ملح الأرض (قصيدة)

[review]
مِلْحُ الأرض
عارف عواد الهلال

عادَتْ إلى طيفِها، جادَتْ بزَوْرَتِها

تأتي بها نازفاتُ الوَجْدِ، والشَّجَنُ

من أرض نجدٍ إلى الأهواز قِبْلَتُها

مقالات ذات صلة

والشَّامُ نفحُ الجوى، تخْفِقْ لها عَدَنُ

والقيروانُ مغيبُ الشَّمسِ من أزلٍ

والشَّمسُ مشرقُها منذ الورى دَدَنُ

لا البيدُ قَفْرٌ ولا الأرواحُ تلفَحُها

غَضُّ الجَنا، مُسْتَجمٌ عيشُها الغَدَنُ

شاهَتْ وجوهٌ على الإرفاضِ يَرْهَقُها

قَتْرٌ وما شاهَ يوماً وجهُها الحَسَنُ

بيضُ النَّقائبِ وُضْحاً لا يُظنُّ بها

غيرَ الهوى، كلُّ نفسٍ فيه تُفتَتَنُ

بانَتْ تَنوءُ مع الأنواءِ مُشرقَةً

إذ بانَ منها خِضابُ الكفِّ والرَّغَنُ

أرخَتْ قُذالاً كلون الوَرْسِ تَسْبطُهُ

فوق المُتونِ، وجيدُ الشَّاةِ مُرْتَهَنُ

أربَتْ علينا وشدَّ العَزمُ مِئزَرَها

تَرنو شِزاراً وفي أجفانِها الوَسَنُ

تومي إلينا وقد هلَّتْ مدامِعُها

ضاحَ البَنانُ، فقالت ذلك الوَطَنُ

أردنُّ حوضٌ من الأورادِ لا كَدَرٌ

طُهْرَ السَّرابِ، حِياضُ القوم والعَطَنُ

عمََّانُ ما سَلَتِ النَّفسُ الصَّبابَةَ عن

عِشقِ الحِسانِ ولا شَطتْ بنا الشَّطَنُ

سِرُّ الهوى فيك، نجوىً من سرائرِهِ

فينا، كما يتناجى الطَّيرُ والفَنَنُ

لا يأثَمنَّ على الإحضار مُزدَلِفٌ

إن طافَ حولكِ ، لا نُصْبٌ ولا وَثَنُ

أنتِ العباءةُ يوم الضَّيفُ يطرُقُنا

والسَّيفُ إن حَلَّ في أكبادِنا الضَّغَنُ

أرضُ الجُدودِ فمن أجسادِنا خُلقَتْ

طوراً، ومنها خُلقْنا تارةً، زَفَنُ

نفدي ثراها بحدِّ السَّيف واللِّمَمِ

حَزُّ اللحى بالشَّبا ما مسَّنا الوَهَنُ

يومَ الكريهةِ إن هَبَّتْ شرارتُها

كُنَّا لأفنائها يومَ الوَغى سَدَنُ

نمشي إليها ثباتَ الخطو نرتَجزُ

ضَبْحاً، سواءٌ لدينا السَّهلُ والحَزَنُ

لا الموتُ يثني فتيلاً من عزائمِنا

أنَّى تَحيقُ بنا الأهوالُ والمِحَنُ

نَحنُ الكُماةُ وملحُ الأرض نحفظُها

حِفْظَ الجُلودِ وملحُ الأرض لا يَسِنُ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى