب انعطاف دوران الأرض تدريجياً لأسفل، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول 2016.

قد لا يبدو الجزء من الثانية الذي اكتسبناه منذ الحرب العالمية الأولى الشيء الكثير، ولكن الوقت الذي قد يستهلكه ضوء الشمس للسفر نحو الأرض لمسافة 600 كلم، قد يكلفك ميدالية ذهبية أولمبية، كما اكتشف الأميركي تيم ماك كي، عندما خسر أمام السويدي جانر لارسون عام 1972.

لمن يحبسون أنفاسهم إلى أن يطول اليوم بمقدار ساعة، استعدوا لانتظارٍ طويل.

كيف عرفوا؟

قام الباحثون بجامعة درم ومكتب التقويم البحري بالمملكة المتحدة، بجمع الأرصدة التاريخية للكسوف، وأحداث كونية أخرى منذ العام 720 قبل الميلاد وحتى عام 2015، وتسجيلات الألواح المسمارية الطينية البابلية القديمة، وبعض النصوص اليونانية القديمة، مثل الأطروحات الرياضية لبطليموس بالقرن الثاني الميلادي، ونصوص من الصين، والعصور الوسطى لأوروبا، وممالك العرب.

أظهرت التسجيلات القديمة الأوقات والمواقع التي شهدها الناس لمراحل مختلفة لكسوف الشمس وخسوف القمر، بينما وصفت الوثائق التي تعود لعام 1600، ظواهر الاحتجاب خلف القمر، التي تحدث عندما يمر القمر أمام نجوم معينة فيحجبها عن الرؤية.

لمعرفة كيف تغير دوران الأرض خلال أكثر من 2735 سنة، قارن الباحثون بين التسجيلات التاريخية، وبين نموذج إلكتروني يقوم بحساب مكان وزمن الظواهر الطبيعية الماضية، إن ظل دوران الأرض ثابتاً.

تقول عالمة الفضاء ليزلي موريسون: “حتى وإن كانت الملاحظات بسيطة للغاية، يمكننا ملاحظة الاختلاف الواضح بين الحسابات وما حدث بالفعل. وهذا يعني أن دوران الأرض قد اختلف”.

اليوم الأرضي بدأ بـ”6 ساعات”.. ربما

تكونت الأرض من سحابة تدور بسرعة شديدة، مكونة من الغبار والغازات منذ 4.5 مليار سنة، ولكن يُعتقد أنها حصلت على المزيد من قوة الدوران، حينما اصطدم بها جسم في حجم كوكب المريخ، وأسقط منها المادة التي كونت القمر بعد ذلك. أثناء هذا الحدث الضخم، ربما طال اليوم على الأرض من 6 ساعات إلى 24 ساعة.

ولكن علماء الفلك يعرفون جيداً أن معدل دوران الأرض يتباطأ. السبب الرئيسي لذلك يأتي من ظواهر المد والجزر التي تسببها جاذبية القمر. تقول موريسون: “استمر تكديس المياه على الأرض أثناء استمرار دورانها لأسفل. وبتباطؤ دوران الأرض ينمو مدار القمر بمعدل 4 سنتيمترات في السنة”.
وبالرغم من ذلك، ليست ظواهر المد والجزر هي السبب الوحيد لذلك. فقد وجد علماء الفلك أن دوران الأرض كان سيتباطأ أكثر لولا حدوث عمليات أخرى ذات آثار معاكسة.

بانتهاء آخر العصور الجليدية، انكشفت مساحات اليابسة التي كانت مطمورة تحت الألواح الجليدية. تسبب هذا التغير في أن تكون الأرض مفلطحة أكثر في مدارها. وكما تزداد سرعة لاعب التزلج عند سحب ذراعيه للخلف، تزداد سرعة دوران الأرض عندما يكون قطباه أقل انضغاطاً.

ينقص دورة كل 1500 سنة

ولتغيرات مستوى سطح البحر والقوى الكهرومغناطيسية بين لب الأرض والوشاح تأثير على دوران الأرض أيضاً. وذلك تبعاً لتقرير العلماء في وقائع الجمعية الملكية. يبدو أن القوى المختلفة تقود دورات لدوران الأرض، قد تمتد لعقودٍ أو قرونٍ، بمعدل انخفاض دورة واحدة كل 1500 سنة.

يقول جون ماوند الجيوفيزيائي بجامعة ليدز، الذي لم يكن جزءاً من البحث: “تحدث العمليات الجيولوجية على مدى زمني واسع جداً، مما يجعل ملاحظة التطورات تكاد تكون مستحيلة. هذه هي المشكلة الحقيقية لظاهرة مثل دوران الأرض، التي لا تترك دليلاً واضحاً في السجل الجيولوجي. على كل حال، إنها نتيجة مذهلة، وتطابق نتائج مدى واسع من البحث في اتجاهات عدة من خلال التطور التكنولوجي، الذي قام بقياس هذا التغير الضئيل بدقة عالية للغاية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى