شباب مصر يحشدون، منذ أكثر من شهر، للاحتجاج، ومعارضة نظام عبد الفتاح السيسي، وسطوته الأمنية، وذلك في ذكرى ثورة الـ 25 يناير المجيدة.
نهاية نوفمبر 2015: مواطنون مصريون يُقتلون داخل أقسام البوليس، في الأقصر والإسماعيلية….
أما بعد:
سنديانُ المحروسة ومغوارها، حضرة الوجيه عبد الفتاح السيسي، وكما وعد وتوعّد، هاهو يُطبّع مسيرة الإسفاف والانكفاء، لتكتمل رعايته السامية، لكرنفال استنفار كل أجندات عقوق مصر.
الرئيس المصري يُعيد ترتيب البيت، بسيناريوهات أغلال مبارك، ودوامس مواليه، وخاصة من إعلامٍ غريب، عجيب، غلبت عليه السفاهة، وغابت عنه كل مواثيق الاتزان والنزاهة.
رفضٌ ورفسٌ لثوابت ثورة الـ 25 يناير المجيدة، وترخيص متواصل لمشروعية التصفية، وتمكين كلّ باغ غير مضطر، لأوجّ الكراهية والوقيعة.
وَفِد السيسي بعصبة وطنية، تغذّي المصالحة والإجماع، فصارت عصابات تطرّف مسخٍ، يبعث علنا بالعار والدمار، ليتناغم مصححو نهج ثورة يناير، ويتجاوبوا مع السواعد المأجورة.
قناعةُ عزم بالخسّة والتآمر، طرحت بأطروحاتها المدفوعة مصر أرضا، إنزلاقات قانونية وإنسانية تتربص بالمدنية الحداثية.
تكميمٌ للأفواه، وعناية صحية متجددة، من مراكز أمن الدولة، لكل من يحاول التغريد ولو هزلا، خارج سرب السلطة الإنتقامية.
المصريون، وخاصة من غُرّر بهم باسم الوطن وأمنه، في حيص بيص، يندبون بخفت، ويموتون في صمت، في وقت يتواصل آخرون باللّعان وضرب النعال، تلك هي الأوزار المحشوّة، والتي تحاول التمهيد لمن يناغي، ويُدلّل من طال غيابهم، و قصُرسخاء تدبيرهم، بعد أن أُجبر الإخوان على القضاء والكفارة.
سجال فوضى مصر يتواصل، بطلاوة عُهد شعبية، زجّت بنفسها في عراك لم يُخمِد استقطابا، بقدر ما توّج عدالة شنق بلا رفق، وبكل معاول الخرق!
حراب مخططات الصهاينة، وأمريكا، تنال من أم الدنيا، وأعداء واسطة العرب، ومحور قضاياها، يسترسلون في التشفّي تارة، والمديح طورا، ببيان أفيون محاربة الإرهاب الأعمى، مشجب كبائر تكاليف تميّز الانقلاب.
قوارض مصر والذين اندسوا غيلة، يُكابرون تلصّصا، بالنخوة الخالصة الأصيلة، والتي لا تخضع لأيديولوجيا أو رؤية فكرية حاقدة ـ كما يشيعون افتراءـ
عبد الفتاح السيسي يبرّ بالديمقراطية التي يفهمها، سوط وصوت وصيت، تملأ الساحات والنجوع.
دوغمائية شرعية شعبية، بضوضاء الهرش والاستنكاف، حصاد اصطفاف وتجييش وتحشيد، يتعالى على وحدة وطن مثخن، ببصم مصريين، يعزلون عمدا التطلّعات ويتصدّدون للأم الحاضنة، توازناتُ من استمرأ الحكم، فما عاد يفكر فيما سواه، بزعم ينقاد من النقيض إلى النقيض، داخليا وخارجيا.