الانقسام الفلسطيني / احمد فرحان

الانقسام الفلسطيني
عندما نسمع مصطلح الانقسام الفلسطيني ربما يتبادر الى اذهاننا انه انقسام بين فصيلين وهما فتح وحماس، وفي الحقيقة ان الانقسام الفلسطيني ليس كذلك، ولكن اللعبة السياسية بين الفصيلين الاكثر شعبية تتحتم عليهما تبني كل منهما لفكرين سائدين على الاراضي الفلسطينية، ولكل منهما دعائمه التي تدعم هذا الفكر، فتعتمد فتح في تبني فكر السلام مع اسرائيل والتنازل عن الاراضي المحتلة عام 48 على الانفتاح والدعم الامريكي الاوروبي الذي يدعم وجود وكينونة اسرائيل، كما تعتمد على الدعم المادي والسياسي الغربي، لتدعم به زيادة شعبية تقبل اسرائيل كواقع محتم، وبذلك التنازل عن حقوق اصحاب الاراضي التي احتلتها اسرائيل مقابل دولة مجزأة بين الضفة وقطاع غزة، وتقبل هذه الفكرة لا يتم الا بوجود مغريات مادية مقابل ذلك، بينما تتبنى حماس فكرة زوال الاحتلال عن كامل اراضي فلسطين التاريخية، اي ما احتلته اسرائيل في عام 48 و 67، فكرة زوال اسرائيل هي الاقرب للشعب الفلسطيني المناضل بما فيهم من احتلت اراضيهم عام 48 لانهم اصحاب الاراضي التي هجروا منها قسريا وطهرت اراضيهم عرقيا، وبمن فيهم من بقي في اراضيه التي اصبحت تحت حكم اسرائيل والذين سمو عرب اسرائيل، فهم ممن يرفضون الاحتلال من وازع عقائدي اسلامي من جهة ومن وازع انساني تعاطفا مع اصحاب الاراضي المحتلة من جهة اخرى، ومن وجود عنصرية يتعرضوا لها كمواطنين عرب في حكم اسرائيلي، اما السياسة فتحتم على كل طرف دعم افكاره اما ماديا او دينيا، فتعتمد حركة فتح على المال كداعم اساسي لزيادة شعبيتهم لتقبل قيام دولة فلسطينية مقابل التنازل عن اراضي فلسطين المحتلة والتنازل عن حق العودة، وتعتمد حماس مع فصائل المقاومة الاخرى على الدين الاسلامي لدعم توجههم في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وعدم التنازل عن حق الفلسطينين بكامل فلسطين والتوجه الى زوال اسرائيل.
الانقسام الفلسطيني لن يزول الا بتغيير الافكار والقناعات، اما بتنازل حماس عن فكر المقاومة والقبول بالاعتراف باسرائيل او تخلى فتح عن الحل السلمي وضرب كل اتفاقياتهم ومفاوضاتهم مع اسرائيل بعرض الحائط، ولو حصل احد الامرين لكلا الفصيلين، فلن يتقبل الشعب عموما ببوجود اسرائيل، لذلك لن ينتهي الانقسام الا بعودة فتح لعقلية المقاوم الذي قامت على اساسه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى