حِسُّ المسؤول / ابو حمزة الفاخري

حِسُّ المسؤول
واعني ايا مسؤولا كان ، سواء صغيرا او كبيرا والمسؤول هو ذاك الشخص الذي يشغل وظيفة عامة من وظائف الدولة والتي من اهم وظائفها خدمة رعاياها وتقديم افضل ما عندها بأفضل السبل لان هؤلاء الرعايا يدفعون ثمن هذه الخدمات وبالتالي فان هذا المسؤول وغيره من “رجالات” الدولة يتقاضى راتبه من اموال الشعب فهو اجير عندهم .
ويبدو ان مسؤولي الامة العربية قاطبة في شتى اصقاع العالم وليس من المحيط للخليج بعد هجراتهم المليونية وتبعثرهم على شواطىء اوروبا لا يملكون هذا الحس .
والحس هو بمثابة تقدير وميزان وموازنة ما بين مصلحة الدولة ومصلحة المواطن واللتان هما اصلا لا يتعارضان ولا يتناقضان فمصلحة احدهما تعني بالضرورة مصلحة الآخر .
ما دعاني لهذه المقدمة الفلسفجية ما نراه ونحسه ونلمسه من عدم احساس وتقدير من بعض مسؤولينا فقد اختلط الامر عليهم وصاروا يحسبون ويظنون ان هذه الوظيفة بمثابة مُلكا لهم
وليست ملك الدولة /المواطنين .
وهناك الكم الكثير من قضايا الفساد ما زالت حبيسة ادراج المحسوبية والشللية ، كما ان هناك الكم الكثير من رجالات الدولة اغتنوا فوق العادة واصبحوا ممن يسبق اسماءهم لقب مليونير ان لم يكن اكثر من ذلك والامثلة كثيرة مليئة ولا تكف السنة المواطنين عن التندر بقصصص هؤلاء .
ونعود لعنواننا اعلاه حس المسؤول الذي يخونه احيانا وخاصة فيما يتعلق بمصير سمعة دولة كجمركة الجائزة عن الفيلم ذيب وربما هي المرة الاولى التي تنال الاردن فيها جائزة عالمية فنية ، او بمصير عدد كبير من المواطنين العاملين في الدولة ويأتي مسؤول افندي يملك صلاحية الاحالة على التقاعد لهولاء الموظفين دون معرفة سجلهم الناصع في الخدمة العامة او قُرب ترفيعهم الذي انتظروه خمس سنين وعلى ابواب تحسين وضعهم المادي ، فهنا حس المسؤول غائب تماما غيّبه الله …
وربما هذا ما أوصل الامة العربية لهكذا حال منصوبة ومفتوحة ومجروحة ومفعول بها وبالتالي مفضوحة على رؤوس الاشهاد وبين الخلائق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى