معذرة لا أعرفكم …

معذرة لا أعرفكم …
مصطفى وهبي التل

معذرة لا أعرفكم

الإعلام قال أنكم عمال وافدين.
وإن تحلى المصدر بمسحة عاطفة قال اشقاء مصريين.
عمال وافدين.
اشقاء مصريين.
هكذا دون اسم ودون قصة.
لا أعرفكم …
لكن هناك في أرض الكنانة من كان ينتظركم.
من كان يحبكم.
لعلها فتاة تنتظر أن يجمع خطيبها ما يكفي من المال للزفاف ولتكوين عائلة.
لعله إبن ينتظر عودة والده محملا بالهدايا من عمان ليقص على والده بحماس عن تفوقه في الدراسة.
او لعلها ام تنتظر عودة ابنها لتتباهى امام جاراتها بالمعطف الهدية من عمان.
لا أعرفكم …
لكن هناك في مصر من سيذرف الدمع على فراقكم.
من سيبكي على ضياعكم.
لا أعرفكم …
لكن مثلكم مثلنا.
لديكم احبة وأخوان واصدقاء.
ترشفون الشاي في الصباح وتضحكون وتحلمون.
ألم يكن الحلم، الحلم بمستقبل أفضل، من أحضركم؟
لكن كيف يقتل الحلم الحالم؟
لا يا أخواني.
هل تسمحون لي بمناداتكم بأخواني؟
حلمكم لم يقتلكم.
قتلكم من جعل ارض الخيرات أرض بور لأهلها وبعثرهم في أنحاء المعمورة.
قتلكم من وضع قيمة للحديد والباطون أعلى من قيمة حياة الأنسان.
قتلكم الترهل والفساد.
لا أعرفكم …
لكن اليوم سأذرف الدمع على موتكم.
سأبكي موت الضمير والمستقبل والابتسامة في بلدكم وفي بلدي.
لا أعرفكم …
ولا أعرف تفسير أبن كثير ولا القواعد الفقهية.
لكن سأفتي اليوم بأنكم شهداء.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى