زفة العريس ما بين الماضي والحاضر / موفق جباعتة

زفة العريس ما بين الماضي والحاضر

ما زلت اتذكر كيف كانت زفة العريس في الثمانينات في الكثير من قرى عروس الشمال ( اربد ). وانا على يقين بان الكثير من جيل اليوم لا يعرف مثل تلك العادات والتي اصبحت برسم النسيان.

يتم دعوة الاقارب والاحباب على غداء العرس ( وليمة) يوم الجمعة بعد صلاة الظهر. وبعد الانتهاء من تناول الغداء، يقف العريس ووالده واخوانه لتقبل التهاني. واحيانا يتم وضع النقوط في يد العريس من الاصحاب القادمين من مكان بعيد.

وعند العصر، يذهب اهل العريس واقاربه واصحابه في فاردة بالسيارات لاحضار العروس ، يتم تجهيز سيارة العروس من قبل العريس. الا ان العريس لا يذهب في الفاردة ، بل يجلس في بيته مع اصحابه المقربين جدا وذلك من اجل ما كان يسمى ( حمام العريس). حيث يقوم اصحاب العريس بتحميم العريس وتلبيسه بدلة العرس.

وعند احضار العروس ، تجلس هي وامها واخواتها في السيارة، ويتم توصيلها الى بيت اهل العريس ليتم صمدها هناك . ثم يقوم الاهل والاقارب جميعا بزفة العريس. فتبقى القليل من النساء الى جانب العروس. ويذهب في الزفة الرجال والنساء. يتقدم الرجال اولا حاملين العريس على اكتافهم والنساء من خلفهم. والكل يغني الاغاني التراثية والمعروفة في زفات العرس. فيمشي الجميع في الشارع الرئيسي ويقوم الكثير من سكان الحي برش الحلوى واحيانا بالقطع النقدية من فوق الاسطح على من يمشي بالزفة حتى يصل الجميع الى اقرب دوار واسع في القرية. ثم تصف الكراسي. ويصطف الشباب ويشكلوا حلقة حول الدوار ثم يدبكوا وهم رافعين العريس على الاكتاف.

وبعد الانتهاء من الدبكة، يرجع الجميع بنفس الطريقة حاملين العريس على الاكتاف، زافين العريس لبيت اهل العريس ، فيصمد العريس الى جنب العروس. ثم يبدأ الرقص وتعلو الاغاني.

احيانا يقوم بعض اقارب العريس واصحابه بضرب العريس بالعقال او الحزام كنوع من التشجيع له في مثل هذه الليلة.

وفي نهاية الثمانينات، اختصرت زفة العريس في الشوارع على الرجال فقط دون النساء، وذلك بسبب ما كان يحصل من مشاكل اثناء اختلاط الرجال بالنساء . وفي بداية التسعينات، اختصرت الزفة فقط بالسيارات التي صارت تجوب القرى. هكذا كانت عادات زفة العريس حتى اصبحت لما هي عليه الان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى