جدد حياتك / أحمد المثاني

جدد حياتك

ليس أسهل على النفس من الألفة و الاعتياد ، سواء في العمل أم في أداء الوظائف و الواجبات
و كذلك في اختيار الأصحاب ، و اللباس ، و أنواع
الطعام .. و الكثير من العادات و التقاليد .. فكأنما
روتين الحياة ، يعفينا من مسؤولية الاختيار ،
و الاختبار .. و إعمال الفكر ، في مواجهة كل أمر
محدث جديد .. إنه الخوف أو التردد الذي يجعلنا
نستكين لما ألفناه .. و لما وجدنا عليه آباءنا ..

لو تأملنا حال الكثيرين و حالنا ، لوجدنا أن أيامنا
في عمل أو إجازة .. لا تعدو أن تكون نسخا متشابهة ، مما يجعل اليوم شبيها بالبارحة ! و غدا
ليس ببعيد عنهما .. و هكذا تمضي بنا الأيام ،
و ينقضي العمر ، و نحن نصحو لننتظر المساء ،
و ننام لننتظر الصباح ..

إن هذه الرتابة ، مدعاة للملل ، و لجعل حياتنا بلا
قيمة .. و يزداد هذا الشعور ، حين يتقدم بنا العمر
و حين نتقاعد من العمل .. و كأننا أدينا ما علينا
و ننتظر من الله حسن الختام ..!
تصوروا حياة البشر لو انعدم فيها حب المغامرة
و لو استكان الانسان لما يعرف او يملك .. عندها
لما اكتشف العالم الجديد . و لما اخترع و سيلة
نقل او وسيلة اتصال .. و لما غزا الفضاء .. و قنع
بعيش الكهوف .. و لما تفنن بلباس او طعام

مقالات ذات صلة

إن بعض الناس يولد و يموت في سجن فرضه على نفسه .. و كذلك فرضه على أسرته و أهل
بيته .. فحرم نفسه من متعة الارتحال في بلاد
الله و تعرف ثقافات شعوب أخرى .. و حرم
نفسه من تذوق أصناف الطعام ،، و لو بعشاء
في مطعم بصحبة زوجته و أسرته .. و حرم
نفسه من قضاء إجازة في مدائن جميلة او
حدائق أو في أحضان طبيعة ، تبعث نشوة الحياة .. و تجدد الفرح و السرور في النفس .

نحن نصنع سعادتنا .. نعم إذا جددنا حياتنا
و فتحنا أعيننا ، بشعور المحب للحياة ،
و خرجنا من الروتين و العادي و النمطي في
حياتنا .. رحم الله أمهاتنا .. فكن يطبخن
الدجاجة بنوعين او ثلاثة من الطعام ..
اليوم العالم ، بخبراته و تنوعه ، يصنع مئات
الأصناف من الطعام بهذه الدجاجة .. الفرق
التجديد و الاطلاع و الخروج على المالوف
و المعتاد ..
بعض الأشخاص لا تتعدى حدود خبرته ، حدود
حيه او مدينته .. و مجال عمله ..و بعضهم
يفاخر أنه منذ عشرين او ثلاثين سنة .. لا
يفعل إلا كذا و لا يأكل إلا كذا .. و هو خانع
قانع ..
إن كسر الرتابة يسعد الحياة الزوجية ، و يجدد
إحساسنا بالجمال و لو بأبسط الأمور و أقل التكاليف .. حينها نفتح أعيننا على جمال ما
رزقنا .. و يزيد شغفنا بهذه الحياة .. و مباهجها

.. إنني أتحدث عن الأذكياء من الناس ،
و الذكاءين ; الاجتماعي و الانفعالي ، بلغة
علماء النفس .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى