اعتزال / الساخر محمد طمليه

اعتزال

*في “هونج كونج “تقمع الشرطه مظاهرات الشعب بإستخدام موسيقى “بتهوفن “الطريقه سهله :فما أن تتقدم الجماهير ، غاضبه ، هاتفه ، عازمه على تكسير نوافذ السفارة الأميركية ، وحرق العلم الإسرائيلي ، حتى يظهر رجال الشرطه بكامل عنفوانهم وروعتهم وسفالتهم . ثمة”هراوات”بالطبع وخراطيم ماء،وغازات ، ولكن الشرطه لاتستخدم هذه المعدات في الحال ، بل تضع موسيقى “بتهوفن “في مسجلات ضخمة ، ومكبرات صوت ضخمه ،بهدف التغطيه على صوت الشعب ، وخلق حالة من الإسترخاء في المكان الذي تجري فيه المظاهرة .
**انتهينا من هونج كونج . ……
**من المؤسف أن الأردنيين اعتزلوا التظاهر ، رغم أن هناك مايوجب ذلك :شعب ميت…وأحزاب تؤمن بالحوار مع رئيس الحكومه ، وصالونات سياسية يدور فيها التثاؤب على كل الأفواه ، وأداء باهت للمعارضة . هل يوجد معارضة؟ يوجد أنفار . ..عمال مياومة. ….مأجورون بالقطعة . …تهافت رخيص ومشبوه للسيطرة على روابط وجمعيات غائبة عن الوعي . ..”أباريق وضوء” مثقوبة ملقاة على قارعة الورع في المساجد الأليفة . …حناجر استوطن فيها البلغم بعد أن رحل الهتاف . ..لجان تنسيق تجتمع في الخلاء . ..حماس معفى من الضريبة . ..لغو يتألق في المناسبات مثلما يتألق البصاق على الخدود . ….
*من المؤسف أن الأردنيين اعتزلوا التظاهر . ..
**زمان قبل أن يقع الشعب في حب الحكومة . ..وقبل أن تصبح “الديمقراطية ” حجارة تطبخها امرأة فقيرة للصغار الجوعى ، قبل أن ترتهن الإرادة الشعبيه ، زمان . .كانت “الأجهزة” تهابنا. .وكان الإضراب عن الطعام وجبة شهية نقتاتها في الزنازن . .وكان العلمان الأسرائيلي والأمريكي ، خرقتين ذليلتين تحت الأرجل . .وكانت الجامعات والمعاهد والمدارس نبعات يتفور منها الوهج . .وكانت النقابات كعبة للشرفاء . ……………….
عندما يعز الخشوع . …
وكانت المساجد ثكنات تتكاثر فيها الركعات على شكل عتاد جاهز وقت الطلب . ..
*من المؤسف أننا اقلعنا عن التظاهر . ..ولم تعد الشرطة تقمعنا على انفام موسيقى “بتهوفن ” والأنكى من ذلك أننا نحتفل ونرقص في الساحات طربا وتمايلا مع . …”ياسعد لو تشوف ” . .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى