سيناريو يتوقع ارتفاع اصابات كورونا إلى 3367 إذا لم يلتزم المواطنون

سواليف
یصادف الیوم الاحتفال بیوم الصحة العالمي، وجاء ھذا العام ضمن ظروف استثنائیة یشھدھا العالم في ظل تفشي فیروس كورونا وتداعیاتھ على كافة القطاعات .وخاصة النظم الصحیة في جمیع الدول دون استثناء، وإعلان حالة طوارئ صحیة عامة تستوجب الاستجابة السریعة خاصة في الدول ذات الأنظمة الصحیة الھشة وأكدت الأمین العامة للمجلس الأعلى للسكان الدكتورة عبلة عماوي أن ھناك حاجة إلى استخدام السیناریوھات المستقبلیة للمساعدة في التنبؤ بعدد الحالات التي قد تحتاج إلى علاج عاجل، وضرورة الأستفادة من الدروس المستقاة من المرحلة الأولى للحد من تفشي الوباء لتغییر المسار اذا لزم الأمر .
من جانبھ قال المجلس في بیان بالمناسبة انھ وفي ظل اعداد الاصابات المتوقعة مستقبلاً، وفي ضوء السیناریوھات الافتراضیة التي اعدھا المجلس الاعلى للسكان بھذا الخصوص والتي تساھم كأداة للتخطیط لاتخاذ التدابیر والسیاسات اللازمة للحد من الانتشار المحتمل للفیروس، فإن المجلس یتوقع حسب السیناریو المتفائل المبني على استمرار الحكومة في تطبیق خطتھا في تقصي الحالات المخالطة للمصابین والاستمرار في تنفیذ اجراءات الحد من انتشار الفیروس والعزل الاجتماعي مع تغییر جذري في سلوكیات الافراد، أن تصل الحالات إلى حوالي 558 اصابة في 30 نیسان وتوقف تسجیل ایة اصابات جدیدة ، في حین متوقع أن یبلغ عدد الاصابات في 8 ایار وفق السیناریو المتوسط حوالي 3367 اصابة في حال تم التخفیف من التشدد في الإجراءات الوقائیة وبدون تغییر جذري في سلوكیات الافراد.
اما فیما یتعلق بالسیناریو المتشائم فمن المتوقع انھ سیبلغ عدد الاصابات حوالي 24645 اصابة في حال عدم الاستمرار في الاجراءات الحكومیة لمنع انتشار العدوى وعدم التزام السكان بالإجراءات الحكومیة .

وأشار المجلس إلى أن القطاع الصحي في الأردن یعد من القطاعات المتقدمة طبیاً على مستوى المنطقة، وقد دأبت الحكومات الأردنیة على تحسین المستوى الصحي من خلال توفیر المرافق الصحیة وإعداد الكادر الطبي المؤھل والمدرب القادر على تقدیم الرعایة الصحیة المناسبة لكافة المواطنین وفي كافة المناطق، حیث تشیر الاحصائیات إلى أن عدد المستشفیات في الاردن بلغ حوالي 116 مستشفى تتوزع ما بین القطاعین العام والخاص (66 قطاع خاص و50 قطاع عام)، وبلغ اجمالي عدد الكوادر البشریة العاملة في القطاع الصحي حوالي 36800 ،وعدد اسرة المستشفیات حوال 14741 سریراً بمعدل 14 سریر لكل عشرة الاف مواطن، كما یبلغ معدل الاطباء لكل عشرة الاف مواطن 23 طبیب .
وبین أن الحكومة الأردنیة اتخذت إجراءات استباقیة لمنع وصول وباء فیروس كورونا إلى الاردن منذ لحظة الاعلان عن انتشاره خارج الصین وتسجیل حالات وفیات في دول مختلفة من العالم، مشیراً إلى انھ وبالرغم من كل الجھود التي بذلتھا الحكومة الأردنیة إلا أن ھذا لم یمنع وصول المرض إلى أراضي المملكة، حیث
سجلت أول حالة إصابة مؤكدة بفیروس كورونا في الأردن في 2 آذار 2020) أي بعد نحو ثلاثة أشھر تقریباً من ظھور المرض أولا في الصین)، وقد بلغ إجمالي عدد حالات الإصابات المؤكدة وفق احدث إحصائیات لغایة السادس من نیسان 349 اصابة وبلغ عدد المتعافین منھم 126 ،وبلغ اجمالي الوفیات ستة وفیات والذین قید العلاج 217

وبین المجلس أن حجم العبء والخطورة على النظام الصحي ھي اكبر اذا ما اخذنا بالاعتبار تأثیر الفیروس على فئات سكانیة محددة یجب تعزیز حمایتھا وخاصة فئة كبار السن وفئة الافراد الذین یعانون من الامراض المزمنة، إلى جانب خدمات صحة الام والطفل، مشیراً إلى انھ وفیما یتعلق بفئة كبار السن تشیر الاحصائیات العالمیة أن 2.31 % من اجمالي المصابین بالفیروس في الصین كانون في الفئة العمریة 60 سنة فأكثر، كما بلغت نسبة الوفیات بین المصابین في الفئة العمریة 60 فأكثر في ایطالیا حوالي 6.81 .%وفیما یتعلق بالأردن فان لدیھ میزة دیموغرافیة تتمثل في انخفاض نسبة كبار السن والتي تبلغ حوالي 3.4 %بین الاردنیین اي ما یقارب على 310 ألف فرد، مما یعطي الفرصة لتجنب العدید من الاصابات إذا ما تم حمایة ھذه الفئة .
كما أكد المجلس أن من الامور المقلقة ھي ارتفاع نسبة الامراض المزمنة بین البالغین، والذین یكونون اكثر تأثراً بھذا المرض والاكثر عرضة للوفاة في حال الاصابة، حیث تبلغ نسبة الاسر التي بھا فرد مصاب بمرض مزمن في الاردن حوالي 4.34 ،%ومن الفئات الاكثر عرضة ایضاً المصابین بالسرطان وامراض الفشل الكلوي، كما أن خطورة الإصابة بفیروس كورونا على مرضى السرطان تكمن في أن العدید من المستشفیات ومقدمي الرعایة الصحیة قد یؤخرون العملیات الجراحیة الاختیاریة والفحوصات والإجراءات الأخرى، والتي تعتبر غیر عاجلة أو لا تھدد الحیاة على الفور، ومن ضمنھا ممكن أن تكون جراحات السرطان، كما یحتاج مصابو مرض السرطان إلى التنقل إلى عیادة الطبیب أو المستشفى لتلقي الرعایة الطبیة الخاصة بھم مما یعرضھم اكثر لأخذ العدوى سواء من المرضى او مقدمي الرعایة الصحية .
وأكد المجلس على ضرورة التركیز على فئة اللاجئین، حیث یعیش في الأردن نحو 4.1 ملیون لاجئ سوري -وفق أرقام وزارة الداخلیة الأردنیة-، مسجل منھم نحو 650 ألفا لدى المفوضیة السامیة للاجئین التابعة للأمم المتحدة، ویقیم منھم نحو 135 ألفا في مخیمات اللاجئین السوریین بالزعتري والأزرق، ویتوزع الباقي في محافظات المملكة للاجئین، خاصة أن حالة حظر التجول في المخیمات طالت كافة المرافق، بعدما شملت الخطة الوطنیة الأردنیة لمكافحة انتشار فیروس كورونا .
وحالیاً تعمل وزارة الصحة الأردنیة مع منظمات دولیة لتوفیر المواد الأولیة ومتطلبات الوقایة من انتشار الفیروس داخل المخیمات .

المصدر
الراي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى