معقود التين

#معقود_التين

#كامل_عباسي
كانت الحصن في الستينات تشكل سوق لكل القرى المحيطة بالقرية مثل صمد والمزار وراسون وعرجان وما ان يبدا موسم العنب والتين حتى يتوافد على القرية اصحاب البساتين والحواكير لبيع انتاجهم يوم الصبح يوم جمعة طلعت اشتري جريدة كان ثمنها قرش ونص جريدة الجهاد او الدفاع قبل الراي والدستورمع وصول البياعين كانوا يسلكون طريق فيها منحدرات اطلقنا عليها اسم درب الحدارة وكان اسم روايتي الاخيرة درب الحدارة التي تؤرخ لتلك المرحلة فكان ختيار معه حمل تين من قرية عرجان والتين العرجاني مشهور خطرت عبالي اشتري حمل التين كان ثمنه مع الوساطية ٣٥ قرش فردت الجريدة وقلت للرجل احدر الحمل. وهاي ٣٥ قرش الرجل انبسط وفرغ الحمل وركب على الحمار وقضب طريق البترول وروح صرت ابيع الرطل بشلن والناس تشتري وتنقي وتتذوق الله يا هالتينات ولك انت مش ابن فلان شو صاير تبيع تين ٠ زمان ما في كياس بلاستك اللي جاي يشتري بجيب معه سلة وصرت اوزن عند المحل صاحب دكان نقله المحل رجل طيب ولما عرفني ابن ليمن الصحيح ما قصر لاني باب دكانته مبسط ساعتين بعت بنص ليرة يعني ربحت ١٥ قرش وظل بيجي اربع ارطال تين اغلبه تفغش اجا واحد قال الله يا تينات شغل معقود توخذلك فيهن عشر قروش لمعت براسي فكرة المعقود قلت لا مش للبيع ولملمتهن وروحت هاي امي كيفت ان ابنها كبر كان عمري ابن ١٤ او ١٥ دارات التين بلقن العجين ونشلت دلو مية من الجيعة غسلته واوقدت تحتيه نار ودارت على عرامين سكر وشوية ملح ليمون حتى صار يغلى وعبته بمرتبان قزاز نقله برميل غطته لما برد بشريطة فوق الغطاء ورفعته ع ظهر الكواير مونة للشتا طبعا امي ما خلت حدا بالحارة غير سولفت عن تجارتي بالتين يعني ابنها صار زلمة
اليوم بشوف الجيل ابن ١٦ و١٧ ما بعرف يقلي ببضه وجمبعهم عندهم قصر نظر من هنا اعلن حزني على هذه الاجيال

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى