لست شفافا ..ولا أريد أن أكون / ا.د حسين محادين

لست شفافا..ولا أريد أن أكون

غريب أمر كذبنا على انفسنا كرعايا أردنيين، ولماذا نذهب بكل حواسنا المهترئة طوعا، وكتاباتنا الغافية عن معانيها والمنزاحة عن سطورها المستقيمة في دفتر حياتنا القديمة ،إلى زيادة عناوين تلوث واقعنا السياسي والحياتي الاوجع:- بطالة، فقرا ومواخز ولودة اخرى، مالنا ومال تفكير المسؤولين “النووين “عنا فكرا .إنفاقا، زيادة مديونية وسياسية باسمنا ، اليسوا هم الأعراف منا عنا، ثم اليسوا هم الأبلغ منا لغة وإعلاما ،عضات ، وظهورا منيرا على الفضائيات، اوليسوا الاكثر استهلاكا لمواردنا الطبيعة واللغوية وتعابير حداثية نيابة عن فاحتياجاتنا هم الذين يعرفونها أكثر منا مثل منسوب احتياجنا للحوكمة، الرشاده، التشاركية، والخوصصه من الخواص وليس من الخصصه ..الخ؟
– ألم يقال في تراثنا الشفاهي ، ما اكثر العبر وما أقل المعتبرين، انا تعلمت جزئيا ولكن انتم الرعايا، لماذا لم تتعلموا من وجع اعمارنا من نيابتنا للنواب المنابين عنا ايضا، ونحن الذين شاركنا بتصويتنا لهم في التفكير والبيع بحكم شراء بعضهم لاصواتنا قبلا وبالتالي من حقهم استلام مكتسباتهم نيابة عنا أوليس الاخرى بنا أن نستغني عن طموحنا بالشفافية ما دام هناك من شفنا ؟
– بصراحه انا ،لا أريد الشفافية ولم تعد غريزتي السياسية تشتهيها،..فعيناي لا تحتاجان الى ترف وربح الإبصار بالوعي الواضح، مقابل أن أخسر غباشها المحبب لي شخصيا هذه الايام، فلا داعي الى أن إرهقهما أو أستنزفهما انسياقا مع الكاذبين من المنادين السذج بالشفافية البلهاء اصلا ، وإني لأعلن استغرابي، وبكامل اوجاعي بعد زيادة تكالب بعضهم وعبر محاولاتهم الخرقاء، اقصد اولئك الشفافية الجواب للحقيقة الذين يتلذذون في إحصائهم أو تقديرهم لحجم قيح الواقع وتصنيف ألوانه وكثافة منسوبه، وسرعة تدحرجه على خدود واقعنا الدامع، كما أنني لا املك تفسيرا مقنعا لاستمرار تمتعهم الغبي في قياس رشح و “خنانة انوفنا السياسية” التي تفضحها مرآة ايامنا، ورياضاتنا اللغوية الممارسة لحظيا ،رغم معرفتهم في تهالكها حضورا وتعابير، خصوصا بعد أن استقالت كلماتنا الاردنية من،معانيها بجرأة اصدق وأعف من شفافيتنا العارية من المواقف الواعية الصادقة مع أنفسنا ووطنا معا.
– غريب امر هذا الشفاف الفاضح سواء الفكري الذابل منه ، أو الملابس التي تتجاوز على عريها الفاضح اصلا، فأنا لا افرق شخصيا في كرهي لهذا التعبير المتآكل..لا لفظا ولا زيا هالايام فلم. كم انا حزين على غيري من اولئك الشفافين، وهم الذين لم يستطيعوا إخفاء القذى عن عيون الوطن الجميلة قبلا ،او حتى عن حقيقة شخصياتنا الأردنية المزدوجة الحديث في الباطن، مقارنة بالسلوك الظاهر النقيض لها، إذ نتحدث بشراهة أفرادا وصيادي فرص وتمويل اجنبي من السفارات وحكومات بنفس الشهوة والكرم الزائف عن الشفافية وعن ضرورتها في حياتنا ، وجميعنا ما زال بخيلا حتى في إظهار غرائزه ومشاعره الانسانية لحبيبته او حتى زوجته كرمز عن قيم الجمال والمجاعة بالصدق، او حتى عن عناوين الوفاء حقا للشهداء والعلماء ومدعمات الانجاز على قلتها .
– استغرب حقا بعد اقتناعنا بالحقائق المرة القائلة لقد تابت واعتذرت الشفافية عن ما اقترفته من إغواء تعبيري وعري صارخ على فراش تعابيرنا الهشة كشفافين راسماليين وديجتاليون اثرياء أموالا وسلطات ،اي بعد أن رفعت الشفافية راية الاستسلام البيضاء على شجرة حواسنا جميعا، ومع ذلك مازال اولئك الشفافون يهرون حواسنا بها، ويتشدقون لابل يتاجرون بها علينا كمستهلكين اوفياء لبضاعتهم الكاسدة، وجشعهم المغلف باناقة لهدية الرخيصة السعر وقليلة الفعل والتأثير ، وكأنهم يقربون لنا بهذا السلوك الأرعن بسذاجتهم مقولة الأجداد الاموات الشهيرة، لقد اشباعناهم ضربا ولاذوا بالابل.
اخيرا ، شخصيا فقط ،لست شفافا ولا أريد عريا أكثر مما انا فيه…أعلن جبني الفاضح أمام عفة الشفافية المشتهاة كالعنقاء والخل الوفي للآن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى