مكسور 

مكسور 
د. محمد شواقفة
لم يعد ذلك الخاطر يمر عابرا فيرسم تلك الصور التي يلتقطها يراعي في هدأة الروح فيخطها حروفا تتشابك لتصنع كلمات تبوح بالمكنونات.
لست متأكدا إن كان قلمي بات مكسورا أم أن جذوة الروح قد خبت. أين ذلك الصخب و صرخات التمرد التي لم تعد الا صدى مبحوح يرتد صمتا أشبه بالموت؟. أين معالم الطريق تزدحم بالكثير من الاتجاهات؟ و لكن قلمي اختار طريقا محفوفا بعيون الراصدين، لم تعد الاحلام سوى قصص استلتها الارواح من خيال بعيد، و اصبح الفرح تعابير مصطنعة بلا هوية،  و أضحت العواطف زفيرا لا تحتويه الصدور.
أين تلك الروح تصنعها الارادة و تحيلها لمارد من نور ينثر الضياء في اركان الظلام؟، هل باتت سرابا من الوهم تطارد خيط دخان؟ . لم تعد تملي على القلم الذي أعياه الانتظار الا بكلمات تائهة متقاطعة.
أين تلك الروح  المفعمة بالشوق و الحنين تحيل الألم أملا و تجعل سنوات الانتظار لحظات؟. لم يعد في ساعة وقتنا رملا، و تناثرت اوراق مفكراتنا اليومية في كل الارجاء و لم يبق لدينا الا بضع وريقات، تحمل أحدها حكمة صينية تتنبأ لك بالحظ لربما في زمان مضى أو في مستقبل لربما لن تشهده.
أين تلك الروح التي كانت تفيض ألقا و عشقا؟، فلا تكفي مداد الكلمات لتصف ذلك البحر متلاطم الامواج من الخيالات و الصور و الذكريات. هل أزفت ساعتك أيها القلم العزيز و انكسرت؟
سؤال برسم الغياب، أم أن قلبي هو المكسور؟؟
“دبوس مكسور”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى