من كلّ بستان زهرة -80 –
#ماجد_دودين
قال الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلّم: (ما مِن رجلٍ يَدعو اللَّهَ بدعاءٍ إلَّا استُجيبَ لَهُ، فإمَّا أن يعجَّلَ له في الدُّنيا، وإمَّا أن يُدَّخرَ لَهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يُكَفَّرَ عنهُ من ذنوبِهِ بقدرِ ما دعا، ما لم يَدعُ بإثمٍ أو قَطيعةِ رحمٍ أو يستعجِلْ. قالوا: يا رسولَ اللَّهِ وَكَيفَ يستَعجلُ؟ قالَ: يقولُ: دعوتُ ربِّي فما استجابَ لي
الراوي: أبو هريرة | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3604 | خلاصة حكم المحدث: صحيح دون قوله: “وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا”
التخريج: أخرجه مسلم (2735) بنحوه، والترمذي (3604) واللفظ له، وأحمد (9148) مختصراً
الدُّعاءُ هو العِبادةُ، واللهُ سبحانه وتعالى يُحِبُّ أنْ يَدْعُوَه عِبادُه، ومَن وُفِّق إلى الدُّعاءِ فلا يَستعجِلِ الإجابةَ، بل عليه أن يَثِقَ باللهِ سبحانه، ويَعلَمَ أنَّه يُريدُ له الخيرَ سواءٌ بتَعْجيلِ الإجابةِ أو بتَأخيرِها.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ أبو هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنه: “ما مِن رجُلٍ يَدْعو اللهَ بدُعاءٍ”، أي: يَسأَلُ ويَطلُبُ مِن اللهِ مَسألةً “إلَّا استُجيبَ له”، أي: إلَّا أعطاه اللهُ ما سألَ ودعا به؛ “فإمَّا أن يُعجِّلَ له”، أي: فإمَّا أن تُعجَّلَ له إجابةُ دُعائِه في الدُّنيا مِن دفعِ البلاءِ، “وإمَّا أن يَدَّخِرَ له” في الآخِرَةِ مِن الثَّوابِ والفَضلِ والأجرِ والمنازلِ العاليةِ في الجنَّةِ، “وإمَّا أن يُكفِّرَ عنه مِن ذُنوبِه بقدرِ ما دعا”، أي: يَغفِرَ له آثامَه ومَعاصِيَه بقدرِ ما دعا؛ وذلك أنَّه إذا “لَم يَدْعُ”، أي: يكُنْ دُعاؤُه “بإثمٍ”، أي: أنْ يَكونَ دُعاؤُه فيه معصيةٌ وظلمٌ، “أو قَطيعةِ رَحِمٍ”، بأنْ يكونَ الدُّعاءُ به هَجْرٌ لِقَرابتِه أو يَدْعو اللهَ تعالى بما فيه قَطيعةٌ مِن والِدَيه وأرحامِه، وهو داخلٌ في عمومِ الإثمِ المذكورِ قبلَه، ولكنَّه خصَّصه بالذِّكْرِ تَنبيهًا على عِظَمِ إثمِ قطيعةِ الرَّحمِ، كما قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22، 23]؛ فهو تخصيصٌ بعد تَعميمٍ؛ فلا يَنبَغي للمُسلِمِ أن يَدعُوَ بهذا النَّوعِ من الأدعيَةِ؛ لِما فيه مِن الاعتداءِ في الدُّعاءِ المنهيِّ عنه شرعًا، ولِما فيه القَطيعةِ والتَّباغُضِ والتَّدابرِ المنهيِّ عنها كذلك، “أو يَستَعجِلْ”، فسأل الصَّحابةُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فقالوا: يا رسولَ اللهِ، وكيف يَستعجِلُ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: يقولُ: “دَعوتُ ربِّي فما استَجاب لي”، أي: سألتُ ربِّي مَرَّةً ودعَوتُه كثيرًا، فيَستَبْطِئُ الإجابةَ، وقيل: يمَلُّ فيَترُكُ الدُّعاءَ.
وفي الحَديثِ: بيانُ فضلِ الدُّعاءِ.
وفيه: أنَّ الاستجابةَ للدُّعاءِ غيرُ مقيَّدةٍ بنُزولِ المطلوبِ؛ فقد يُكفَّرُ عنه بدَعوتِه، أو يُدَّخَرُ له في الآخِرَةِ.
************************
من ظنّ أنهُ رجِعَ مِن دُعائهِ صِفْر اليدَين
فمَا عَرِفَ رَبّه..
- إمّا مُجابٌ
- أو مُدّخرٌ
- أو مدفوعٌ بهِ أذى
قال تعالى:
﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾
” كلُّ أمر الله في كونه كلَمح البصَر، فلا تستبعد فرجًا، ولا تستبطئ خيرًا، فما يأذنُ الله به لا يمنعُه مانع، ولا يردُّه رادّ “
**********************
قد يتجاهلك العالم وتشد أزرك آية:
”إن الله بكل شي عليم”
”وهو معكم أينما كنتم”
”لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا”
”لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا”
توكل على الله وثِق برحمته ولا تأبه بما دونه فمن كان مع الله كان الله معه.
قال الشاعر:
إن التفاؤل نبراس ومرحمة
واليأس ليس سوى ضرب من الدجلِ
ما عزم مريم؟ والرحمن قال لها
هزي إليك بجذع النخل ثم كلي
ما عزم موسى، وموج البحر ملتطم
ينوشه بالعصا فانشق في عجلِ
ما عزم نوحٍ؟ وقد فاضت منافذها
والفلك تمخر فوق السهل والجبل
ما عزم يعقوب والأحزان قد عبثت
في إثر يوسف بالوجدان والمقل
**********************
قصيدة الشيخ صقر بن سلطان القاسمي رحمه الله
ربَ العدالةِ إنّ الظلمَ أرهقنى فمرْ بعطفكِ يا ذا اللطفِ يرعانى
يا ربُ ها هي أيامي ومحنتها وما أقاسيه من عسفٍ وطغيانِ
وأنت تعلم ما أخفيه فى خَلَدي سيَّان عندك إسراري وإعلاني
يا عالمَ الغيبِ مالي سيدي سندٌ إذا شكوتُ له الآلامَ لبّانى
يا من كَفَلْتَ حياتي فى تَطورها مرْ عطفَك الشاملَ المرجوَ يغشانى
ربّاه باسمك أدعو فاستجب لفمٍ يدعوك: إنك ذو فضل وإحسانِ
ومر ردا الغيب يُجلى لي لأنظر من خلاله يا إله العرش كيوانى
رباه ماليَ أعمال فتنقذني إن خفَّ يومَ حساب الناسِ ميزانى
إلا اعتصامي بوحدانيةٍ عَصمتْ دينى! وأنَّك فردٌ ما لهُ ثانى
**********************
سأل شاب أحد الصالحين:
ما أفضل هدية أقدمها لوالدَي؟
فقال: “صلاحُك “…
” أن تكون صالحاً مصلحا… تقياً نقيّاً”
**********************
قصة جميلة..
يحكى ان أحد الملوك أهدي إليه صقرين رائعين فأعطاهما إلى أشهر مدربي الصقور ليدربهما…!!
وبعد أشهر جاءه المدرب ليخبره أن أحد الصقرين يحلق بشكل رائع ومهيب في عنان السماء، بينما لم يترك الآخر فرع الشجرة الذي يقف عليه مطلقا…!!
فما كان من الملك إلا أن جمع الأطباء من كل أنحاء البلاد ليعتنوا بالصقر لكنهم لم يتمكنوا من حثه على الطيران…!!
فخطرت في عقل الملك فكره: أنه ربما عليه أن يستعين بشخص يألف طبيعة الحياة في الريف؛ ليفهم أبعاد المشكلة…!!
أمر الملك فورا بإحضار أحد الفلاحين؛ وأخبره بمشكلة الصقر الذي لم يترك فرع الشجرة…!!
وفي الصباح ابتهج الملك عندما رأى الصقر يحلق فوق حدائق القصر فسأل الفلاح: كيف جعلته يطير…؟!!
فأجاب بثقة: كان الأمر يسيرا؛ لقد كسرت الفرع الذي كان يقف عليه…!!
كثير من الأشخاص يقف على غصن من الخوف والتردد وعدم الرغبة في التغيير؛ وهو يمتلك طاقة جبارة من المهارات والابداع والتطوير؛ قد اعاقها أُلفه لذلك الغصن وخوفه من المبادرة لما هو أفضل؛ وعدم الإقدام نحو رفع كفاءته وتأهيله…!!كل منا لديه غصن يشده إلى الوراء ويمنعه من الابداع والتطوير ولن ينطلق ويحلق في عنان السماء إلا إذا كسره…!!
**********************
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: ” إنَّ الرَّجلَ لتُرفَعُ درجتُه في الجنةِ فيقولُ : أنَّى هذا ؟ فيقالُ : باستغفارِ ولدِك لكَ”
الراوي: أبو هريرة | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3/214 | خلاصة حكم المحدث: حسن
مِن رحمةِ اللهِ سبجانه وفضْلِه أن جعَلَ أسبابًا كثيرةً لرَفْعِ الدَّرَجاتِ وغُفرانِ الذُّنوبِ، ومِن ذلك أنَّه جعَل استِغفارَ الولَدِ لوالِدَيهِ سبَبًا لرَفْعِ درَجتِهما في الجنَّةِ، كما يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ: “إنَّ الرَّجُلَ لَتُرفَعُ درَجتُه في الجنَّةِ”، أي: تُزادُ مَنزِلتُه في الجنَّةِ بغيرِ عمَلٍ عَمِله، إلَّا بما يُقدِّمُه الوالِدانِ لابنِهما مِن تربيةٍ وبِرٍّ به ممَّا يَستوجِبُ عليه أن يَستغفِرَ لهما، وهي إمَّا رفعةُ الدَّرَجاتِ حَقيقةً، وهي مَصاعِدُ قُصورِه في الجنَّةِ وطُرقاتِه، أو كِنايةٌ عن عِزَّتِه وعَظمتِه، فيَقولُ العَبدُ: “أنَّى هذا؟”، أي: كيف حصَل لي هذا الرَّفعُ في الدَّرجةِ وبأيِّ عمَلٍ؟ فيُقالُ: “باستِغْفارِ ولَدِك لَك”، أي: بسبَبِ استِغفارِ ولَدِك لك؛ لأنَّ الولَدَ مِن كَسْبِ أبيهِ؛ فيَكونُ كالصَّدَقةِ الجاريَةِ، كما أخبَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن ذلك في قولِه: إذا مات ابنُ آدَمَ انقَطَع عمَلُه إلَّا مِن ثلاثٍ، ومِنها: “ولَدٍ صالِحٍ يَدْعو له”.
وفي الحديثِ: أنَّ الاستِغْفار يَمْحو الذُّنوبَ ويَرفَعُ الدَّرَجاتِ.
وفيه: أنَّ استِغفارَ الفَرعِ لأصلِه بعدَ موتِه كاستِغْفارِه
************************
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ -أحَدَهُما أوْ كِلَيْهِما- فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ.)) صحيح مسلم
البِرُّ بالوالِدَينِ بابٌ واسِعٌ للنَّجاةِ منَ النارِ، والفَوزِ بالجنَّةِ؛ ولهذا أكَّدَت تَعاليمُ الإسلامِ البِرَّ بالوالِدَينِ، مع التَّحذيرِ مِن عُقوقِهما.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «رَغِمَ أَنْفُ»، أي: لُصِقَ أَنْفُه بِالرَّغامِ، وهو التُّرابُ المختلِطُ بِالرَّملِ، والمرادُ به: الذُّلُّ والخزيُّ، وكرَّرها ثلاثًا؛ زِيادةً في التَّنفيرِ والزَّجرِ عمَّا يُذكَرُ بعْدَه، فَسُئِلَ: مَن هذا يا رسولَ الله؟ فَأجابَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن أدركَ وَالدِيْه -أحدَهما أوْ كَليْهِما- عندَ الكِبَرِ، فَلَمْ يَدخُلِ الجنَّةَ»؛ وذلكَ بِسَببِ عُقوقِهما، فَبِرُّهما عِندَ كِبَرهِما وضَعفِهما بِالخدمةِ والنَّفقةِ وغيرِ ذلك؛ سَببٌ لِدخولِ الجنَّةِ، فَمَنْ قَصَّرَ في ذلك فاتَهُ دُخولُها، واستَحقَّ سُوءَ العاقبةِ.
وخُصَّ حالةَ الكِبَرِ بالذِّكرِ مع أنَّ بِرَّ الوالدَينِ يَنْبغي المُحافظةُ عليه في كلِّ وقتٍ، وفي كُلِّ حالةٍ؛ لأنَّه أحْوجُ الأوقاتِ إلى حُقوقِهِما؛ لشِدَّةِ احتياجِهما إلى البِرِّ والخِدمةِ في تِلكَ الحالةِ.
وقدْ ورَدَ في القرآنِ بَيانُ وكَيفيَّةُ التَّعامُلِ مع الوالدينِ؛ فقال اللهُ تعالَى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23 – 24]؛ فقد أمَرَ اللهُ تعالَى وأوجَبَ ووصَّى بعِبادتِه وحْدَه، وبالإحسانِ إلى الوالِدَينِ، فإنْ عاشَا حتَّى كَبِرَت سِنُّهما وضَعُفَت قُواهما -أحدُهما أو كِلاهما-؛ فلا يَجوزُ التَّأفُّفُ وإظهارُ التَّضَجُّرِ منهما، ولا يَجوزُ انتهارُهما وإغلاظُ القولِ لهما، بلِ الواجِبُ على الابنِ أنْ يَقولَ لهما قَولًا حَسَنًا لَيِّنًا، رَقيقًا جَميلًا يُفرِحُهما، فيه تأدُّبٌ معهما، وتلَطُّفٌ لهما، وعليه أنْ يكونَ ذَليلًا مُتواضِعًا لوالِدَيه؛ رَحمةً منه بهما، فلا يُخالِفَهما فيما يَأمُرانِه به ويَنهيانِه عنه مِمَّا ليس فيه مَعصيةٌ للهِ تعالَى، وأنْ يَدْعوَ لهما بالرَّحمةِ؛ جَزاءً لهما على تَربيتِهما له في صِغَرِه.
وفي الحديثِ: فضْلُ برِّ الوالدَيْنِ وأنَّه مِن أسبابِ دُخولِ الجنَّةِ.
**********************
هل تعلم؟؟
لو أنك حلّقت في طائرة سرعتها ألف كم في الساعة لاحتجت (16) يوما للوصول إلى القمر و(9) سنوات للوصول إلى (المريخ) و(17) عاما إلى الشمس و (474) مليون سنة للوصول إلى الثريا و(2.6) ترليون سنة لتصل أقرب مجرة فكيف باقي المجرات
تأمل (فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِمَوَ ٰقِعِ ٱلنُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُۥ لَقَسَمࣱ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِیمٌ ٧)
*********************
وأمرّ ما لقيت مــــن الهوى قرب الحبيب وما إليه وصــــــــول
كالعيس في البيداء يقتلها الظّما والماء فوق ظهورها محمول
بدء الخطب وختامها
قال ابن قُتَيبة في عيون الأخبار:
تتبعت خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوجدت أوائل أكثرها: “الحمد لله نحمده، ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يَهْدِه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له”، ووجدت في بعضها: “أوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثكم على طاعته”، ووجدت كل خطبة مفتاحها الحمد، إلا خطبة العيد، فإن مفتاحها التكبير. عيون الأخبار م٢: ص٢٢١”.
وروى ابن عبد ربه في العقد قال: وكان آخر كلام أبي بكر رضي الله عنه الذي إذا تكلم به عرف أنه قد فرغ من خطبته: اللهم اجعل خير زماني آخره، وخير عملي خواتِمَه، وخير أيامي يوم ألقاك”.
وكان آخر كلام عمر رضي الله عنه الذي إذا تكلم به عرف أنه فرغ من خطبته: “اللهم لا تدعني في غَمْرة، ولا تأخذني على غِرَّة، ولا تجعلني من الغافلين”.
وكان عبد الملك بن مروان يقول في آخر خطبته: “اللهم إن ذنوبي قد عَظُمت وجلّت أن تُحْصَى، وهي صغيرة في جنب عفوك فاعف عني”. العقد الفريد ٢: ١٣٣، ١٤٢”.
**********************
سُئل أمير المؤمنين عليْ رضي الله عنه وكرّم وجهه، عن العلم، فقال: (أربع كلماتٍ:
- أن تعبد الله بقدر حاجتك إليه،
- وأن تعصيه بقدر صبرك على النار،
- وأن تعمل لدنياك بقدر عمرك فيها،
- وأن تعمل لآخرتك بقدر بقائك فيها).
**********************
المَوتُ لا وَالِداً يُبقي وَلا وَلَداً
هَذا السَبيلُ إِلى أَن لا تَرى أَحَدا
كانَ النَبِيُّ وَلَم يَخلُد لِأُمَّتِهِ
لَو خَلَّدَ اللَهُ خَلقاً قَبلَهُ خَلَدا
لِلمَوتِ فينا سِهامٌ غَيرُ خاطِئَةٍ
مَن فاتَهُ اليَومَ سَهمٌ لَم يَفُتهُ غَدا
**********************
قال صلى الله عليه وسلّم:” إذا دَعا أحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، ولا يَقُولَنَّ: اللَّهُمَّ إنْ شِئْتَ فأعْطِنِي؛ فإنَّه لا مُسْتَكْرِهَ له. “صحيح البخاري
الدُّعاءُ مِن أجَلِّ العِباداتِ الَّتي يَتَقرَّبُ بها العبدُ إلى ربِّه عزَّ وجلَّ؛ ولذلك كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه كَيفيَّةَ الدُّعاءِ.
وفي هذا الحَديثِ يأمُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المُسلِمين أنَّه إذا دَعا أحَدٌ ربَّه فَلْيَعْزِم المَسألةَ، بأن يَقطَعَ بِالسُّؤالِ ويطلُبَ مِنَ اللهِ صراحةً، «وَلا يَقُولَنَّ: اللَّهُمَّ إنْ شِئتَ فَأَعْطِني»، أي: فَلا يَشُكَّ في القَبولِ، بَل يَستَيقِن وُقوعَ مَطلوبِهِ، وَلا يُعَلِّقْ ذلك بِمَشيئةِ اللَّهِ؛ «فإنَّه لا مُستَكْرِه له»، والمُرادُ: أنَّ الَّذي يَحتاجُ إلى التَّعليقِ بِالمَشيئةِ ما إذا كانَ المَطلوبُ مِنه يُتصوَّرُ في حَقِّه أنَّه يُكْرَهُ على الشَّيْءِ، فَيُخَفَّفُ الأمرُ عليه، وَيَعلَمُ أنَّه لا يَطلُبُ مِنه ذلك الشَّيءَ إلَّا برِضاهُ، وأمَّا اللهُ سُبحانَه فهو مُنَزَّهٌ عَن ذلك؛ فليس لِلتَّعليقِ فائِدةٌ، فَيَنبَغي الاجتِهادُ في الدُّعاءِ، وأنْ يَكونَ الدَّاعي على رَجاءِ الإجابةِ، ولا يَقنَط مِن رَحمةِ اللهِ تعالَى؛ فَإنَّهُ يَدْعو كَريمًا، ولا يَستَثْنِ، بَلْ يَدعو دُعاءَ البائِسِ الفَقيرِ.
***********************
ماذا يضرّك لو سترت جمالا *** وحجبت عنّا رقّــــــــــة ودلالا
هذا جمالك عرشه ومكانه * في بيت زوجك لو أردت حــلالا
قلدت قوما خالفوك بدينهم *** ولبست من أزيائهم أشكـــــالا
إن الجمال من الإله كرامة *** للسالكات طهارة وكمــــــــــــالا
رفقا بحالك يا فتاة زماننا *** صوني جمالك واكسري الأغلالا
وتحرري من واقع متهتك *** كوني قتاة تصنع الأجيـــــــــــالا
وثقي بنفسك أنت سر حضارة *عظمت وأعطت للورى أبطالا
وتعلمي صنع الرجال فاننا *** في حال حرب نستزيد رجـــالا
ولقد فخرنا في القديم بمثلها *** أسماء ليلا تقطع الأميـــــالا
تفدي الرسول وصحبه بحيائها * وهي الفقيرة تلبس الأسمــالا
لكنها عظمت بيقظة قلبها *** وهي التي ضربت لنا الأمثــــــالا
لو كان في كشف الجمال تقدم *** ما كان حرّمه الإله وقــــالا
غضوا من الأبصار والتمسوا التقى *** وتأدبوا برسولكم والآلا
ليس الجمال بنوع ثوب يرتدى فالثوب لا يعطي النفوس جمالا
لكنما هو في فؤاد طاهر*** عرف الحياة فضيلة وكمـــــــــالا
******************
كيف تمحو ذنوبك ؟
ثماني عبادات يومية سهلة، تمحو ذنوبك بإذن الله
بعض العبادات السهلة اليومية لمحو الذنوب
هذا بفضل الله عز وجل وتوفيقه للعبد بأن يعينه عليها
١ – امحها بهذا الحديث
(ما على الأرضِ أحدٌ يقولُ: «لا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ» إلَّا كُفِّرَتْ عنه خطاياه، ولو كانَتْ مثلَ زبدِ البحرِ). حسّنه الألباني/صحيح الجامع:5636
٢ – امحها بعد طعامك ((مَنْ أكلَ طعامًا ثُم قال: «الحمدُ للهِ الّذي أطعمَنِي هذا الطعامَ، ورزَقَنِيهِ من غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِ”. حسّنه الألباني/صحيح الجامع:6086
٣ – امحها بعد لباسك
((…ومَنْ لبِسَ ثوبًا فقال: «الحمدُ للهِ الّذي كسَانِي هذا، ورزَقَنِيِهِ مِن غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ» غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِ ومَا تأخَرَّ). حسّنه الألباني/صحيح الجامع:6086
٤ – امحها في يومك: (من قال: «سبحان اللهِ وبحمدِه» في يومٍ مائةَ مرةٍ، حُطَّتْ خطاياه ولو كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ). صحيح مسلم: 2691.
٥ – امحها بعد صلاتك*
(من سبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ، وكبَّرَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ، فتلكَ تسعةٌ وتسعونَ، وقالَ تمامَ المائةِ: «لا إلهَ إلَّا اللَّهُ، وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ، ولهُ الحمدُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قدير» غُفِرت خطاياهُ وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ). صحيح مسلم: 597.
٦ – امحها قبل نومك: (مَن قال حِينَ يأْوِي إلى فِراشِه: «لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شرِيكَ لهُ، له المُلْكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لاحَوْلَ ولا قُوةَ إلا باللهِ العلىِّ العظيمِ، سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ»؛ غُفِرَتْ له ذنوبُه أو خطايَاهُ – شَكَّ الراوي – وإنْ كانت مِثلَ زَبَدِ البحرِ) صحيح الترغيب: 607
٧ – امحها حين الأذان: (مَن قال حينَ يَسْمَعُ المؤذنَ: «أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه، رَضِيتُ باللهِ ربًّا، وبمحمدٍ رسولًا، وبالإسلامِ دِينًا؛ غُفِرَ له ذنبُه”. صحيح مسلم: 386.
٨ – امحها باستغفارك: من قال: «أستغفِرُ اللهَ، الذي لا إله إلا هو، الحَيَّ القيومَ، وأتوبُ إليه»؛ غُفِرَ له وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ “. صححه الألباني مشكاة المصابيح