#ميناء_غور_الحديثة .. #جسر لكرك #التواصل مع اهلنا بفلسطين..
ا.د حسين محادين*
(1)
قبل اسبوعين تقريبا؛ واثناء انعقاد مؤتمر ملتقى غور الحديثة الثقافي الرابع في #الاغوار الجنوبية بمشاركة نوعية مع العديد من الجامعات والمنظمات المدنية والاكاديميون المتخصصون في علوم الاثار،التاريخ، الاجتماع، والانثربولوجيا”علم الانسان” وجمعية الادلاء السياحيين، انعقد المؤتمر تحت عنوان
“طريق البخور في الاردن”.
هذا الطريق التجاري الذي إنطلق من اليمن عبر الجزيرة العربية مرورا في الاردن بمحاذاة البحر الميت، ويتفرع الطريقة بعدها الى شعبتين مترابطتين واحدة منهما باتجاه #فلسطين عبر البحر الميت، والثانية باتجاه العراق كما تؤكد الدراسات التاريخية والاثارية، إذ اشارت بعض الدراسات البحثية الى ورود معلومات تاريخية عن هذا #الطريق_القديم في واحدة من نصوص مِسلة القائد ميشع المؤابي او الذبياني.
اما من اطلق تسمية هذا الطريق التجاري الخدمي التنموي والتواصلي الحضاري بطريق البخور كما تشير اراء متممة فهم الاجداد #الانباط.
(2)
اثناء جلسة المؤتمر الرئيسة والتي إطلق المؤتمرون المتخصصون من خلالها مشروع جمع وحفظ التراث الشفاهي لسكان منطقة الاغوار الجنوبية في الكرك وبدعم من وزارة الثقافة.
حيث قدمت ورقة عمل نوعية للتربوي والباحث المُجد الدكتور محمد الهويمل عضو الملتقى ايضا بعنوان”النقل البحري بين الاردن وفلسطين -ميناء غور الحديثة انموذجا”.
ولعل ابرز ما اوقدته الورقة من معلومات ،وتساؤلات ومعارف ثمينة بحاجة الى تأصيل واشهار ما ارتبط بتاريخ وادوار منطقة واهالي حوض البحر الميت المهمة جدا في مسيرة الاردنيين خصوصا في دعمهم المتواصل لإخوتهم في فلسطين عبر ميناء غور الحديثة إذ تضمنت ورقة العمل هذه الكثير من المعلومات المسكوت في ذاكرتنا الحياتية والمصيرية على ضفتي هذا البحر الحيً الذي سميته هكذا منذ عقدين من الزمن في احد مقالاتي.
هذه المعلومات اللافتة من الواجب التعمق علميا بمضامينها الغنية،فهي حرية بالبحث والتمحيص النظري الميداني معاً، ومن أولى من جامعة مؤتة تخصصات وقرب جغرافي للاغوار بهذه المهمة النبيلة والعمل العلمي والوطني الذي سيُنصف ذاكرتنا وتحدياتنا المشتركة المغالبة للاحتلال “اردنيين وفلسطيين” مع المحتل في فلسطين، انطلاقا من ادوار اهلنا الاخيار الداعمة لهم في الأغوار الجنوبية كجزء عزيز من اردننا الحبيب.
(3)
ابرز ما تضمنته ورقة د. الهويمل بالأدلة الوثائقية والمقابلات الميدانية الشفوية المنظمة مع كبار السن في المنطقة :-
- وجود ميناء تجاري وتواصلي بين منطقة غور الحديث على ضفتي البحر الميت شرقي الاردن وفلسطين منذ نشوء امارة شرق الاردن1921. حيث كان هناك شركة بحرية خاصة تعمل على نقل البضائع بين ضفتي هذا البحر الحيّ لصاحبها شكري علي ذيب للنقل،حيث قُدر عدد قواربها بستة قوارب، تراجع عددها الى ثلاثة فقط واحد معدني الجسم واثنان من الخشب من جهة ومن جهة متمة ساهم تراجع منسوب مياة البحر الحيّ بالموارد الطبيعية ايضا في تقليص عمل المراكب خصوصا بعد تحويل الاسرائليين مياه نهر الاردن الى صحراء النقب.
-توقف العمل بهذا الميناء بين عامي1947-1948 بعيد الاحتلال الإسرائيلي لاجزاء من فلسطين. - المواد المصدرة من شرق الاردن لفلسطين هي الحبوب،بعض الخضار، والسلاح بطريقة سرية الداعم لثورة الشهيد عبد القادر الحسيني ورفاقه ضد المستعمرين الانجليزي والاسرائيلي من قبل ابناء الكرك الشهيد،والذي بسبب هذا التطوع والدعم كرّم اهل القدس ابناء الكرك من المسيحين والمسلمين بان سموّا بأسمهم وكرد نبيل ووفيّ منهم على مواقفهم الداعمة لاخوتهم في فلسطين الموجودة للآن “مِصطبة الكرك” في باحة المسجد الاقصى لدلالات المكان المقدسة والخالدة عبر الاجيال.
- اما المواد القادمة من فلسطين فكان ابرزها، الزجاجيات،الادوات المنزلية، الحمضيات، وبعض المواد والبضائع المستوردة لفلسطين من الدول الاخرى عبر البحر.
- أبرز اسماء العاملين من ابناء الاغوار الجنوبية في ميناء غور الحديثة مع شركة شكري ذيب الخاصة للنقل البحري فهم:-
- حميد أبنيه العونة- ربان مركب.
-سيال ابنيه العونه.
-التوأم عبد العزيز وعبد الكريم الخنازرة، ويتردد في الموروث الشفاهي الموثق من على السنة “الاخباريون” اي كبار السن من الرواة الذين تمت مقابلتهم ميدانياً لهذا الغاية البحثية والتوثيقية النبيلة في منطقة الاغوار ..حيث أشاروا الى أن العاملين مع شركة النقل البحرية حينها كانوا يتكلمون العربية والانجليزية والعبرية.
شكرا لأسرة ملتقى غور الحديثة ولكل الباحثين والجهات الداعمة التي شاركت في انجاح اهداف ومضامين الدور الثقافي والتنويري لهذا المؤتمر الوطني الهام بالتأكيد. - قسم علم الاجتماع – جامعة مؤتة.
