من كلّ بستان زهرة – 82-
أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلّم …صلّوا عليه
الحُبّ يطغَى والحَنينُ عظِيمُ وهوَاك في كل القُلوب مُقيم
صَلَّى عليْك اللَّه في عَليَائِهِ مَا هَبَّ من نَفْحِ الجِنَان نَسيم
اللّهٌم صَلّ وسلم وبَارك عَلى نَبِيّنا مٌحَمّد وعَلى ٱلِه وَصَحبِهِ أجْمَعِين.
*****************
(أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)
أيَسُرُّكَ أَنْ تَكُونَ رَفِيقَ قَوْمٍ لَهُمْ زَادٌ وَأَنْتَ بِغَيْرِ زَادِ؟
أَسْمَعُ قَوْلا بِلا عَمَلٍ، وَأَرَى خِلالا خِلالُهَا الْخَلَلُ، إِذَا دُعِيتَ إِلَى الْخَيْرِ جَاءَ الْكَسَلُ وَقُلْتَ: لَوْ شَاءَ أَنْ يُوَفِّقَنِي فَعَلَ، وَإِذَا لاحَتِ الْمَعَاصِي كَرَّ الْبَطَلُ، وَيَقُولُ: (خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) سورة الأنبياء آية 37 .
وَيْحَكَ هَذَا الشَّيْبُ قَدْ نَزَلَ! يُخْبِرُكَ بِقُرْبِ الأَجَلِ، خَلَتِ الدِّيَارُ وَنَاحَ الطَّلَلُ، أَيَحْتَاجُ الْمُهِمُّ إِلَى: اعْتَدِلْ، يَا قَبِيحَ الْخِصَالِ إِلَى كَمْ زَلَلَ، مَا لِكَبِيرٍ فِي الْعَذْلِ لا نَاقَةٌ وَلا جَمَلٌ.
عَلَيْكَ بِمَا يُفِيدُكَ فِي الْمَعَادِ، وَمَا تَنْجُو بِهِ يَوْمَ التَّنَادِ، فَمَا لَكَ لَيْسَ يَنْفَعُ فِيكَ وَعْظٌ وَلا زَجْرٌ كَأَنَّكَ مِنْ جَمَادِ… سَتَنْدَمُ إِنْ رَحَلْتَ بِغَيْرِ زَادٍ، وَتَشْقَى إِذْ يُنَادِيكَ الْمُنَادِي، فَلا تَفْرَحْ بِمَالٍ تَقْتَنِيهِ فَإِنَّكَ فِيهِ مَعْكُوسُ الْمُرَادِ، وَتُبْ مِمَّا جَنَيْتَ وَأَنْتَ حَيٌّ وَكُنْ مُتَنَبِّهًا مِنْ ذَا الرُّقَادِ، سَجْعٌ أَيُّهَا الضَّالُّ عَنْ طَرِيقِ الْهُدَى، أَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ الْهَادِي وَقَدْ حَدَا، مَنْ لَكَ إِذَا ظَهَرَ الْجَزَاءُ وَبَدَا، رُبَّمَا كَانَ فِيهِ أَنْ تَشْقَى أَبَدًا (أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى) سورة القيامة آية 36 .
يَا مَنْ تُكْتَبُ لَحَظَاتُهُ، وَتُجْمَعُ لَفَظَاتُهُ، وَتُعْلَمُ عَزَمَاتُهُ، وَتُحْسَبُ عَلَيْهِ حَرَكَاتُهُ إِنْ رَاحَ أَوْ غَدَا…أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى
وَيْحُكَ إِنَّ الرَّقِيبَ حَاضِرٌ، يَرْعَى عَلَيْكَ اللِّسَانَ وَالنَّاظِرَ، وَهُوَ إِلَى جَمِيعِ أَفْعَالِكَ نَاظِرٌ، إِنَّمَا الدُّنْيَا مَرَاحِلُ إِلَى الْمَقَابِرِ، وَسَيَنْقَضِي هَذَا الْمَدَى…أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى
مَا لِي أَرَاكَ فِي الذُّنُوبِ تَعْجَلُ، وَإِذَا زُجِرْتَ عَنْهَا لا تَقْبَلُ، وَيْحَكَ انْتَبِهْ لِقُبْحِ مَا تَفْعَلُ؛ لأَنَّ الأَيَّامَ فِي الآجَالِ تَعْمَلُ مِثْلَ عَمَلِ الْمَدَى…أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى
سَتَرْحَلُ عَنْ دُنْيَاكَ فَقِيرًا، لا تَمْلِكُ مِمَّا جَمَعْتَ نَقِيرًا، بَلْ قَدْ صِرْتَ بِالذُّنُوبِ عَقِيرًا، بَعْدَ أَنْ رَدَاكَ التَّلَفُ رِدَاءَ الرَّدَى…أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى
كَأَنَّكَ بِالْمَوْتِ قَدْ قَطَعَ وَبَتَّ، وَبَدَّدَ الشَّمْلَ الْمُجْتَمِعَ وَأَشَتَّ، وَأَثَّرَ فِيكَ النَّدَمُ حِينَئِذٍ وَفَتَّ، انْتَبِهْ لِنَفْسِكَ فَقَدْ أُشْمِتَ وَاللَّهِ الْعِدَا…أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى
كَأَنَّكَ بِبِسَاطِ الْعُمْرِ قَدِ انْطَوَى، وَبِعُودِ الصِّحَّةِ قَدْ ذَوَى، وَبِسِلْكِ الإِمْهَالِ قَدْ قُطِعَ فَهَوَى اسْمَعْ يَا مَنْ قَتَلَهُ الْهَوَى وَمَا وَدَى…أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى
تَاللَّهِ مَا تُقَالُ وَمَا تُعْذَرُ، فَإِنْ كُنْتَ عَاقِلا فَانْتَبِهْ وَاحْذَرْ، كَمْ وَعَظَكَ أَخْذُ غَيْرِكَ وَكَمْ أَعْذَرَ، وَمَنْ أُنْذِرَ قَبْلَ مَجِيئِهِ فَمَا اعْتَدَى…أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى
فَبَادِرْ نَفْسَكَ وَاحْذَرْ قَبْلَ الْفَوْتِ، وَأَصِخَّ لِلزَّوَاجِرِ فَقَدْ رَفَعَتِ الصَّوْتَ، وَتَنَبَّهْ فَطَالَ مَا قَدْ سَهَوْتَ، وَاعْلَمْ قَطْعًا وَيَقِينًا أَنَّ الْمَوْتَ لا يَقْبَلُ الْفِدَا… أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى
انْهَضْ إِلَى التَّقْوَى بِقَرِيحَةٍ، وَابْكِ الذُّنُوبَ بِعَيْنٍ قَرِيحَةٍ، وَأَزْعِجْ لِلْجِدِّ أَعْضَاءَكَ الْمُسْتَرِيحَةَ، تَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَقْبَلْ هَذِهِ النَّصِيحَةَ، لَتَنْدَمَنَّ غَدًا… أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى
*****************
التقوى هي: “أن تعملَ بطاعةِ الله على نور من الله، ترجو ثوابَ الله، وأن تتركَ معصية اللهِ على نور من الله، تخاف عقاب الله”.
*****************
قال رسولُ الله ﷺ: لقيتُ ليلة أُسرى بي إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أنَّ الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قِيعان، وأنَّ غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر “.
*****************
} يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ {
قال رجلٌ لأبي الدرداء: أوصني، فقال:” تذكر يوماً تصير السريرة فيه علانية “.
وصية يرتجف لها الفؤاد الحي.
هناك مواقف تحتاج أن نصمت وكأنّنا لم نفهم
أو نتجاهل كأننا لم نر شيئا
ليس خوفاً ولا ضعفاً…إنّما ارتقاءً بالنّفس
لأنك ستدرك في وقت متأخر من الحياة أن معظم المعارك التي خضتها
لم تكن سوى أحداثاً هامشية أشغلتك عن حياتك الحقيقية… فاجعل هذا الادراك مبكراً.
*****************
اللهم ارزقنا أنفساً تقنع بعطائك، وترضى بقضائك، وتصبر على بلائك وتشكر لنعمائك وتحب أوليائك وتبغض أعداءك … اللهم ارزقنا ألسنة ذاكرة وقلوباً شاكرة وأجساداً على البلاء صابرة …
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار …اللهم أغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
*****************
قال: صلى الله عليه وسلم: قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى: “يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً”.
الراوي: أنس بن مالك | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3540 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
التخريج: أخرجه الترمذي (3540) واللفظ له، وأحمد (13493) مختصراً بمعناه.
اللهُ عزَّ وجلَّ هو أرحمُ الرَّاحِمين، يغْفِرُ الذُّنوبَ للعاصِي والمذْنبِ منْ عبادِه مهما بلَغَت، لكنْ بشرطِ أنْ يكونَ هذا العبْدُ مُوحِّدًا لربِّه لا يُشْرِكُ به شيئًا؛ فكلُّ ذنْبٍ تحْتَ مشيئةِ اللهِ تعالى فيغْفِرُ لِمنْ يشاءُ، إلَّا الشِّركَ؛ فإنَّ اللهَ تعالى لا يَغْفِرُه إذا ماتَ الإنسانُ عليه ولَقِيَه به.
وفي هذا الحديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “قال اللهُ تباركَ وتعالى” في الحديثِ القدسيِّ: يا ابنَ آدمَ، “إنَّكَ ما دعوْتَني ورجوْتَني”، أي: ما دمْتَ تدْعونِي وتَرْجو رَحْمتي، ولمْ تَقْنَطْ “غفَرْتُ لكَ”، أي: محَوتُ ذنبَكَ أيُّها العبْدُ الدَّاعي الرَّاجي لربِّه، “على ما كانَ فيكَ” مِنَ الذُّنوبِ والمعاصِي، “ولا أُبالي”، أي: ولا أهتَمُّ بهذه الذُّنوبِ والمعاصِي وإنْ كانَت منَ الكبائرِ وفي عدَمِ مُبالاتِه معنى قولِه: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} [الأنبياء: 23]، يا ابنَ آدمَ “لو بلغَتْ”، أي: وصلَتْ، “ذنوبُك” الَّتي ارتكبتَها وفعَلتَها، “عَنانَ السَّماءِ”، أي: السَّحابَ، أو بمَعنى صَفائِحِ السَّماءِ وما اعتَرَض مِن أقطارِها، ولعلَّه المرادُ مِن الحديثِ؛ إذ رُوي: “أعنانَ السَّماءِ” أي: وصلَتِ الذُّنوبُ إلى السَّماءِ الَّتي تَراها، “ثمَّ” بعدَ ذلك، “استَغفرتَني”، أي: طلَبتَ المغفِرةَ منِّي، “غَفَرتُ لك” هذه الذُّنوبَ والمعاصِيَ، “ولا أُبالي” بهذه الذُّنوبِ والمعاصي وإنْ كانتْ مِن الكبائرِ، والمعنى: أنَّه لو كَثُرَت ذُنوبُك كثرةً تَملَأُ ما بينَ السَّماءِ والأرضِ بحيث تَبلُغُ أقطارَها وتَعُمَّ نَواحِيَها, ثمَّ استَغفَرتَني, غَفَرتُ لك جميعَها غيرَ مُبالٍ بكَثرتِها؛ فإنَّ استِدْعاءَ الاستغفارِ للمغفرةِ يَستوي فيه القليلُ والكثيرُ, والجليلُ والحقيرُ.
“يا ابنَ آدمَ، إنَّك لو أتيتَني”، أي: بعدَ الموتِ، “بِقُرابِ”، أي: بمِلْءِ الأرضِ، “خَطايا”، أي: ذُنوبًا ومَعاصِيَ، “ثمَّ لَقيتَني”، أي: بعدَ الموتِ مُوحِّدًا “لا تُشرِكُ بي شيئًا”، لا في الرُّبوبيَّةِ، ولا في الألوهيَّةِ، ولا في الأسماءِ والصِّفاتِ، “لأَتيتُك”، أي: قابَلتُ هذه الذُّنوبَ والْمعاصِيَ، “بقُرابها”، أي: بمِلْئِها، “مَغفِرةً”؛ لأنَّني واسِعُ المغفرةِ، وأغفِرُ كلَّ شيءٍ دونَ الشِّركِ؛ كما قال سبْحانَه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48، 97].
وقال العُلماءُ: إنَّ غُفرانَ الكبائرِ للمُؤمِنين يَحتاجُ إلى توبةٍ، أو إنَّ أمْرَها بيَدِ اللهِ سبحانه، إنْ شاء عَفا عَنها وإن شاء عاقَب عليها، وكذلك حُقوقُ الخَلقِ؛ فإنَّه لا بدَّ مِن رَدِّها، أو يُجازي اللهُ بفَضلِه صاحبَ الحقِّ ويَعْفو بكَرَمِه عن المذنِبِ فيها.
***************
كما تدين تُدان، وكما تُعين تُعان، وكما تَرحم تُرحم، وكما تَزرع تحصُد
***************
عن أَبي موسى رضي الله عنه عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ((عَلَى كلّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ)) قَالَ: أرأيتَ إنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: ((يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ)) قَالَ: أرأيتَ إن لَمْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: ((يُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلْهُوفَ)) قَالَ: أرأيتَ إنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، قَالَ: ((يَأمُرُ بِالمعْرُوفِ أوِ الخَيْرِ)) قَالَ: أرَأيْتَ إنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: ((يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ)). مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
في هذا الحديث: الحثُّ على اكتساب ما تدعو إليه حاجة الإنسان من طعام، وشراب، وملبس، ليصون به وجهه عن الناس، واكتساب ما يتصدق به ليحصل له الثواب الجزيل.
وفيه: فضل إعانة المحتاج والمضطر، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وفيه: فضل الأمر بالمعروف والخير. وفيه: أنَّ الإمساك عن الشرّ صدقةٌ.
*******************
قال صلى الله عليه وسلّم: “من قالَ: رَضيتُ باللَّهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبِمُحمَّدٍ رسولًا، وجَبت لَهُ الجنَّةُ”.
الراوي: أبو سعيد الخدري | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم: 1529 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدُّعاءُ هو العِبادةُ، وقد علَّم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُمَّتَه كثيرًا من الأدعيةِ وبيَّن فَضلَها وثوابَها. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن دُعاءٍ من الأدعيةِ له فضلٌ كبيرٌ، حيثُ يقول: “من قالَ: رضِيتُ باللهِ ربًّا”، أي: قَنعتُ بأنَّ اللهَ تعالى هو الخالقُ والسيِّدُ والمالكُ والمُصلِحُ والمربِّي لخلقِه والمدبِّر أُمورَهم، ولستُ بِمُكرَهٍ على ذلكَ بل أنا راضٍ به، “وبالإسلامِ دينًا”، أي: وكذلكَ رَضيتُ أن أدِينَ بدينِ الإسلامِ عمَّا سواهُ من الأديانِ، “وبمُحمدٍ رَسولًا”، أي وكذلِكَ رضيتُ بِمحمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رَسولًا مِن اللهِ مخالِفًا مَن عاندَ وكفرَ بهِ؛ “وجَبتْ لهُ الجنَّة”، أي: إنَّ مَن يقولُ هذا الدُّعاءَ، كانَ حقًّا على اللهِ أن يُدخِلَه الجنَّةَ. وقال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.
**************
وردت أدلة كثيرة من نصوص الوحي تدل على سعة رحمة الله تعالى وعظم مغفرته، فقد قال الله تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ {الأعراف:156}، وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53)، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ منها رَحْمَةً وَاحِدَةً بيْنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ علَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَومَ القِيَامَةِ. الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2752 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وقال صلى الله عليه وسلّم:” إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَومَ خَلَقَها مِائَةَ رَحْمَةٍ، فأمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وتِسْعِينَ رَحْمَةً، وأَرْسَلَ في خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً واحِدَةً، فلوْ يَعْلَمُ الكافِرُ بكُلِّ الذي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، لَمْ يَيْئَسْ مِنَ الجَنَّةِ، ولو يَعْلَمُ المُؤْمِنُ بكُلِّ الذي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ العَذابِ، لَمْ يَأْمَن مِنَ النَّارِ.”الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6469 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
شَريعةُ الدِّينِ الإسلاميِّ شَريعةٌ سَمْحةٌ، وأحكامُه مَبنيَّةٌ على التَّخفيفِ واليُسرِ، لا على العَنَتِ والمشَقَّةِ، والعَبدُ في سَيرِه إلى اللهِ تعالَى لا بُدَّ له مِنَ الجَمعِ بيْن الرَّجاءِ والخَوفِ؛ فهما النَّافِعانِ إذا ما اقتَرَن بهما العَمَلُ الدائمُ دونَ إفراطٍ أو تَفريطٍ.
***************
“يُدبّرُ الأمْر” – “آية كريمة تزرع في داخلي إيمان وشعور بأن الله يرتب لي أيامًا جميلة، وبرغم أنه خلقنا في كَبَد إلا أنني أشعر دائمًا بعونهِ وكأن يدًا تشدّ يدي كي أستقيم ولا أتعثر في هذا الكَبَد أو في زحام الحياة، لقد عرفت الله كالنور الذي يخرجني من كل ظُلمة، ولولا عطفه ورحمته لم أكن”.
******************
سلاماً على من قرأ ” *يُدبِّرُ الأمر* ” فتركَ الأمرَ لصاحب الأمر.
سلاماً على من قرأ ” *إنَّ مع العسر يسرا* ” فأيقنَ أن اليسر لا محالة آتٍ.
سلاماً على من قرأ ” *ألا بذكر الله تطمئن القلوب*”فهدَّأ قلبه بسبحان الله والحمد لله.
سلاماً على من قرأ ” *فما ظنكم برب العالمين*” فقال ظني فيك يا رب جميل.
*صباحكم سلام ويسر ليس بعده عسر* صلوا على محمد وعلى آل محمد صلى الله عليه وسلّم.
*****************
أقول لنفسي ولكم أحبّتي:
مَا هَذِهِ الْغَفْلَةُ وَالْفُتُــــــــــــــــورُ؟!
أَمَا الْمَآلُ إِلَى اللُّحُودِ وَالْقُبُـــــــــورِ
أَمَا عَلِمْتُمْ مُنْتَهَى السُّـــــــــــــرُورِ
أَمَا الأَجْدَاثُ الْمَنَازِلُ إِلَى النُّشُـــورِ
أَيُّهَا الشَّابُّ ضَيَّعْتَ الشَّبَابَ فِي جَهْلِكَ
أَيُّهَا الْكَهْلُ بَعْضُ فِعْلِكَ يُهْلِــــــــــــــكُ
أَيُّهَا الشَّيْخُ آنَ الرَّحِيلُ عَنْ أَهْلِــــــــكَ
أَيُّهَا الْمُغْتَرُّ بِالأَمَلِ قَدْ نَقَضَتْ كَفُّ الأَجَلِ مَجْدُولَ حَبْلِكَ … أَيُّهَا الْغَافِلُ أَمَا أَنْذَرَكَ مَنْ كَانَ مِنْ قَبْلِكَ?!