مصير الأبطال … ومصير العملاء

#مصير #الأبطال … ومصير #العملاء

م. #أنس_معابرة

في الأمس البعيد؛ وخلال مقاومة الليبيين للاحتلال الإيطالي، وقع عمر المختار في الأسر بعد مقاومة دامت لأكثر من عشرين عاماً، أوقع خلالها الكثير من القتلى في صفوف الاحتلال الإيطالي، وكبدهم خسارة المئات من الأليات.

فكيف كان موقف الاحتلال منه حين قبضوا عليه؟ لقد أكرموه ولم يتعرضوا له بأي شكل من اشكال الإهانة، بل ورد بأنه طلب ماء للوضوء، فأحضروه له، وتركوه يصلي، وكان من أحد الجنرالات أن أدى له التحية العسكرية، لأنه أظهر من الشجاعة والبسالة ما يفتقدونه.

إن قادة الاحتلال اليوم يُجبَرون على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، والاذعان لشروط المقاومة، ولولا المصالح الشخصية لرئيس وزراءهم بضرورة دوام الحرب في غزة، لتوسل إلى المقاومة لإيقاف الحرب، ووافق على شروطهم دون اعتراض، ولكنه يعلم أن توقف الحرب معناه سقوط حكومته، والتحقيق معه في الفشل الأمني الذي حصل يوم السابع من أكتوبر، وسينتهي به المطاف في غياهب السجون.

وعلى الرغم من جبروت الاحتلال وطغيانه وتصريحاته؛ إلا أنه يُكن للمقاومة وقادتها الاحترام الكبير، فهو يعلم أنهم على حق وأنه على باطل، وأنهم يقاتلون عن عقيدة، ويدافعون عن ماضي وطن، وحاضر أمة، ومستقبل أجيال، أما هو فهو يقاتل دون هدف او غاية، متوارياً خلف سطوة عسكرية مدعومة من دول العالم أجمع.

وفي الأمس القريب؛ حين هرب الاحتلال الأمريكي من أفغانستان، تاركاً خلفه عدة آلاف من الخونة والمتعاونين، الذين فضّلوا خيانة أهلهم وذويهم، والوقوف إلى جانب الاحتلال ومعاونته بالمعلومات، والوشي بالمقاومين واماكنهم.

كيف كان رد الجميل لهم من الاحتلال الأمريكي؟ لقد تركهم يحاولون التمسّك بعجلات الطائرة، والصعود إلى اجنحتها هرباً من الجحيم الذي ينتظرهم جرّاء خيانتهم لأهلهم ووطنهم.

وكان المصير النهائي لهم هو حبل المشنقة الذي التف حول رقابهم، وتدلت أجسادهم من المشانق امام عشرات الآلاف من المواطنين الذي لعنوهم سراً وعلناً، وتمنوا أن يكون مصيرهم في الآخرة الجحيم.

مهما طالت فترة الاحتلال الصهيوني؛ سيزول يوماً ما، ومهما بلغت قوة العدو العسكرية والسياسية والاقتصادية؛ ستضعف يوماً ما، وسيأتي زمان على الاحتلال ليذوب ويضمحل كأنه لم يكن في يوم من الأيام.

حينها، وعند كل انتصار للمقاومة، سيرفع المقاومون الأبطال رؤوسهم عالياً، وسينعم الشهداء بجنات النعيم، وسيكون مصير الخونة والعملاء اللعنة والمشانق في الدنيا، والاحتقار من قادة الاحتلال، والجحيم في الآخرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى