من اللخمة

مقال الأحد 7-1-2018
النص الأصلي
من اللخمة
دائماً ردة الفعل الأولى بعد الفزع أو الضرب أو الاصطدام ما تكون غريبة ولا تعبّر عن هول الموقف..مثلاً إذا تأخرت عنزة عن “شليّتها” في شارع رئيس و”زمّر” لها “بكم ايسوزو”فجأة ، فإنها ستتخبط في ردة فعلها، تركض “بالعرض” تقفز على شجرة السرو ثم تنزل وتضرب بإشارة “قف” ، “تعقط” برميل البلدية ثم تركض لتلحق بالرفاق وبعد دقائق من هذه “الملاخمة الفطرية” تكتشف أنها “تعرج” بسبب إصابة في الكاحل..
كذلك إذا صادفت قطاً غريباً في بيت الدرج أو صالون البيت من “الخوف” يتزحلق القط على البلاط “يكوش الحفايات” ثم يضرب في الباب ويهرب رغم أن الباب “مترين بمترين” بعد أن يهدأ من لحظات الاضطراب يبدأ “يلحس كوعه” الذي تضرر من حفّة الباب دون أن يشعر..
نحن كذلك ،بعد أن أقرّت الموازنة وتم تمرير رفع الدعم عن الخبز ،كانت ردّة فعل الناس غريبة ولا تعبّر عن هول الموقف ، منهم من استحدث دعاء يدعو فيه على الحكومة والبعض الآخر آثر ان يخترع نكتاً وطرفاً حول الخبز و”البريزة” اليومية المخصصة للدعم ، والفريق الثالث اكتفى بتداول الصور المضحكة على الواتس آب و المسنجر ، لكن الجميع لم يشعروا “بحمّ الضربة” بعد..غداً بعد أن نذهب للمخبز ونكتشف أننا صرنا ندفع ضعف ما كنا ندفعه على خبزنا اليومي أكيد أن كلا منّا “سيلحس كوعه” ندما..وعندما نكتشف ان المسألة لا تتعلق بالخبز فقط ، فهناك أكثر من 75 سلعة ستحلّق عالياً ليحط مردودها في الخزينة او ما جاورها ، سنحترف “النطّ” فوقاني تحتاني من هول الوجع..
حتى اللحظة نمزح وننكّت ونستخرج مواهبنا في خفّة الدم ، ولا ندري حجم “التبشيمة” التي أكلناها برفع الأيادي البلاستيكية ،فالخبز هو حجر الدومينو الأول ، إذا سقط سقط خلفه عشرات السلع والخدمات وسيتفاجأ الفرحون بالدعم النقدي النازل على شبابيك البنوك ان ما سيستلمونه مجرد “لزقة بلاستر” مخصص لشق يوازي حفرة الانهدام ، مجموع الرفعات التي ترافق السلع الــ75 المعلن عنها أكثر بكثير من قصة دعم نقدي وأرغفة قليلة .. من دخله 500 دينار تقريباً عليه ان يتوقع انه سيدفع شهرياً بين 50 الى 60 ديناراً ضريبة جديدة على أقل تقدير على باقي الارتفاعات..والمخفي أعظم..
وعلى رأي المثل:اللي بدري بدري ..واللي ما بدري بيقول “بريزة”

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى