مجرد تسمية / هبه احمد ابوالرب

مجرد تسمية

في سنة 2012 قام شخص يدعى جايسون سادلر بعمل موقع الكتروني تحت اسم ( اشتري اسمي الثاني ) ، وذلك لان والدته تقوم باجراءات الطلاق وبالتالي فأن الاسم لم يعد مهما” .
وبالفعل تم بيع اسمه عبر الموقع لشركة عالمية للسمعات , لتغير اسمه ليصبح جايسون هيدسيت دوت كوم .
بالطبع لم تشتري هذه الشركة الاسم سوى كحمله دعائية لها وبالفعل بعد دراسة مبيعتها فقد تبين بانها ازدادت باضعاف ذلك المبلغ الذي دفعته .
لكن لنعود لجايسون الذي ربح بقراره هذا مبلغا” كبيرا بالاضافة لاسم في الحقيقة اصبح اكثر اهمية .
ففي الحالتين لم يتغير شيء , لا المنتج للشركة التي اشترته قد زادت جودته ، ولا جايسون قد اصبح شخصا أخر , ماتغير حقا” هو المبالغ المترتبة من هذه العملية .
اتذكر هذه القصة بعد اعلان ترامب لنقله للسفارة الامريكية من تل ابيب للقدس ، وذلك لاعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل .
ترامب في هذا الاعلان لم يبع سوى أسما” ، ففي الحقيقة عملية الطلاق التي لم تعد بعدها الاسماء مهمة بدأت منذ ذلك اليوم الذي هجر به اول فلسطيني وجلس مكانه محتل لعين .
الاسماء ليست مهمة لأننا لم نعترف ولن نعترف منذ البداية بما يسمى اسرائيل حتى يكون لها عاصمة ، ولم نستغني يوما عن تل ابيب او يافا بترابها الفلسطيني .
من المعلوم بانه في الحقيقة قرار نقل السفارة تم التوقيع عليه امريكيا منذ تاريخ 1995 ، بشرط قبول التأجيل 6 أشهر ، أذا شعر الرئيس الامريكي بخطر على أمن شعبه . حيث تم هذا حقا مرتين سنويا منذ ذلك الحين .
ولم يكن الرؤوساء السابقين لاميركا اكثر حبا بالقضية الفلسطينية لكنهم اكثر حكمة بتفضيل بلادهم ، خوفا” على شعبها وسفاراتها من غضب عربي .
ترامب برأيي أفضل رئيس أمريكي للقضايا العربية ، فمنذ توليه الرئاسة ساعدتنا كمية كرهه في البداية لتوجيه الرأي العام للمعرفة اكثر حول الأسلام والأسلاموفوبيا .
واليوم بعد ان اعيد توجه النظر للقضية اشعر بالشكر لذلك اللعين بعد كل مظاهرة جمعت كل الجنسيات لتقول كلنا القدس , وبالسعادة بعد ان ساعد على توحيد قلوبنا على حب ارض واحدة مرة اخرى .
فلا اعترافه ولا اعتراف المجتمع الدولي يعنينا .
ففلسطين بكامل ترابها كانت وستكون وستبقى عربية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى