” #مسروقات_زمنية “..
سواليف الإخباري/ #أحمد_حسن_الزعبي
مقال الإثنين 28 – 8 – 2023
وها هو آب يلقي بنفسه و شمسه وشهره في صندوق “المسروقات الزمنية” ، يشاغلنا بالتأفف ، بالهروب من حد الصيف ، ويقضم على غفلة شهراً من تفاحة عمرنا.. العمرُ مثل النار في الفتيل ، كلما استطال وصعد الى أعلى ، أذن بالنهاية..
أنا لا أحب الصيف ، لكنّي أشفق عليه وأشفق على ضحاياه في آن معاً .. أشفق على حواف أوراق الأشجار التي احترقت لأنها قالت لجلاد الفصول لا ، أشفق على العصافير العطشى التي تقف فوق “كومبريسرات” التكييف ، أشفق على صديقي الخبّاز أبو موسى وهو يتلظّى بين شمسين لينضج الرغيف ، أشفق على بقايا موسم البطيخ حيث يغرز البائع سكيناً في قلب بضاعته لتنزف حمرة للناظرين ولا يتحمّسون لشرائها..أحزن على الحقائب التي تقلب بين أيدي المشترين ، هذه الى كندا ، هذه الى أمريكا، هذه الى دبي، وهذه الى جدّة…وأحزن أيضاَ على الدمع التائه في عين الجدّة..
وأحزن على الصيف ، لأنه مكلّف بمهمّة انضاج التين والعنب..تتنعّم الناس بالخيرات ويحمّلونه كل العتب ، أحزن على الصيف لأنه خبّاز الفاكهة ، يتصبب عرقاً ، يكتوي بنار شمسه لينضج لنا “دلع العناقيد”..وعندما يطفىء بيت النار، يقدّم لنا سلّة الخيرات ،يختبىء خلف المدى البعيد..
وأحزن على نفسي ، لأنني مجرّد كاتبِ في محكمة الفصول..أعرف الأبرياء من عيونهم ، والضحايا في سكونهم ، اعرف صدق الشاهد الريح..وحيادية الليل ، وإفادة الصمت، لكنني لا أكتب الا ما يمليه عليه قاضي “الوقت”..
أحمد حسن الزعبي
ahmed.h.alzoubi@hotmail.com