مشاهد على قارعة الطريق / ماجدة بني هاني

مشاهد على قارعة الطريق


تسوقني قدماي بحجة العمل للانخراط في الشارع،أن تكون شعبيا يعني أن تلتمس بالفطرة وجع الناس،نبضهم الخفي المسطر بعضه على الجباه المتعرقه …..
مثقلون كانوا يرتمون على غرفة الصراف الآلي،المالية للمرة المليون تغدر بالموظفين حين يمنحون الرواتب في منتصف الشهر،وكل لديه حكاية،بيوت ممتلئة بالفراخ،ونساء بعضهن عاجزات،أو عوانس،أو متطلبات….
الضجر يظهر على الجوارح،الطابور طويل مما أتاح لي فرصة التأمل،لا أحد يصبر،يتحرك حركة دائبة، يمسح عرقه بطرف الكم،القمصات متهدلة،والأحذية مقطعة…أتساءل لماذا الاستعجال؟
وأنا أعلم يقينا أن المبالغ محدودة مفصلة أقصر من القد،والحاجات كبيرة وممتدة نحو السماء ترفع يدها بضراعة مدهشة…
الصراف خلق للموظفين،فأصحاب البدلات الماركات،وحزم الألوفات يحتفظون بها في خزائن بأرقام سرية،ومبالغ خيالية،وعلى الطرقات يرتمي اللحم المتهدل مصاب بالسعار،لا سامحكم الله يا من أذللتم الجباه بالتقاط لقمة العيش عن قارعة الطريق.
ما أضحكني وما أبكاني منظر أحدهم وهو يحتضن الصراف بكرش كبيرة حتى لا يري من خلفه رقمه السري،قلت في نفسي بلغتي الشعبية: ”ولك على شو بتغطي كلهن ثلمية ولا أربعمية ،ديون وجمعية وفواتير وكيس موز يصرف في الشهر مرة …..من يمكن أن يسرق بطاقتك إلا واحد ما بيخاف الله …و.السراق عنا فوق،لابسين بدلات وربطات،وراكبين سيارات ما بتحلم فيها بأحلامك”.

ويتفرق الطابور فجأة حين يخلو الصراف،البعض يمضي بصمت،واحد منهم كفر ….بأم أذني سمعته،فقلت استغفر الله العظيم.

عند الإشارة
عند إشارة الحسبة يستوقفني طفل أسمر،حرقت الشمس جبهته،كثيرا ما أراه وأعتقد أن لديه أحلاما محروقة بحجمه.
~~ثوم يا حجة،الثلاث بدينار……
المشكلة لدي سلة ثوم منذ أشهر لم تنفذ
والطفل يلح كل يوم لبيع الثوم،لا يغير الصنف،أتساءل عمن ربط وقفته وأحلامة المحروقه برائحة الثوم،ألا من تغيير؟
تفاح مثلا،ذرة،بقدونس أي شئ، متجدد يحبه اطفالي فقط لأشتري منه كل يوم..
إلى متى يلقى لحم أطفالنا رخيصا على إشارات المرور،وسط حر الشمس ونزق السواقين،ورماد القلوب الصغيرة المقتول مستقبلها….
سامحك الله يا شوارع إربد ويا بسطاتها كم من مشاهد البؤساء شهدتي وما رويتي….
وأعانكم الله يا فقرائها الحالمين
وأين أنتم يا سادتها الحاكمين ؟
أين؟

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى