من عمان هنا بيروت / رنا خلف الحجايا
من عمان هنا بيروت ..لاننا نكاد نقترب من نفس الحافه التي سقطت منها بيروت الجميلة .فانتشار الفساد في الاردن و غياب الديموقراطيه و محاربة الاعلام الحر ..يدفعنا للسير في نفس الممر المظلم الذي اختطف اجمل المدن العربية ..
قبل انفجار بيروت الكبير بأيام ,في عمان في مخيم اللاجئين البقعه و عين الباشا اصيب الف شخص بالتسمم و 5 وفيات من جراء شحنة دجاج فاسد تم استخدامه كوجبات باسعار رمزية ..مستغلين فقر الناس و حاجتهم في تسويق منتج كانوا يدركون من البداية انه فاسد .هذة الفاجعه لم تستطع الحكومه ان تعلن عن حقيقة ما جرى و ما هو هذا الدجاج المسموم ؟وكيف دخل البلاد ؟بعد ان كشف احد كبار المتعاملين في الدجاج عن كتاب تحذيري منذ شباط هذا العام حول شحنه فاسدة من الدجاج تم استيرادها من اوكرانيا وبل الاسوأ عندما استبعدت وزارة الصحه من التحقيق واوكل وزير التعليم العالي للتحقيق في الموضوع! وطبعا لم يحاسب احد و لم يستقيل احد ……ترتجف هذة الحكومه عند الحديث عن الفساد الذي اودى بارواح ابرياء منهم طفله صغيرة ووالدها ووالدتها ..بيروت ليست بعيده عن عمان فتلك الايدي المرتجفه التي زرعت الفساد في بيروت هي تشبة تلك التي زرعته في عمان .
قبل انفجار بيروت ..ببعض سنوات ..عاني التعليم في الاردن من التغول عليه و ضياع البوصله ..في احدى اخطر المؤسسات التي تشكل مستقبل الاردن اصدر البنك الدولي دراسة تتحدث عن امية الطلاب على مقاعد الدراسة تتجاوز 50% في دوله كانت قبل عام 2004 تحتل المراتب المتقدمه في المسابقات العالمية ولها مكانه متقدمة في التعليم اليوم يا بيروت يجلس نصف طلاب مدارسنا وهم لايجيدون القراءة و لا الكتابة بسبب سياسات تعليم فاشلة , قبل سنوات قليله تم بيع اسئلة الامتحان العام ( التوجيهي ) و الذي يحدد نوعية الطلاب الملتحقين في الجامعات في الاردن و خارجه , على الاشارات الضوئية , تم بيعها لضمان اكبر نسبة نجاح ممكن تحقيقها حتى لو كانت على حساب الجودة و الفرص الحقيقية والعداله لكن لماذا ؟ لان ..كانت صفقه فساد كاملة الاركان ولم يحاسب احد و لم يستجوب احد .
في بيروت التعليم من اكبر ضحايا الفساد كما في الاردن ..ولكنني ساكمل قصة الاردن التي بدأت تتحدث الاجندات المخفية عن مبالغ ضخمه تم ضخها في قطاع التربية و تحاول نقابة المعلمين العمل على فك لغز هذة المبالغ قبل ان يتم اغلاقهاو اعتقال النقباء فيها بدون امر اعتقال قانوني في البداية , علينا ان ندرك ان المدارس في الاردن مزدحمه ليس بسبب اللاجئين كما يدعي البعض بل بسبب عدم استحداث مباني مدرسية منذ عشرات السنوات و في الغرفه الصفية يصل عدد الطلاب الى 40 طالب ويقف المعلم امام اربعين طفل ليعلمهم كيف يكتبوا في منهاج تم تقزيمه و اختصار معلوماته و تهميش القيم التعليمية فيه بحيث اصبح غير كافي بل مفرغ من المعلومات التي يمكن ان يستند عليها الطالب .
ما يجري مع نقابة المعلمين كان مبرمج و له هدفين الاول لوقف الحديث عن شبهة الفساد في بعض ملفات التربية و التي قدرت ب 300 مليون دولار , و الاخر لعدم الكشف عن سياسات اكاديمية الملكه رانيا و التي اصبحت تتلقى تمويلا مباشرا جراء تدريب لبعض المعلمين بمبالغ طائلة و هي مؤسسه خاصه طالبت النقابة توضيح دورها و ما علاقتها بوزارة سيادية يفترض انها مستقله , و بالسماح للنقابه بانشاء اكاديمة اخرى مشابهه لتقديم التدريب فتم اعتقال المعلمين و اغلاق النقابة و الان في السجون اكثر من مئة معلم و نعيش اضطرابات كبيرة في الاردن كل ليلة قابلة للانفجار .لانه غابت الدوله و تنمر الفاسدين واصبح هناك شماعه يتم تعليق عليها اي احتجاج حول نشاط اكاديمية الملكة رانيا بانه بسبب العنصرية , بالرغم من ان اكثر من نصف اعضاء نقابة المعلمين المعتقلين هم من اصول فلسطسينية فاين العنصرية ؟ هل الحديث عن الفساد اصبح عنصريا ؟ كما في بيروت ..لا تستطيع ان تشير الى الكثير من الفاسدين ..لانهم سيتهمونك بالعنصرية .
..بيروت نحن نعيش مأساتك و ألمك ..ونذرف نفس الدمع المر …فتلك الحكومات المرتجفه نفسها..لدينا ..واؤلئك الذين منحوا انفسهم القدسية و منعوا الناس من انتقاد فسادهم هم ايضا لدينا …بيروت دفعت ثمن غياب التعليم الحكومي المحايد حيث كان كل حزب و مؤسسة دينية و محسن لديه مدرسة و غابت الدولة فظهرت الفوضى …
بيروت الجميله لا تبكي ..نحن نحبك ..من عمان ..هنا بيروت
