من هو الشيخ “محمود أفندي” الذي شارك أردوغان ووزراء أتراك بتشييعه

#سواليف

شارك الرئيس التركي، رجب طيب #أردوغان، بمراسم تشييع #الشيخ_محمود أوسطى عثمان أوغلو، اليوم، الجمعة 24 من حزيران.

وحضر الجنازة كل من وزير الداخلية، سليمان صويلو، ووزير الشؤون الدينية، علي إيرباش، وزعيم حزب “المستقبل”، أحمد داوود أوغلو، بالإضافة إلى وزراء آخرين في الحكومة التركية، وأعضاء من مختلف الأحزاب التركية.

ونُقل جثمان عثمان أوغلو إلى مسجد “الفاتح” برفقة قافلة كبيرة، وانضم الآلاف لمراسم التشييع.

وألقى أردوغان كلمة خلال مراسم التشييع، قائلًا إنه عندما كان طالبًا كان يرتاد مسجد “إسماعيل آغا”، وكان يستمع إلى دروس الشيخ حينها.

في وقت لاحق، حمل الرئيس أردوغان، مع بعض الوزراء، نعش أوسطى عثمان أوغلو، ثم نُقل الجثمان إلى مزار “ساكز أغاجي” في منطقة إدرنة كابي.

كما سار المشيّعون الذين حضروا #الجنازة من شارع فوزي باشا إلى #المقبرة حيث تم دفن الجثمان.

وكان الشيخ توفي فجر الخميس 23 من حزيران، عن عمر ناهز 93 عامًا، حيث كان يتلقى العلاج من مرض الكلى بمستشفيات اسطنبول.

ويُعرف الشيخ بـ”محمود أفندي”، وهو إحدى أبرز الشخصيات الدينية الصوفية في #تركيا، ويقدّر عدد أتباعه بالملايين، وهو زعيم “جماعة إسماعيل آغا” النقشبندية والتي اشتهرت مؤخرا باسم “جماعة محمود أفندي”.

تعلم الشيخ اللغتين العربية والفارسية والنحو والصرف وعلوم القرآن والفقه وأصوله والحديث والتفسير والبلاغة، وحفظ القرآن الكريم في وقت مبكر من حياته.

وعمل بحقول الدعوة ونشر تعاليم الإسلام داخل تركيا، كما بذل جهودًا في هذا المجال خارج تركيا، وينسب إليه بعض الباحثين في شؤون الجماعات الإسلامية الفضل بإنشاء عشرات المدارس في إفريقيا والهند والبلقان.
ميلاده ونشأته العلمية

ولد محمود أوسطى عثمان أوغلو في قرية شافانلي القريبة من طرابزون شمال شرقي تركيا عام 1929، لأسرة مهتمة بالتعليم الديني.

وبذلك تتلمذ على يدي والده “علي أفندي” الذي كان إمامًا لجامع قريته، ووالدته فاطمة هانم التي كانت أيضًا مهتمة بالعلوم الدينية وعلوم القرآن الكريم الذي أتم حفظه في العاشرة من عمره.

تابع عثمان أوغلو رحلته في التعليم الديني على يدي معلمه محمد روشتو، ثم درس اللغة العربية في قرية بابلان على يدي المعلم عبد الوهاب أفندي، وتلقى العلوم الدينية كالفقه والحديث وتفسير القرآن الكريم على يدي معلمه دورسون فيضي جوفين.

حصل الشيخ على الإجازة في العلوم الدينية، وبدأ بتعليمها للناس في مسجد قريته في حين لم يتجاوز الـ16 عامًا من عمره، وفي عام 1951، تم تعيينه إمامًا وخطيب مسجد بمنطقة دويرجي بولاية سيفاس.

وعيّنه أحيسكالي علي حيدر أفندي إمامًا في جامع “إسماعيل آغا”، وهو من المراكز الأساسية للصوفية النقشبندية قرب جامع “الفاتح” الشهير بمدينة اسطنبول، وبقي في إمامته منذ عام 1954 إلى أن تقاعد في عمر الـ65 عام 1996.

إلى جانب قيادته الروحية كإمام صوفي لـ”جماعة إسماعيل آغا” النقشبندية، عُرف الشيخ “محمود أفندي” بإنتاج وافر للكتب الدينية خلال حياته، ومن أهمها كتاب التفسير “روح الفرقان” الذي تمت طباعة 19 مجلدًا من مجلداته، وكتاب “المحادثات” الذي يشمل أحاديثه الشخصية في تسعة مجلدات، و”رسالة قدسية” ويتكون من مجلدين، وكتاب “صحبة عمر” و”تفسير سورة الفاتحة” وغيرها.
مكانته في تركيا

يعد “محمود أفندي” الأب الروحي لـ”جماعة إسماعيل آغا” النقشبندية الصوفية في تركيا، ويقدّر عدد أتباع جماعته بالملايين، وهم منتشرون بشكل لافت للعيان في منطقة الفاتح باسطنبول، وخاصة في حي يافوز سليم، كما أن لهم انتشارًا لافتًا في ولاية قونيا المعروفة بكونها معقلًا للصوفيين، وفي طرابزون مسقط رأسه.

ويعد الشيخ من أبرز الشخصيات التي واجهت محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، وكان دائمًا مواجهًا لجنرالات الانقلابات العسكرية التي شهدتها تركيا خلال العقود الماضية، حيث تعرض لمحاولة اغتيال ومضايقات بعد انقلاب العام 1960.

المصدر
وكالات
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى