متخصصون: التوعية بمخاطر بعض التطبيقات مسؤولية تشاركية

سواليف

يحذر #متخصصون من #مخاطر استخدام الأطفال لتطبيقات إنشاء مقاطع الفيديو ومشاركتها دون رقابة واعية في ظل تفاوت درجات رقابة الآباء والأمهات على المحتوى الذي يتعرض له أبناؤهم على أجهزتهم الالكترونية.
وبينوا أن خصائص هذه #التطبيقات تمكنها من نشر مقاطع الفيديو ومشاركتها على نطاق واسع دون علم مستخدميها، موجهين الأهل إلى اتخاذ جميع التدابير الوقائية التي تضمن حماية أبنائهم من مغبة الاستغلال أو الابتزاز من خلالها، في حين ينبه آخرون إلى ضرورة الانتباه إلى الوقت الذي يقضيه هؤلاء عبر تلك التطبيقات.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات المهندس بسام السرحان، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إنه في ظل انتشار تطبيقات إنشاء الفيديوهات وتنوعها تدعو الهيئة أولياء الأمور إلى ضرورة مراقبة أبنائهم، وحثهم على استخدام هذه التطبيقات بحرص وحذر خاصة أنها تجذب الأطفال والمراهقين إليها بشكل لافت، لأنها مسلية وسهلة الاستخدام.
ولتوفيرها آليات سلسة لتخزين الفيديوهات، يدعو السرحان أولياء الأمور إلى الاطلاع على محتوى الفيديو قبل نشره، للتأكد أنه ملائم، ولا يجذب إليه جهات قد تستغل الأطفال والمراهقين، خاصة إذا بقيت إعدادات خصوصية التطبيق الافتراضية على حالها دون تعديل، ما يتيح نشر مقطع الفيديو على نطاق واسع. ويضيف: انطلاقا من دورها المحوري في حماية المستفيدين بموجب قانون الاتصالات، تنتهج الهيئة التوعية الاستباقية من خلال توجيه سلسلة رسائل توعوية عن حماية الأطفال عبر الإنترنت، وحث الأهل على فرض رقابة على المحتوى الذي ينشره أولادهم لحمايتهم من المخاطر، مؤكدا أهمية تأسيس أجواء من الحوار المشترك لتعزيز ثقة الأطفال والمراهقين بالأهل ليكونوا ملاذهم الآمن في حال مواجهة أي مشكلة ضمن الفضاء السيبراني. ويوضح السرحان أن خطورة هذا الأمر تكمن في زيادة مخاطر التعرض لاختراق الخصوصية، ما قد يؤدي إلى استغلال الأطفال والمراهقين من قبل ضعاف النفوس بالوصول إليهم عبر حساباتهم المتاحة عبر التطبيق، ناصحا الأهل بتعديل إعدادات تلك التطبيقات لتقييد من يمكنه الاطلاع على محتوياتها بشكل فوري، وتوفير توجيه دائم لأبنائهم بنوعية مقاطع الفيديوهات التي يمكنهم نشرها دون أن تتعرض خصوصيتهم لخطر الاختراق. من جانبها، تلفت الباحثة في مجال تنظيم الوقت والمحتوى، مؤلفة سلسة الفيديوهات التعليمية “أولادنا وعالم الشاشات” نغم ملحس، إلى أن التربية في عصر الشاشات والتطبيقات لم تعد تقتصر على تأثيرات البيئة المحيطة أو ثقافة الأقران، وإنما أصبحت تتأثر ببيئات وثقافات وتقاليد متعددة ومتضاربة، يتعرض لها الابناء في سن مبكرة يوميا عبر شاشاتهم الإلكترونية.
ودعت إلى تفعيل الرقابة الأبوية على أجهزة الأطفال، وحذف الإعلانات غير المناسبة، لحماية الأبناء من التعرض لمحتوى غير مناسب لأعمارهم أثناء ممارستهم الألعاب الإلكترونية، أو مشاهدة مقاطع فيديو رائجة على شبكة الانترنت.
وتحذر ملحس من وصول الأطفال إلى مرحلة الإدمان على الشاشة داعية الأهل إلى تغيير طريقة تفكيرهم بالإنترنت باعتبارها عالما أو مكانا غريبا على أطفالهم. وتساءلت”هل من المقبول ان نترك طفلا عمره 6 سنوات حاملاً يافطة عليها اسمه، ومكان سكنه، وصور عائلته في مول ثم نسمح لشخص غريب بالتحدث معه وإعطائه لعبة يلعبها؟” مؤكدة أنه “لا بد لنا من تقييم الموقف والتدخل في الوقت المناسب”.
وتدعو إلى التعامل مع التطبيقات والألعاب كأنها أماكن غريبة يجب إخضاعها للاختبار والتقييم، وتعيين كلمة سر للسماح بتنزيل التطبيقات والألعاب على الأجهزة الالكترونية ما يمكنهم من تقييم أي تطبيق يود أطفالهم تحميله، مؤكدة اهمية التأكد من ملائمة التطبيق لعمر الطفل ومستوى إدراكه.
وتبين ملحس أن الجزء المسؤول عن اتخاذ القرارات المنطقية بالدماغ لا يكتمل نموه إلا بعمر 25 عاما، لذلك يصعب على الأطفال تقييم مدى مناسبة المحتوى الذي يتعرضون له، مؤكدة أن الألوان الزاهية والبراقة والإضاءة المتفاوتة تشد الطفل وتجذبه للعب ما يستدعي تدخل الأهل.
وتنصح الآباء والامهات قبل السماح بتحميل أي لعبة أو تطبيق، بزيارة مواقع إلكترونية تعرض آراء الناس عن التطبيق، وتجربته من قبل الأهل قبل ترك الطفل معه.
وفي هذا السياق يقول أستاذ الإعلام الرقمي في جامعة الشرق الأوسط الدكتور محمود الرجبي، إن سهولة استخدام تطبيقات إنشاء الفيديو من قبل الأطفال، زاد من ظاهرة انتهاك الخصوصية، لعدم قدرة الأطفال على تحديد ما يمكن بثه من عدمه، فهم غير قادرين على تمييز ما يناسب ثقافاتهم وعاداتهم، ما قد يوقع اسرهم في مشاكل، فمثلا قد يصور الطفل مداخل المنزل ومعالمه ما يتيح الفرصة لبعض المتربصين لابتزاز أهله.
ويؤكد أنه يجب التذكر دائما أن هذه التطبيقات متاحة ضمن فضاء مفتوح، وينبغي على الأهل عدم السماح بتنزيل أي تطبيق إلا بإذن مسبق منهم، كون هذه التطبيقات لا تقيم وزنا للأخلاق أو القيم أو التقاليد المجتمعية.
ويشير الرجبي إلى أن وسائل الإعلام لها دور كبير في التوعية بأمور قد لا تخطر على بال الناس ومن ضمنها خطورة هذه التطبيقات، معتبرا أن أدوار هذه الوسائل قد اختلفت باختلاف أشكالها، حيث تشكل منصات التواصل الاجتماعي جزء منها حسب اعتقاده.
ويدعو الرجبي، وسائل الإعلام إلى الأخذ بعين الاعتبار الرسائل التوعوية الواردة من الجهات المعنية، والتركيز عليها وإبراز جوانب خطورة تلك التطبيقات والمحاذير بشأنها، مشيرا إلى أن الدور التوعوي لهذه الوسائل منوط دائما بقدرتها على فتح الملفات المستجدة.
من جانبها تفيد خبيرة تكنولوجيا التعليم الدكتورة أسماء حميض، إلى أن المستقبل التعليمي سيكون مرتبطا بالتكنولوجيا والتطبيقات الإلكترونية المتعددة، ما يستوجب على الكوادر التعليمية الاطلاع المستمر على مستجدات العالم الافتراضي، والتخلي عن فكرة الرفض لها، لما لها من رواج لدى الجيل الجديدوترى أن موضوع الرقابة الأبوية وحده أصبح غير مجد في هذا الصدد، إذ ينبغي على الأهل تحريك الوازع القيمي والديني داخل نفوس أبنائهم، لأن إجراءات حجب وتقييد الوصول الذي يقومون بها أصبحت غير كافية في ظل عدد هذه التطبيقات غير المحدود، وأيضا في إمكانية تعرضهم لمحتوى إعلاني غير مناسب أثناء مشاهدتهم لفيديو تعليمي.
وتدعو إلى مجابهة الفيديوهات ذات المحتوى غير الملائم بوسائل غير مباشرة تعمل بنفس الطريقة، من خلال إنتاج مقاطع يبث فيها مؤثرون كمغني الراب مثلا رسائل هادفة ومحتوى جاذب ومفيد لها، مع مراعاة توجيه جوهر المعلومة بأقل زمن ممكن وهذا ما يحكمه مهارة المصمم.
وتجدر الإشارة إلى أن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات كانت قد حذرت عبر موقعها الإلكتروني من بعض تطبيقات الهواتف المحمولة لأولياء الأمور، داعية إياهم إلى ضرورة مراقبة أبنائهم، وحثهم على عدم استخدام بعض التطبيقات الإلكترونية التي تتيح إنشاء وتداول مقاطع الفيديو، حيث تقوم تلك التطبيقات بنشر ومشاركة تلك المقاطع على نطاق واسع دون علم المستخدم، والتي قد تحتوي في بعض الأحيان على فيديوهات غير مناسبة لمراهقين وقصر، وقد تعرضهم للخطر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى