داعش 2 / د.رياض حمودة ياسين

داعش 2
د.رياض حمودة ياسين

توصف هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة دير الزور السورية بعد اتمام طرده منها بالهزيمة القاسية، فهل هي هزيمة كاملة له، أم انه سيعاود تنظيم صفوفه في أرض معركة جديدة. بمعنى هل تم اسئصاله نهائيا؟

تأتي اهمية سيطرة القوات النظامية السورية على مدينة دير الزور كونها آخر مدينة كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق،فهل ستنسحب ماتبقى من داعش الى اماكن مجهولة وتعيد التموضع من جديد تحضيرا لمعارك جديدة ام سيقوم التنظيم الجهادي بالتحول الى حركة جهادية سرية، بعد ان فشل في الاحتفاظ باراض واسعة في كل من سوريا والعراق كانت مساحتها توازي مساحة ايطاليا.

هل سنشهد في الأيام القادمة حرب عصابات في المناطق الأقرب الى السنة في كل من العراق وسوريا،وهل فعلا بسطت القوات النظامية في سوريا والعراق نفوذها على المناطق السنيّة تماما،وماهي احتمالية إعادة التموضع الجيوسياسي للتنظيم في أماكن مفاجئة باعتبار أن التنظيم بات له أنصار في العالم العربي والأوروبي على حدّ سواء، الدليل حجم التعاطف والمشاركة التي حشدت في صفوفه عبر السنوات القليلة المنصرمة. وهل سيلجأ التنظيم الى الحرب الالكترونية بعيدا عن المواجهات على الارض ويكتفي بالقيام بتنفيذ عمليات جهادية نوعية ضد اهداف مدنية وعسكرية بين الحين والآخر قد تشكل ضربات قاصمة الظهر كما هو الحال في هجماته على اهداف في أوروبا والولايات المتحدة الامريكية كان آخرها حادث نيويورك.

فقد تنظيم داعش عاصمتيه في (الموصل أولا والرقة آخرا) وفقدت دولة الخلافة مبناها ولم تفقد معناها،فالعامل التعبوي الإعلامي لهذا التنظيم سيستمر لطالما بقيت الاحوال في العالم العربي تسير باتجاه الفوضى والفراغ السياسي والإعلامي،بمعنى فإن العالم العربي سيكون في مرمى الهجمات الإرهابية في السنوات القادمة بصورة مغايرة قد تكون صادمة ومفاجئة .

من المؤكد ان العشرات من آلاف المقاتلين الداعشيين قد اختفوا على حدّ التقديرات الدولية ،فأين ذهب هؤلاء المقاتلون وهل بإمكانهم العودة الى بلدانهم الأصلية، أم انهم وفق خطة ما سيقومون بالتجمع من جديد في مناطق لايوجد فيها رقابة أمنية واستخباراتية كافية وأشير هنا بدقة الى الساحل الشمال أفريقي ووبعض دول أفريقيا مثل نيجيريا ومناطق باليمن تحديدا؟.

عود على بدء ما الذي خلّفه داعش في مناطق سيطرته، هل كسب التأييد والتعاطف من السكان المحليين، وماذا أعدت الحكومتان العراقية والسورية من خطط لإعادة تاهيل ودمج السكان سياسيا في مشروع الدولة الذي يعاني من زعزعة في كل من سوريا والعراق،فهل ستنجح الحكومتان العراقية والسورية من إعادة الاعتبار لمفهوم الدولة الواحدة ومكوناتها على أسس العقد السياسي الجماعي بالرضا الذي تخلخل على مدى الأربع سنوات المنصرمة.

هل نحن على موعد مع داعش في النسخة الجديدة ، وهل يمكن ان يكون هناك ساحة معركة جديدة للتنظيم، ام انه سينتشر دون ان يكون له جسم فيزيائي على مساحة جيوسياسية في عالمنا، بل سيعمد الى الإبقاء على التنسيق الالكتروني وشبكته الإعلامية للإبقاء على مناصريه وداعميه من كل العالم.فقد أثبتت الوقائع والحوادث الإرهابية الدولية أن تأثيرات التنظيم باتت تهدد الأمن والسلم الدوليين وليس الامر رهينا بنشاط التنظيم وتركزه في العراق وسوريا.
rhyasen@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى