ما قَلَّ وَ دَلَّ في فضل النسور على وصفي التل!!!/ د . ناصر نايف البزور

ما قَـلَّ وَ دَلَّ في فضل النسور على وصفي التل!!! قد يكون من المُجدي للباحث الحصيف ربط بعض الأمور التي قد تبدو متناقضة في منهجها لفهم الواقع وسبر أغواره، ومن ذلك على سبيل المثال محاولة المزاوجة بين النقيضين من الفكر اللاهوتي الديني والفكر الإلحادي المادي وإسقاط ذلك على بعض قضايا العصر! فلرُبّما يكونُ في نظرية ابن الحرام “دارون” بعض الحقيقة في شيءٍ من جوانب النشوء والتطوُّر فيما يتعلق بطغيان بعض سمات الأجناس أو حتّى الأفراد على كثير من الجماعات والمخلوقات بالرغم من اختلافنا مع “دار+وين” هذا في العقيدة والمنهج! فالرسول عليه السلام أخبرَ النساء أنّ فيهِنَّ من النقائص ما يتطلب منهُنَّ التكفير أكثر عن السيئات، فقال بأبي هو وأمّي: “يا معشر النساء تصدَّقن وأكثرن من الاستغفار فإني رأيتكنَّ أكثر أهل النار؛ فقالت امرأة منهن جزلة: وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار قال: تكثرنَ اللعن وتكفرنَ العشير”!

وبحسب المنهج “الداروِني”، يبدو أنَّ الأمر قد تعدّى النساء إلى الرجال في مُجتمعنا الأردني؛ فقد اكتسبوا هذه السمات بإكثارِهِم اللعن و بكُفرِهِم العشير وكُفرِهِم فضل أهل الفضل من المبدعين. وهذه حقيقة عامّة أقَرَّها الباري عَـزَّ وجَـلَّ بقوله: “وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُور”! وهذا قد يُفَسِّرُ حالة اللاشُكر والجحود التي ينظُرُ بها بعض الأردنيين لدولة الدكتور عبد الله النسور؛ فَهُم في “جلحدتهِم” كما يُقالُ في القطط في أمثالنا إذ أنَّهُنَّ “كَفّارات نَكَّارات”! وسؤال “المليون دولار” في هذه الوقفة التأمُليِّة هو ما يلي: “لماذا يعشق الأردنيون وصفي التل أكـــــثـــر من عشقِهِم لعبد الله النسور؟” L وهذا السؤال يُثبِتُ فرضية أساسية، وهي أنَّ كِلا الرجُلين مَعشوقان ومحبوبان وإنْ اختلفت درجة العشق والهيام!!!

وبلغة الحقائق والأرقام، فإنَّ دولة د.عبد الله النسور يتفوّق على دولة وصفي التل في كُلِّ شيء تقريبا شِئنا أم أبَينا؛ لكنَّنا شعبٌ يكره العلم والحقائق! وهذه حقيقة أخرى أقرَّها ربُّ الأكوان إذ قال في مُحكم التنزيل: ” لقد جئناكم بالحق ولكنَّ أكثركم للحق كارهون”! وإليـكُـم هذه المقارنة السريعة والمختصرة بين الرجلين:

أوَّلاً: فالأوَّل “تكتور” خريج فرنسا والولايات المتّحدة يحمل درجة الدكتوراة، أمَّا الثاني فهو”أستاز” خريج بيروت ولا يحمل سوى درجة البكالوريوس! ثانياً: فالأوَّل شغل عشرات الوظائف الرفيعة في الدولة، أمَّا الثاني فلم يشغل سوى بضعة مناصب ثالثاً: فالأوَّل ذو طابع مدني سلمي وديعٍ بالمطلق أمَّا الثاني فهو ذو نهجٍ عسكري صارم رهيب!رابعاً: فالأوَّل نجَحَ في توحيَـد 97% من الأردنيين وجَعَلَهُم سواسية في الفـقـر والفاقة، أي “ما في حدا أحسن من حدا” إلاَّ “بعض الحدا”؛ أمَّا الثاني فكانَ الأردنيون في زمنه متنوعي ومختلفي الدخل والطبقات الاجتماعية والاقتصادية! خامساً: فالأوَّل شيَّد الأبراج كـَ “البوليفار” في العبدلي أمَّا الثاني فكانت العبدلي في زمنه قرية بدائية! سادِساً: فالأوَّل شَيّد مشروع الباص السريع الذي يربط عمّان بالزرقاء والذي سيكتمل قريباً جداً جداً بعد بضعة أجيال؛ أمَّا الثاني: فكان في عهده “باصين مهرهرين” يربطان عمّان بالزرقاء! سابِعاً: فالأوَّل جعل من البحر الميِّت ينبض بالحياة من خلال المشاريع العملاقة كمشروع “بورتو البحر الميِّت: القلب النابض”، “اللي شكله في وراه مصيبة” كما يعتقد بعض الحاقدين والمشككين؛ أمَّا الثاني فقد شبِعَ في زمانه البحرُ الميِّتُ موتاً! ثامناً: فالأوَّل جعل من العقبة أحَدَ الموانىء الرئيسة في المنطقة أمَّا الثاني فكانت العقبة في زمنه تكادُ تخلو من السفُن و العمران والنشاط الاقتصادي الحقيقي! تاسِعاً: فالأوَّل بلغت الميزانية في زمنه زهاء التسعة مليارات أمَّا الثاني فلم تتجاوز الميزانية في زمنه مئات الملايين- ولا داعي للحديث عن العجز في الميزانية والمديونية الفلكية! عاشراً: وهو الأهم من جميع ما ذُكِر وغيره مما لا يتَّسِعُ المقامُ لذكرِه فالأوَّل شهِدَت ولايته نبوغ أمين عمّان معالي عقل بلتاجي وبزوغ نجمه من جديد بعدَ أنْ جاوز الثمانين من العمر انطلاقاً من التوجيه القرآني “إنَّ خير مَنْ استأجرت القوي الأمين”! حيثُ شهدت العاصمة في عهده نمواً غير مسبوق في جميع المناحي؛ أمَّا الثاني فلم يَكُن الأمين عقل إبانَ رئاسته قد انطلق في عطائه في المناصب الحكومية الكبرى بعد؛ وهذا تقصير في استغلال الطاقات والموارد البشرية!!!

مقالات ذات صلة

و أخيراً، فقد شهدَتْ حقبة و صفي التل حالة الحرب و العداء مع الكيان الصهيوني مما استنزف المال و الرجال في و طننا الغالي؛ أمَّا في عهد أبي زُهير الميمون، فقد شهدنا قمَّة السلام والوئام والتي تكَلَّلت بالأمس بإقرار قانون صندوق الاستثمار و السماح “لإخواننا” الإسرائليين بالدخول في شركات استثمارية في الاردن مع الإعفاء الأبدي من الضرائب و الرسوم الجمركية؛ و غداً سنرى و سنعيش بحبوحة و رَغَد العيش، و ستجري أنهارُ العسل و اللبن من تحت أقدامنا؛ و ليخسأ المُشكِّكون و المُتشائمون وأنا أوَّلُهُم L

هذه هي لغة الإنجازات والوقائع والحقائق الدامغة التي يجبُ علينا الرجوع إليها في المفاضلة بين الرجُلين، لا لغة دغدغة العواطف والشعارات الجوفاء؛ وشتّان ما بين الثرى والثريا!!! مع أنَّ مقدار حُبِّي أنا شخصياً للثاني (أعني وصفي التل) يفوق بكثيييييييييير مقدار حُبِّي للأوّل (أعني د.عبد النسور)؛ وهو كالفرق بين حبِّي للمنسف البلدي “كامل الأوصاف” – من الخروف الوردي وحتّى حُبيبات الصنوبر- في مقابل حُبّي “للهيطلية” البايتة “المكبتلة”! وقد يكون هذا هو رأي السواد الأعظم من الأردنيين البسطاء أمثالي و”أمثال السامعين” والقُرَّاء!!! واللهُ أعْلَمُ وأحْكَم !!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى