مخالفات السير / د.رياض ياسين

مخالفات السير

صف عاليمين لو سمحت، اعطيني رخصك بالله،يقوم بتحرير مخالفة سير، يقوم بإعادة الرخصة لصاحبها، ينتهي المشهد كالمعتاد.هل تحقق المطلوب لجهة ضبط حركة المرور وامن الشوارع أثناء القيادة؟ الجواب بتردد: ممكن، ولكن ليس هكذا تورد الإبل كما بات الكثير منا يردد.

مشاهد غير موفقة لممارسات غير هادفة بالنهاية سوى الإجراء العقابي لمخالفات سير يدفعها المواطن من جيبه. صحيح ان النظام والقواعد المرورية مهمة للغاية في سلامتنا وسلامة ارواح شعبنا وممتلكاتنا وامان الطريق الذي ننشد، غير أن مايلفت النظر هو طريقة تعامل رجال السير مع السائقين بصورة فوقية غير مفهومة في كثير من الاحيان، مع العلم أن رجل السير موجود لتسهيل حركة المرور والتقليل من الخطير منها كلما كان ذلك ممكنا، لكن على مايبدو نشاهد كثيرا من رجالات السير والمرور اغلب الوقت مشغولون بامور لا تتعلق بتسهيل حركة السير وامان الطريق خاصة احاديثهم الجانبية عندما يكونوا أكثر من شرطي ،ناهيك عن الحديث بالخلوي والإنشغال به عن اداء المهمة وخدمة السائقين وانسيابية الطريق في الوقت الذي يقومون فيه بمعاقبة المخالفين ممن يتحدثون في الخلوي اثناء القيادة.

مخاطبة السائقين من قبل رجالات المرور تحتاج الى نوعية توددية من الخطاب الذي يحقق الرسالة والهدف من التوجيه والتوعية التي يحتاجها الكثير من السائقين،فالأصل ان يجد القائمون على إدارة السير الجديدة اسلوبا مختلفا لمخاطبة الناس وتوجيههم نحو الصواب اثناء القيادة، كذلك من غير المقبول أن يكون رجل السير يمشي في الطريق وهو يحمل دفتر المخالفات بيديه في إشارة الى انه يمتلك سلطة تخويفية على الناس، وهنا نعلق الجرس على فلسفة وجود شرطي السير في الشارع اصلا، لطالما ان وجوده لمصلحة الطريق وسالكيه،واتساءل هنا ويتساءل معي الكثيرون هنا، هل إذا قام الشرطي بمخالفة مركبة تعيق حركة السير وانصرف عنها وبقيت عدة ساعات تعيق الطريق هل يتحقق الهدف، ما الذي تحقق من فائدة للراكب والماشي؟ كذلك الامر ما الذي يضير هذا الشرطي ان يقوم بتنبيه الناس المخالفين وتعريفهم باخطائهم ومخالفاتهم بدل التهديد والتلويح بتحرير المخالفات،وقد يكون محقا في تحرير بعض المخالفات لبعض المتهورين والمستهترين القامين الى الشارع بعنترية واستهتار يفهم منه انهم يشكلون خطرا على الطريق وسالكيه من السيارات والمشاة عموما.

مقالات ذات صلة

والامر ليس منوطا بإدارة السير في ضمان المشهد المروري والحركة المروربة بل وبالمواطنين انفسهم ،بحيث اننا ندرك أنه ليس من السهل منع المتطاولين على السير ونظام السير والسائرين على الطرقات محملين المركبات اومشاة،وعلينا أن نتذكر دائما بأن هذا الطريق ملك للجميع وليس فقط لسالكه في تلك اللحظة،متحلين بالاخلاق الاجتماعية التي نتغنى بها كمجتمعات لها حضارة عريقة فيها من القيم الشاملة ما يجعلها تمتاز على سواها بهذا الغنى بما يقزم كل الممارسات السلبية من شتم وسوء تصرف أحيانا بين بعضنا. فالمواطنون مسؤولون ودورهم هو الاهم تجاه التخفيف من مظاهر سلبية يجدونها من ممارسات خاطئة بابلاغ الاجهزة المعنية بها مدركين بان هناك فرقا بين أن نضع العصي في دواليب حركة أجهزتنا الأمنية حينما نسيء الى خططها وتوجهاتها وتعليماتها بالتحايل عليها ونحن لانشك للحظة انها مصممة لراحتنا وامننا،وبين أن نكون مسؤولين كمواطنين شركاء في الصالح العام،فنحن كثيرا رددنا بيننا بان كل مواطن هو شرطي،ولكن بالمعنى الايجابي أي من باب القيام بمسؤوليتنا تجاه انفسنا ومجتمعنا بما ينعكس على وطننا بنهاية المطاف.
ندفع بكل ثقلنا نحو المضي قدما الى ثقافة التعامل مع بعضنا في قيادة المركبات بعيدا عن العصبية والشتم وتعظيم قيم التأخي والايثار في مواقف نستشعر فيها ان الاولوية لغيرنا، واعذروني ربما اكون حالما أكثر من المطلوب فكثير من الممارسات في الشارع من قبل السائقين ما زالت بعيدة عن الطموح،ونأمل ان يرقى رجال السير الى المستوى في التوعية والتوجيه حفاظا على النظام المروري وسلامة الجميع ،ورافقتكم السلامة بدون مخالفات.
rhyasen@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى