معناش و بدناش / د. محمد شواقفة

” معناش و بدناش …”

لماذا تصر الحكومة و من يشد أزرها من نواب متنفعين و أعيان يعيشون عالة عليها على تنفيذ أجندتها التي تروج لها و تحاول إقناع الجميع باطلا أن كل ما تفعله لمصلحة الوطن ….؟! و لماذا تتجاهل الحكومة و كل مؤيديها من السحيجة و المتنفعين أو “غائبي الفيلة” من المتخاذلين مطالب الشارع و هي واضحة و ليست بحاجة لتفسير ؟! …. بصراحة ” معناش ” و اذا معنا ” بدناش”….. سأخبركم لماذا ؟!

الى طبقة البرجوازيين الذين بدأت رائحة عفنهم تزكم الأنوف و تصريحات كبارهم المخزية توسع الهوة بين المواطن العادي الذي استسلم لقضاء الله و قدره و قبل بالابتلاء ….أرجوكم و أتوسل إليكم أن ترحمونا من مشاهدة طلتكم البهية بين الحين و الآخر …. فرغم أنه ” معناش ” و لو معنا لن ندفع لكم لتنتفخ كروشكم و تمعنوا بنهبنا و سرقتنا ….. أيها المارقون …. كفوا ايديكم التي آن لها أن تقطع …..و نحن أيضا ” بدناش” نشوفكم و لا نسمع تصريحاتكم …. فقد مللنا كلامكم الممجوج و بدأنا نضيق ذرعا بتفاهاتكم ….

لستم كبارا إلا في خيالكم …. لستم في عيوننا سوى ثلة مارقة استغلت طيبتنا و بساطتنا ….. و ربما غفلتنا و خوفنا …. لستم سوى لصوص ولغت ايديكم في دمائنا و لو كان العدل قائما لكنتم في السجون عبرة لكل من تسول نفسه بالمال الحرام.

مقالات ذات صلة

لم تك ابدا هواية لنا كشعب مسالم مستكين ان نتظاهر او ان نطالب بحقوقنا كبشر اولا و كمواطنين صالحين ثانيا ….. لم يخطر ببالي أن اطالب بأن أكون سفيرا أو وزيرا لأنني أعتقد ذلك …. و لا أروم ذلك لا من قريب و لا من بعيد ….

كل ما نطمح إليه …. أن نستطيع العيش مع أهلنا و ذوينا فنعرف ابناء أخوتنا و نزور قبور أمهاتنا اللاتي قضين ينتظرننا في صالات المطار …. أن لا يشغلنا هموم أقساط بيوتنا التي سنموت حتما قبل أن ننهي أقساطها …. أن لا تكون حياتنا كلها رهن لسيارة لا نمتلك ان نعبئها بالوقود غالبية أيام الشهر ….. أن لا يكون مبلغ دعواتنا أن نؤمن رسوم دراسة ابنائنا في المدارس أو الجامعات ….أن نجد قوت يومنا و لا نضطر للعمل في أكثر من وظيفة لكي نستطيع الوصول لآخر الشهر دون أن نقترض أو نستدين …. لكن صدقا ” معناش ” و لو معنا ” بدناش ”

بات اكبر همنا أن لا نتحدث في خلواتنا و سهراتنا عن أي شئ ….فلا نكون بين ليلة و ضحاها رهن اعتقال بغيض …. نفكر ألف مرة قبل أن نصرخ ألما لجوع أو نستغيث لظلم أو أن نكتب على صفحاتنا ” معناش ” أو ” بدناش ”

لا نخاف …لأن الرزق بيد الله و ليس بأيديكم …. و لأن الأجل بيد الله و لا سلطة لكم علينا …. و لكننا لا نستطيع ….لأنكم ملأتم أفواهنا ماء …. و حجبتم أصواتنا فصارت صدى مرعبا قد نفقد به حريتنا و نغيب لأجل غير مسمى …. و بعدها قد تكون حياتنا بلا قيمة و الادهى انكم لا تكترثون ….

لماذا يعتقل الاحرار الذين حملوا مطالبهم بالحرية و العدالة و محاسبة الفاسدين ؟!… هل غابت الانسانية و ازداد الاستبداد و التسلط لدرجة ان من يقف على الرابع يعتريه القلق على وطنه و مقدراته ينتهي به المطاف في سجن بارد بتهمة لا اساس لها …. متى كانت المطالبة بالحرية و محاربة الفساد جريمة ؟!

اذا كان حب الوطن و الغيرة عليه جريمة فلتعتقلوا جميع الشرفاء …. إجمعوا كل معلم يركض وراء الحافلة ليصل مدرسته في الوقت …. و حاصروا الاطباء في المستشفيات قبل ان يعالجوا مرضاهم … لا تتركوا محاميا ليترافع عن مظلوم …. احذروا اي مهندس يحاول ان يبني هنا او هناك …. اجمعوا طلبة الجامعات فهم خطر فلا يكون لهم شأن في يوم ما … أغلقوا المدارس …فلا تجدوا شعبا متسلحا بالعلم يستطيع ان يكتب يافطة ” معناش”…

سنعترف لكم بكل شئ …. ارسلوا تهمكم لنا جاهزة و سنوقع لكم فورا بدون تردد …

اعترافي ” معناش ” و اذا معنا ” بدناش ” …. و قوانينكم “ما بتلزمناش”

” دبوس اعتراف ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى