” #شقلة ” #سياسية
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ 1 / 1 / 2018
كلما أقدم على صيانة في منزله أو فكّر بإضافة غرفتين جديدتين على السطح ،قام بتوسيع مخازن صبره وحلمه على الصنايعية، فهو يعرف مزاجيتهم في العمل، ويحفظ عن ظهر قلب أعذارهم وغيابهم المتكرر عن “الورشة”..
بعد أن نزّل البكم “خشب الطوبار” ونزلت “الجكّات” و”المَلازم” وأكياس المسامير، وقف أبو يحيى لليوم الثالث على
التوالي على رأس عمله محاولاً أن يتجاوز مجاملة “معلم العمار” إلى الإفراط في دلاله لينجز له الأخير طوبار “قمط
الشبابيك” قبل المنخفض..
إبريق شاي ثقيل محلّى بخمسة أكواب من السكّر بحيث لو سقطت نقطة منه على الأرض لتحوّلت إلى مشروع “حبّة عوّامة” لشدّة حلاوة المذاق، وكيس كعك مسمسم على شكل حرف (S) يرافق الابريق في مراسيم الاستقبال..
قذف «صالح الأشقر» بعض ألواح الخشب فوق الدرج وطلب من أحد صبيانه تنظيف “المورينات” من المسامير القديمة..
أخذ “المعلم” كأس شاي وراح يمشي بين العمودين الافتراضيين، نظر بعين واحدة على استقامة الخط الفاصل بين العمودين، ثم بدأ يقيس بالمتر المسافة، “قرمز” قليلاً ليتأكد من المسافة بالسنتيمتر، أشاح أبو يحيى بوجهه عن المنظر المشين الظاهر أسفل عموده الفقري، قام “صالح الأشقر” ورفع بنطاله و”كفت سترة الرياضة” من جديد، ربما “حُرجة” المسامير تثقل السروال فتسقطه عن الحد المسموح به، بعد دقائق أحضر صالح الأشقر بربيش أبيض شفاف وضع به بعض الماء وطلب من “شغّيله” أن يوازن منسوب الماء في الخرطوم، أمسك بالطرف الثاني وقفز ثلاث خطوات ثم “قرمز” من جديد.. نظر أبو يحيى إلى “ستلايت” الجيران كنوع من غض البصر، وقف “المعلّم” على استقامة الخط ونبّه شغيله، “لما تـُركز الميّ ع الحفّة” قل لي “علّم” مشان اعلّم… هبّت رياح خفيفة تحرك البربيش، فقام صالح الأشقر ورفع السروال والحرجة عن خصره ثم رمى البربيش من يده وقال للصبي المرافق: “خلص ضبّ البربيش”، اخرج باكيت “جولد كوست” ودخن سيجارة.. اقترب أبو يحيى منه: خير خالي ليش يضبّ البربيش؟.
• صالح بكل ثقة: بنفعش نوخذ “شقلة” اليوم فيه هوا.. والخيط بلعب..
• أبو يحيى بطولة بال واسعة: قول وغيّر يا رجل..
• صالح الأشقر: هاظ اللي اجاك..
• أبو يحيى مسح وجهه بكفّه: والحل يا ابن الحلال؟
• المعلّم: نؤجلها يومين ثلاثة تا يخف الهوا..
• أبو يحيى: وإذا ما خفّش؟..
• المعلّم صالح: ما بنوخذش “شقلة”.
• أبو يحيى: خالي.. النواب موازنة عامة بأرقامها بطوابقها بسقفها.. ساعتين كانوا مادّين الخيط ومخلصين “الشغلة”.. وأنت صار لك أسبوع مش عارف توازن “الشقلة” ؟
• المعلّم: حجي العمار “بدّه ميزان وشقلة”، السياسة لأ.. مدّ وامشِ.. كمان الله يطول عمرك في فرق بين شغل “الشقلة” وشغل “الجنقلة”*.. وكلّه ع التشطيب ببيّن!!.
“الشقلة”: مصطلح معماري يطلق على ميزان العمار.
“الجنقلة”: الشغل او الكلام العشوائي الفوضوي غير المتقن!
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#151يوما