كتب .. عاهد الدحدل العظامات
لا يختلف المشهد الانتخابي في البادية هذه الدورة عن الدورات الانتخابية الماضية والتي أنجبت للبادية ممثلين تحت قبة البرلمانات السابقة لن أُقلل من شأنهم ولكنهم
وبالمجمل لم يكونوا بالشكل الذي صوروا فيه لنا أنفسهم أيام فترات ترشحهم ولم يوفوا بوعودهم وشعاراتهم التي كانت تضع البادية وتلبية احتياجاتها والرقي بالمستوى المعيشي لابنائها وايجاد حلول ناجعه للمشاكل التي يواجهونها من فقر وبطالة وتردي الوضع الخدمي سُلم أولوياتُها, سيما وأن البادية بمجملها تقع في دائرة الظلم والتهميش وعدم الرعاية والاهتمام من قبل حكومات الدولة الاردنية المتعاقبة الى أن وصلت لحالة يُرثى لها لعدم وجود صوت نقي يصرخُ للبادية حقوقها.اليوم ونحن نقرأ بأسماء المرشحين أنفسهم للانتخابات النيابية القادمة بقوائهمهم البالغُ عددها ثمانية قوائم يتنافسون من خلالها على ثلاثة مقاعد فقط
نجد ان المشهد في البادية لا يزال محصور ضمن دائرة الشخوص المميزه التي تعارفنا على معظمها منذ سنوات ودورات اذ بات لا يحقُ لغيرها الترشح والوصول في ظل سيطرتُها وهيمنتُها على الساحة الشعبية الانتخابية بوساطة العشائرية الضيقة المُغنى والمُطبل بها دون توضيح منهم لاهداف وبرامج مستقبلية تخدم البادية وتخرج أهلها من الظلمات الى النور أو حتى اعطاء المجال لمن يحملون فكرا جديدا قد يساهم في ازدهارُها ورفع الظلم عنها من ايصاله لتلك القواعد.
وهنا تكمن خطورة المشهد الانتخابي القديم المتجدد من الموقف الذي يتخذه ابناء البادية وقواعدها الانتخابية وانحيازها لنفس الشخوص الذين عانينا وعانت باديتنا من تخاذلهم وتقاعسهم وهزلية مواقفهم تجاه قضاياها ومشاكلها التي لا تزال دون ايجاد حلول جذرية لها.
فمثلا من هو النائب في المجلس السابق الذي تدخل في حل مشكلة طريق بغداد الدولي في الوقت الذي اعتصم به ابناء البادية للمطالبة بحل مشكلة الطريق الذي استنزف الارواح البشرية في البادية ولا يزال حال الطريق على ما هو عليه ولا يزال النائب
الذي أهمل هذا الموضوع يُرشح نفسه ولديه رغبه في الوصول لقبة الثامن عشر وبماركة وثقة ابناء البادية والغريب بالأمر ان ابناء البادية انفسهم الذين يعانون من ويلات الظلم والتهميش والنسيان يتعنتون في انحيازهم لنفس الشخوص لمنحهم الامانه الصوتية المغلفة بطابع عشائري بحت على حساب البادية ومستقبلها,ومن من نواب المجالس السابقة فرض على الحكومات المتعاقبة ايلاء البادية جُل الاهتمام والرعاية لتحسين الوضع الخدمي والمعيشي وتوفير فرص عمل للعاطلين عنه فيها والاهتمام بآثارها المهملة منذ سنوات ووضعها على الخارطة السياحية,
ومن منهم أستجاب لمطلب أهالي البادية في ايصاله لوزير الداخلية وللمختصين لتحويلها من لواء الى محافظة في ظل توسعها الجغرافي وأزديادُ أعداد سكانها.
أن النتاج من حديثي عن المشهد الانتخابي في البادية والذي أستغرب موقف أبنائها منه هو أن ضعف الادراك وعدم وجود الوعي لدى قواعدها الشعبية وانجرارُها خلف ظواهر الفزعة العشائرية هو السبب الرئيس في وصولها لسوء الوضع الذي هي عليه الآن وذلك لاختيارنا الغير صائب لممثلين لم يوفوا بما عهدوا ولم يوصلوا هموم وتطلعات وآمال أهالي البادية والمطالبة بحقوقها.
فالبادية الاردنية الابية ومستقبلُها أغلى بكثير من مبلغ يضعوهُ في جيوبنا ومن غداءً يُشبعون فيه بطوننا ومن مقراً انتخابياً يأوونا به في ليالي ما قبل تحقيق مقاصدهم على ظهورنا لأن البادية في زمن بحاجة فيه لرجال يتسمون بالصدق والوفاء والاخلاص لا لمن يملكون المال والجاه والحفوه السياسية في الدولة الارنية وهنا أقصد من كلامي وتفصيلا لعنوان مقالي ان هذه الدورة لن تحدث تغييرا على صعيد التمثيل النيابي للبادية في مجلس
الامة المقبل فالوجوه الذي رأيناها وصلت له في السابق ستصل وسنراها بعد يوم الاقتراع لنبقى وتبقى البادية تحت رحمتهم طيلة فترة انعقاد مجلس الامة الثامن عشر.