مغتربون يعودون لديار “الغربة” حاملين معهم ذكريات الوطن

سواليف – لملم المغتربون حقائبهم، بعد أيام قضوها واستمتعوا ببساطتها وعفويتها وأجوائها مع أحبتهم وعائلاتهم طيلة فترة الصيف وأيام العيد، وعاودوا الرحيل الى بلاد الغربة على أمل اللقاء من جديد.
“مرت العطلة سريعا.. كانت لحظات جميلة لن تتكرر ولن تنسى، نفتقدها خارج الوطن”، هكذا عبرت سيرين خالد، التي ودعت بنات أعمامها وصديقاتها قبل أيام، لتتوجه الى الدولة التي تعيش وتعمل بها. وما بقي لها هو مراجعة ذكريات أيام جميلة قضتها هناك وتصفح الصور التي التقطتها خلال الأشهر القليلة الماضية في بلدها بسهراتها الصيفية ولمة عائلتها الممتدة.
وتقول العشرينية سيرين إنها ومنذ نعومة أظفارها تربت في دولة خليجية، عندما سافر والداها للعمل هناك، إلا أن الحنين لا يتوقف لديها بقضاء الإجازات في الأردن، التي تجد فيها طابعاً وحياة اجتماعية بعيدة كل البعد عن واقع الحياة في الغربة.
وتقول سيرين إنها منذ أن تغادر الأردن وهي تعد الأيام للعودة إلى الوطن مرة أخرى في الصيف المقبل؛ إذ ترى أن للغربة والبعد مرارة كبيرة لا يشعر بها إلا من يجربها، وتبقى تتراسل مع صديقاتها وبنات أعمامها يومياً تسترجع ذكريات الأيام الجميلة والسهرات التي قضوها معاً.
وميس أحمد لا تستطيع أن تحبس دموعها عندما ودعت شقيقتيها اللتين تعيشان في الخليج، بعد أن أقامتا في الأردن ما يقارب الثلاثة أشهر، كان فيه البيت يضج بالحياة والحركة والمناسبات والتجمعات العائلية التي لا تتكرر كثيراً في الأيام العادية. والآن تركتا فراغا كبيرا، بانتظار قدومهما الصيف المقبل.
أم ثائر، تنتظر الصيف كل عام للالتقاء بأبنائها الذين فرقتهم الغربة في أكثر من بلد، إلا أنهم يجتمعون في الصيف، لذلك فهي تقوم بالاستعداد لهذه الأيام قبل فترة زمنية طويلة، بحيث تجهز المواد لتحضير المأكولات التي يرغبون بها وتحتفي بهم بكل سعادة.
إلا أنها بعد عيد الأضحى عادت وودعتهم مرة أخرى، وتقول “الله يحيينا للسنة الجاي وأرجع أشوفهم”، فهي أصرت على بقائهم في هذه الفترة إلى ما بعد العيد، وقضاء أطول وقت معهم وكذلك فرحة الأطفال بقضاء العيد مع أبناء عمومتهم.
ولا تخفي أم ثائر أنها تشعر بـ”وحشة” مع مغادرة أبنائها مع بداية حلول الخريف، الذي أصبح رابطا ما بين الحزن وفراق الأبناء إلى غربتهم.
ويعتقد أخصائي علم الاجتماع الدكتور سري ناصر، أن تواجد المغتربين في البلاد خلال هذه الفترة له فوائد كثيرة، سواء أسرية أو اجتماعية ومن مختلف الجوانب، وخاصة لدى الأهل الذين ينتظرونهم طوال العام، ليقضوا معهم أوقاتا ممتعة وهم يسابقون الوقت لذلك.
ويبين ناصر أن الحراك الاجتماعي الذي يحدث خلال تواجد المغتربين يسهم في تطوير العلاقات اجتماعياً ويسهم في مد أواصر المحبة والتزاور فيما بينهم، كونهم يقيمون لفترة مؤقتة وسيعاودون الاغتراب مرة أخرى، لهذا يؤثر في نفوس الأهل والمغتربين كذلك، قد يسود عند وداعهم أجواء الحزن والشوق، التي تتبدد مع عودتهم مرة أخرى في الصيف المقبل.
ومع حلول الخريف ومرور فصل الشتاء، يبقى المغتربون على تواصل مع أهاليهم يتراسلون ويتبادلون الصور لتبقى الرابط بينهم، ويتمنون لو أنهم يحضرون الشتاء في بلادهم. غير أن أم ثائر ترى أن “لقمة العيش”، صعبة وتتطلب وجودهم هناك، وهي لا تتمنى فراق أبنائها لحظة، إلا أن ظروف الحياة الاقتصادية تتطلب منهم الاغتراب بحثاً عن الرزق.

الغد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى