من #الزنّار وتحت..
خاص سواليف
مقال الثلاثاء 8 / 11 / 2022
بالكاد يمشي ، كما يتعبه الوقوف الطويل ،فهو يعاني منذ زمن بخشونة في الركبتين ، عند صعود درجات قليلة ، كان يستغني عن “الباكور” ويناوله لابنه شلاش ،ويستند على كتف الصبي حتى يصعد أو ينزل، واذا ما استوت الأرض يطلب الباكور ثانية ليعينه في توزيع التوازن..
وصل أخيراً إلى المركز الطبّي الحديث المتكامل ذو الواجهة الزجاجية الخضراء والمصاعد المريحة ،في المدخل لوحة الأطباء المكتوبة بحروف ذهبية بارزة كل طبيب واختصاصه والجامعة التي تخرّج منها ليثبت جدارته..المهم في العيادة بعد نصف ساعة انتظار ،أشارت الصبية الجميلة بالدخول إلى غرفة الطبيب المعني..شرح أبو يحيى للطبيب ما يحدث معه بالمشرمحي : ” وانت بكرامة لما أفوت ع بيت الخلاء.. تقول وبتظل تنقف عليّ لثاني يوم..وجع وجع وجع فوق التصوّر وسلامتك”..طلب #الطبيب من شلاش الانتظار خارجاً وقال له الطبيب قليل الكلام : “اطلع حجي ع التخت ، فكّ “الدتشّة..تمدّد ودير وجهك عالحيط “..قال أبو يحيى بنبرة رجاء: خلّي هالصبي عندي..ليش طلّعته..قال الطبيب بعبارات مختصرة : عشان خصوصية المريض..” في هذه الأثناء تدحرج عقال الحجي قرب راسية التخت ، لبس الطبيب قفّازات مطاطية ثم بدأ بعمليات الفحص والمعاينة والتنقيب..وثمّة صراخ مكتوم : ” آآخ..يا يُمّه..ملعون أبو صحاب هالشغلة…دخيلك يا تكتور”..بعد خمس دقائق توقّف الطبيب عن الفحص ، وقل له: “ارفع السروال واربط الدتشّة”..حجّي: الباصور ملتهب ، والوضع أسوأ من قبل 5 سنين لما اجيتني ،بدّك عملية جراحية غير هيك حكي فاضي، كمان وأنا بفحص طلعت البروستات متضخّمة كثير،بدها “تقحيف”..قال أبو يحيى وهو ما زال يدير وجهه الى الحائط: “ولّ هاي وجه وقفا خربانة”…قال الطبيب قليل الكلام: بالزبط وجه وقفا..أي أسئلة أنا حاضر..قال له أبو يحيى وهو ما زال على ذات الوضعية يده تحت رأسه ووجه الى الحائط : بدي أسألك دكتور..قريت تحت بالمدخل في طبيب عندكو هون أخصائي زراعة شعر..بتنصحني أزرع شعر عنده”…هنا خلع الطبيب القفازات المطاطية بغضب ،والتقط ورقة زيتون كانت قد سقطّت أثناء فكّ “الدتشة”..وقال له بعبارات مختصرة : ” حجي انت بتذكرني..بجماعة #قمة_المناخ..الوضع هبيان تحت..وقاعدين بفكّروا بفوق”.
#احمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
