من أنتم ..؟

[review]

بهذه الجمعه رأيت ذلك الشيخ ااأافغةمفوغةقابع تحت اكتساح اشعة الشمس التي تغزوه كلما أطل برأسه بعيدًا نحو الماضي يستذكر ايامه يمشي بتلك الذاكرة المنهكة كلما اقترب من حدث ما ابتسم وكأنه يعيشه من جديد ، تتصنّم تعابير وجهه وهو يعيد الاستماع لبعض الخطابات من هنا وهناك ، يبكي كلما رآى نفسه ورآى فتية يتراكضون من امامه الآن، يبكي ولا تسمح الشمس لتلك العبرات بالهبوط تجف قبل أن تغسل نفسه وقبل أن تهبط على وجنتيه بردًا وسلامًا ، يجري به الفكر بعيدا نحو المستقبل الذي لن يعيشه ويغلبه الندم لعيشه الحالي .

تمنيت لو كنت اجندة خارجية تغزو عقله لأعرف ما يدور في أدق تفاصيل افكاره ، فكما تعلمنا دائما الاجندة الخارجية تعلم بواطن الامور وتعلم ما لا تريد أن تعرفه حكومات المسؤولين ، تمنيت لو كنت فسادًا ينتشر بهيكله الوجودي لأشكل القرار تلو الآخر ، تمنيت لو كنت حاضرًا غائبًا بدماغه لأحتضنه فكريًا ، وددت لو كنت رجل أمن لأفهمه كي احافظ على مقدّراته و أحافظ على أمنه العقلي وأحمي افكاره من المغرضين أعداء وطنه العقل .

كان يلقي الحديث دون وعي منه يصمت طويلا ويلقي بعض الكلمات وبعض الجمل ، لا يُفهم منه شيء لمن تابع حديثه المتقطعّ ، كان بموقعه لا يتحرّك قيد انملة ، ظننته صوره لتمثال ما لولا تلك الهزّات التي تتواثب من رأسه كلمّا مرّ بجواره موكب المشاركين بتلك التظاهره يحفهم من الجانبين رجال الامن للحماية ، و عندما حدث ذلك الاشتباك سمعته يصيح .. من انتم ؟ يصرخ يخاطب الجميع بذات النداء ، ولا يلتفت له أحد ، كل مشغول بتخليص نفسه من ذاك المأزق ، بعد الهروب الكبير تغيّرت نبرة صوته ، وبدأ يلقي الخطبة العصماء عن تعيين 300 امام مسجد وعن مقدرات الاحزاب المالية و عن غلاء الافكار و ارتفاع اسعار الهراوات …؟؟؟

بدأ الركب يمضي عنه ويسحقه كلما حاول دماغه الحركة بصمت .. ..احزنني تواجده وانقسامه على ذاته بين الوعي الحاضر فينا والوعي الذي لم ندركه بعد … نظر لي بتمعّن مدير حريص يقرأ افكار موظّفيه بلحظة نفاق تقليدية عند تقديم فروض الولاء و الطاعة … تجمّدت امام حدة نظرته بحكم المواطنة الذي جُبلتُ عليه … صرخ بي من أنتم ، انا لا اعرفكم ، لستم منهم …أين ذهبوا جميعًا ….؟؟

أذهلني ولم أدرِ كيف تلعثم لساني ليخرج بجرأة سؤاله

(( مالك يا حج .. شو فيه ..؟ ومين اللي بتسأل عنهم ..؟))…و

صمت وبكل يأس أطرق لدرجة جعلتني اندم لمحاولتي غزو ركامه العقلي …هز رأسه بعد هنيهة بابتسامه ساخرة وبكل فخر العارف بما يدور من حوله وكمن يعلم سرًا لا يعرفه سوى من هو بمكانة المكشوف عنه كل شيء قال:

(( يس .. والقرآن الحكيم … أنما امره كن فيكون )) .

15.07.11

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى