
الحكم بعقلية جمهور كرة القدم
في كل الحوادث الكبرى التي نواجهها يزعجني الاسلوب الذي نعلق به على الأحداث ..و التي غالباً ما ينقسم فيها الناس إلى قسمين كل قسم فيهما يدّعي أنه على حق و أنه يمتلك الحقيقة ..و أنه الفاهم و غيره على (عينيه غشاوة) أو غيره (مرتبط و خائن و لديه مصالح) ..!
حين تكون الأمور بين السنة و الشيعة ؛ يقوم جمهور كرة القدم السياسية بالشتم في كل اتجاه و التكفير بكل اتجاه و الناظر للمشهد بحياد يكره الجمهورين ..! وحين يتعلق الأمر بسورية ..يقوم جمهور كرة القدم السياسية بمسح الأرض بكل من يخالف رأيه ..ذاك ضد بشار لأنه عميل للامريكان وذاك مع بشار لأنه يتلقى أموالاً منه ..تنظر للمعركة الشتائمية حتى بين النخب المثقفة و بين من يدعون بأنهم مفكرون ..هي ذات اللغة الدنيا و الدنيئة ..تشعر بأننا بلا مثقفين ..وأمة محرومة من المفكرين ..وأمة لا تحترم وجهة النظر الأخرى ..تشعر أنك حينما تدافع عن رأيك وكأن يديك ملطختان بالدماء ..وكأنك ارتكبتَ جريمة لا تغتفر ..تشعر أن وجودك كلّه على كفّ عفريت لأنك قررت ذات لحظة أن (تبق البحصة) و تحكي رأيك ..!!
نحن أمة لا تحترم وجهة النظر ..و بلفة سريعة على وجهات نظر كل من أدلى بدلوه في انقلاب تركيا ..تجد أن الشعب العربي كله خائن ..وكله جاهل ..وكله مدفوع له ..وكله مجرم ..وكله مش عارف وين الله حاطه ..!
يا سادة : متى نصبح شعوباً لا قبائل ..؟ متى يتكلم الماشي منا بحريّة من أول الجغرافيا حتى نهايتها وهو لا يلتفت وراءه خوفاً من تكفير أو تنكيل أو تخوين ..؟ متى لا نتعامل مع وجهات النظر باعتبارها مبارة كرة قدم مش مهم اللعب النظيف ؛ المهم فريقي يفوز ..؟؟ متى و متى ومتى ..؟
متى نصبح بني آدمين و نقتنع أن لدينا عقلاً آن أوان استخدامه بلا مؤثرات خارجية ..؟!
kamelnsirat@yahoo.com