فتوى حول جسر الإمداد البري للكيان الصهيوني

#سواليف

اصدر #مجلس_علماء_الشريعة لدى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن #فتوى حول #جسر_الإمداد_البري للكيان الصهيوني

وطالب المجلس السلطات الأردنية ضرورة وقف هذا الجسر وقد حصل سواليف على نسخة من الفتوى :-

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.

فإن الأثر البالغ للمقاطعة الاقتصادية على مواقف الدول واتجاهاتها، وعلى سلوك الشركات والتجار وتصرفاتهم لا يخفى على أحد في هذا الزمان؛ فقد أضحت المقاطعة الاقتصادية سلاحا بالغ الأهمية يمكن من خلاله الضغط على الدول والشركات والتجار والتأثير عليهم، ويُعد منع وصول البضائع للأعداء الصهاينة المحتلين المعتدين من أوجب الواجبات الشرعية على المسلمين وذلك منذ احتلالهم لفلسطين إلى أن يسقط احتلالهم، ومقاطعتهم اقتصاديا ومنع وصول البضائع إليهم وتعطيل وصولها إليهم بأية وسيلة من الوسائل هو من الجهاد المفروض عيناً على كل مسلم، فالمقاطعة الاقتصادية ما هي إلا نوع من أنواع الجهاد بالمال في سبيل الله، وإنّ المتابع لمجريات الأحداث يلمس ما لهذه المقاطعة من آثار كبيرة تدفع بعض الشركات إلى التبرؤ من دعم الكيان الصهيوني. وقد أجمع علماء الإسلام على أن العدو إذا احتل شبراً من بلاد الإسلام فإن الجهاد يصبح فرض عين على أهل هذا البلد وعلى من قرب منهم، وإذا عجزوا عن دفع هذا العدو فإنّ الفرض العيني يعم الأقرب فالأقرب من بلاد الإسلام، فبلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة، وإذا لم تتحقق بهم الكفاية أو تخاذلوا فعندها يصير الجهاد فرض عين على كل بلاد الإسلام وعلى كل مسلم في الأرض. قال الإمام الماوردي في بيان حكم الجهاد في حالة احتلال العدو جزءا من بلاد الإسلام: “أن يدخل العدو بلاد الإسلام ويطأها، فيتعين فرض قتاله على أهل البلاد التي وطئها ودخلها، فإن لم يكن بأهلها قدرة على دفعه تعيّن فرض القتال على كافة المسلمين حتى ينكشف العدو عنهم إلى بلاده”. ولقد اتفق العلماء على كون حكم الجهاد بالمال تابع لحكم الجهاد بالنفس فإذا صار الجهاد بالنفس فرضاً عينياً فإنّ الجهاد بالمال يصير فرضاً عينياً كذلك، والمقاطعة الاقتصادية ومنع وصول البضائع والخضراوات والفواكه للكيان المحتل المجرم يعد ضرباً من ضروب الجهاد بالمال، وإيصال أي نوع من البضائع والسلع لهذا الكيان المغتصب فيه تقوية لهم وتمكين لهم من إطالة أمد الحرب؛ لأن المجتمع الصهيوني مجتمع مترف، لا يتحمل انقطاع السلع والمواد الغذائية، فإذا انقطعت أو قلت فإنه سيخرج إلى الشوارع مطالباً بوقف الحرب، وهذا من أشد أدوات الضغط على حكومة الاحتلال. وقد انعقد الإجماع على حرمة التعامل مع الكفار الحربيين فيما يتقوّون به على المسلمين، ولذلك استعمل النبي صلى الله عليه وسلم سلاح التضييق والضغط الاقتصادي مع الكافرين المعتدين فأخرج السرايا والبعوث لمهاجمة قوافل قريش التجارية، وكان سبب غزوة بدر

طلبه لعير أبي سفيان.

هذا وقد علم القاصي والداني بجسر الإمداد الجوي المحمل بالبضائع والسلع والمواد الغذائية من الفواكه والخضراوات والذي يمر عبر الأراضي الأردنية، بالإضافة إلى ما تأكد من إمداد بعض التجار الأردنيين الخائنين لدينهم وأمتهم للخضروات للكيان الصهيوني المجرم، وعليه فإننا نقول: إن هذه الأفعال تعد من أعظم الكبائر، وإذا كانت مقرونة بالولاء للصهاينة ومحبتهم ومحبة انتصارهم على المجاهدين، فهذا مخرج من الملة باتفاق علماء الأمة، ولا يجوز السماح للشاحنات المحملة بالبضائع للكيان الصهيوني بأن تمر بالأردن، وأن يُتاح لها نقل ما يحتاجونه؛ مما يقويهم ويثبتهم، ويجعلهم يستمرون في حربهم على إخواننا في غزة وعموم فلسطين، فيجب شرعًا منع هذه الشاحنات، واعتراضها بكل وسيلة ممكنة، وعلى كل مسلم قادر على منع وصولها أن يقوم بذلك،

ولو كان بالوقوف في سلاسل بشرية في وجه هذه الشاحنات. وإنّ السلطات الأردنية تتحمل هي وكل الدول التي تسهل استقبال البضائع والمرور بأراضيها الإثم والوزر على ذلك، وتعتبر شريكة في تقوية الأعداء على المسلمين. وإنه ليجب فضح التجار الذين يرسلون البضائع إلى الكيان الصهيوني وكشفهم والتشهير بهم، ويجب على كل مسلم مقاطعتهم ونبذهم، قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَنْهَنَكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). فقد نهانا ربنا عز وجل عن موالاة الذين قاتلونا وأخرجونا من ديارنا، ومن موالاتهم إمدادهم بما يحتاجونه تقوية لهم. وقال سبحانه: (وَلَا يَطُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُقٍ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِح ) ، وفي قطع إمداد الصهاينة بهذه السلع إغاظة لهم، وبالتالي فمنع وصول هذه الإمدادات لهم من الجهاد المبارك المبرور، والسماح لها بالوصول إليهم من التعاون على الإثم والعدوان. وفي السماح بوصول تلك الإمدادات للكيان المجرم نصرة له وخذلان للمسلمين المحاصرين في غزة العزة، الذين يمنع عنهم العدو كل شيء، حتى وصلوا إلى مرحلة الموت جوعاً، وقد قال رسول الله : “ما من امرئٍ يَخْذُلُ مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه ويُنْتَهَك فيه من حرمتِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ في موطن يُحِبُّ فيه نُصْرَتَهُ”.

إن مجلس علماء الشريعة في الجماعة يطالب السلطات الأردنية بوقف هذا الجسر البري، ومنع مرور هذه الشاحنات، ويطالب الشعب الأردني الأبي اعتراض هذه الشاحنات ومنعها بكل وسيلة

ممكنة، وعدم القبول بهذه الجريمة الأئمة.

هذا والله تعالى أعلم

مجلس علماء الشريعة عمان تحريراً في :

1445/7/22هـ

الموافق 2024/3/3م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى