#أقلام خلف #القضبان
م. #أنس_معابرة
ما زال الأستاذ الكبير، والكاتب الصادق، والمواطن الصالح #أحمد_حسن_الزعبي خلف #القضبان، بسبب تعليق له على منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم توجيه تهمة “إثارة النعرات العنصرية والطائفية والحض على النزاع بين مكونات الأمة”، وحبسه لمدة سنة.
وعلى الرغم من سوء أحوال الأستاذ الزعبي الصحية وتدهورها، حيث يعاني من ارتفاع انزيم الكبد، والدهون الثلاثية، وارتفاع السكري، وخسر عشرة كيلوجرامات من وزنه في الآونة الأخيرة، وما زالت السلطات تصر على تنفيذ العقوبة.
لقد نال الأستاذ أحمد الزعبي تعاطفاً كبيراً من الشارع الأردني والعربي والدولي، حيث كان دائماً ما ينطق بلسان الشعب، ويحاول أن يتواصل معهم بكلماتهم وعباراتهم، ويشاركهم همومهم وأحلامهم وتطلعاتهم، بعيداً عن جميع أشكال الزيف والكذب والتلفيق أو التضليل.
أحمد الزعبي الذي فضّل العمل الحر والاكتفاء بالقليل من المال، على أن يكتب ما يريده المسؤول، وأن يتغاضى عن جميع أشكال #الفساد والتجاوزات، وأن يصدح قلمه بكلمة الحق، فكانت الكثير من مقالاته تمنع من النشر لأنها لا تتوافق مع سياسة الجريدة التي تريد التطبيل للمسؤولين، وتتغاضى عن الفشل والاخفاق.
أحمد الزعبي خلف القضبان اليوم بسبب تعبيره عن رأيه، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رأيه الذي أعتقد أن غالبية الشعب الأردني قد تتبناه، لأنه صادر من مواطن صادق في انتمائه، وخوفه على وطنه، ووقوفه دائماً إلى جانب المواطن المغلوب على أمره.
أنت عندما تضع أحمد حسن الزعبي خلف القضبان لا تضع شخصاً فقط، ولا مواطناً كغيره من المواطنين، أنت تضع شخصاً يعبر عن رأيه بقلمه الصادق الحر، الذي ينطق بما يجول في خواطر الناس، تضع خلف القضبان قلماً كان عصياً على دعاة النفاق والتملق للمسؤولين، وأقسم بجفاف حبره ألا يكتب كلمة لا تخرج من ضميره، وللا تتوافق مع مبادئه وحبه لوطنه وامته.
عندما يكون أحمد حسن الزعبي خلف القضبان فأنت تساوي بين #الكاتب_الصادق الشريف مع #اللصوص و #المجرمين وتجار المخدرات وغيرهم من المنحرفين، فكلامهما سيكونان “خريّج حبوس”، ولكن شتان بين من حبسه صدقه وحبه لوطنه، وبين من حبسه اجرامه وجشعه.
عندما يكون أحمد حسن الزعبي خلف القضبان فأنت تدعو جميع الأقلام الوطنية للكف عن الكتابة، والألسن الصادقة للخرس والتوقف عن الكلام، وتفتح المجال على مصراعيه للمطبلين والمنافقين والأفاقين، لكي يزوروا الحقائق التي لا تخفى على الموطن العادي.
إذن كيف سيكون الإصلاح؟ كيف ستسمع للرأي الآخر؟ هل تخشى من النظر في المرآة حتى لا ترى عيوبك؟ هل سيكون السجن مصير كل من يقول الحقيقة؟
ابحثوا عمن سرق خيرات الوطن، وابحثوا عمن باع خيرات الوطن، وابحثوا عمن يجني الملايين من منصبه، وابحثوا عمن يستغل وظيفته لتحقيق المنافع الشخصية والعائلية، ابحثوا عمن أصبحوا من الأغنياء بعد تقلُّد المناصب الرسمية، وابحثوا عن نواب أنفقوا الملايين للانتفاع من خيرات القبة والحصانة والتسهيلات.
عندما تعثروا عليهم، ألقوا بهم خلف القضبان، ثم أطلقوا سراح أحمد حسن الزعبي.