مسحــــوق وطنـــــــي

كنت أهم في الخروج من المركز العربي للإنتاج الفني يوم الخميس الماضي، اتصل بي أحد المواطنين وقال لي بعد تبادل التحايا : الوزير الفلاني شاطر في الرياضيات صح؟ لم يمهلني  بالردّ عليه،  فبادرني: ارجوك ان رأيته أو قابلته فقط أعطه مسألتي ليحلّها بالقلم والورقة :  مئتا دينار، ذلك كل تقاعدي : قسّمها أنّى شئت، بالطول بالعرض بالارتفاع بالانحدار بالشدّ بالجذب بالمطّ بالضمّ ، قسّمها شلونه وبرايز ..ودلني كيف كيف ستكفيني طيلة هذا الشهر النهّاب..ثم توقّف أثناء حديثه قليلاً بغصّة مؤلمة و قال : لدي ثلاثة أبناء في الجامعات ومثلهم في المدارس..أسعار رمضان لم تبق ولم تذر..أكملها فتوحالمدارس..والواجبات الاجتماعية وصلة العنايا..وسيكون ختامها عيد..أنا لا أراها مناسبات سعيدة ، انا أراها أربع عقبات مثل حواجز الخيول ..وأنا حصان كهل لا استطيع القفز عن اقصرها..تنهّد وقال : لو يريحوا هذه الخيول كما كانوا يفعلون ..رصاصة بين العينين فور التقاعد ونرتاح…بتّ اكره الأعياد يا رجل!!!   لم استطع الردّ بكلمة تشجيع واحدة و لا حتى بزفرة مواساة ، كما انه لم ينتظر مني ذلك..كان يريد أن يفضفض لأحد ما..دون ان يتوقع مساعدة أو حل..في الختام قال لي : يا خالي انا مسحوق مثل التايد والسيرف..انا مسحوق لكنّي ناعم ، يتغنّون بتماسك مكوناتي ، بفاعليتي ، بجهدي في اعطاء  صورة ناصعة البياض… قلت له: ما دمت لاترغي بحقك ابداً ،  ولا تحرحر عين المسؤول النائم عن حاجتك.. فستبقى المسحوق الوطني  بامتياز. احمد حسن الزعبيahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى