مراجيح العيد تنتصب انتظارا لبهجة الصغار بحلول “الأضحى”

سواليف – كما في كل عيد، ازدانت عمان وباقي مناطق المملكة بزينة العيد، فيما انتصبت مئات المراجيح والدواليب بانتظار روادها الصغار فرحين بملابسهم الجديدة اليوم وطوال أيام العيد المبارك، فيما تبدأ فعاليات الفرح بالعيد اليوم بزيارة الأهل والأقارب، وحصد “العيدية” من الكبار لينفقوها في اللعب وشراء المشروبات والمأكولات الخفيفة.
بهجة الأعياد التي تطل اليوم على الأردنيين والعرب والمسلمين ينتظرها الصغار كل عام مرتين، في عيدي الفطر والأضحى، فالعيد للصغير هو زيارة الأهل والأقارب، وقضاء ساعات طويلة في اللعب، وتناول الحلوى والأطعمة والمشروبات، والحصول على عيديات الأهل، وارتداء الملابس الجديدة.
طقوس عديدة لبهجة العيد تتبلور، قبيل أيام العيد، عبر نصب الأراجيح، وشراء الملابس الجديدة، وحضور جمعات العائلات لعمل كعك ومعمول العيد، وشراء خروف الأضحية.
ولا تخلو بهجة العيد وطقوسه من بعض تنغيصات، ووقوع ما لا تحمد عقباه.
فتناول الحلوى والمشروبات والأطعمة بكثرة، وعدم الانتباه إلى نوعيتها، ونظافتها، ومدى جودتها، يتسبب بإصابات صحية للصغار، تؤدي بهم للاصابة بالامراض، كما ان التعامل بعدم انتباه مع العاب العيد، وآليات مدن الملاهي والأراجيح، قد يؤدي لحوادث خطرة.
فيما يقول دكتور علم النفس الاجتماعي ابراهيم شحادة، إن الملاهي الترفيهية لها فوائد تعليمية كثيرة للأطفال، وتكسبهم خبرات جديدة، وتعرفهم على البيئة ومحتوياتها، وتسهم بتنمية ذكائهم وقدراتهم وتوسع مداركهم.
لكنه، من جانب آخر، يرى أن هذه الألعاب إذا لم يتم التعامل معها بطرق سليمة، فقد تتسبب بعكس ما هي مخصصة له، فمثلا حين يزيد الطفل من سرعة الأرجوحة، فقد يؤدي به ذلك للوقوع منها، ما يتسبب له بالأذى، لذا عليه ان يدرك مواءمة سرعتها لحركة جسمه، وكذلك يجب ان يفعل مع سيارات التصادم التي تعلمه أيضا التحكم والسيطرة.
فالأرجوحة بحسب شحادة، تعتمد على التوازن العضلي، ما يتطلب أن يلعب عليها، صغير ذو عمر مناسب، وبلا إعاقة عضلية، قادر على الحفاظ على الحركة والتوازن.
وأشار شحادة إلى أن لعب الطفل مع مجموعات، ينمي الجانب الاجتماعي لديه، ويخلق مهارات اجتماعية وأساليب تواصل جيدة مع الآخرين.
ولفت إلى أن أطفالا لديهم إفراط في الحركة، أو طاقة زائدة، داعيا إلى أنه يجب استخدام هذه الطاقة على نحو إيجابي من الطفل، وتوجيه العائلة لها بخاصة حين يقوم باللعب.
وأضاف أن اللعب جزء مهم من العلاج النفسي للطفل، فمثلا لعب المكعبات والميكانو ينمي الذكاء.
وحذر شحادة من مخاطر ألعاب القفز، وتأثيرها على جهاز الصغير العصبي، داعيا الى أن تكون في موقع ألعاب القفز، “مراتب اسفنج” تمتص الصدمات حتى لا يصاب الطفل بأي إصابات خطرة.
وشدد على ان تتابع الجهات الرقابية، الصيانة الدورية لمدن الملاهي والألعاب، حتى لا يؤذى أبناؤنا حين يلعبون بها، ولا تتعطل أثناء لعبهم، حتى لا تسبب لهم بأي اصابات جسدية او نفسية.
من جهتها، بينت دكتورة الاطفال منى ابو جاموس أن الأطفال الذين يعانون من الصرع، لا يناسبهم اللعب في الملاهي، أو القفز من أماكن عالية، وكذلك من يعانون من الأنيما وأمراض القلب، لا يحتاجون الى أي إجهاد بدني، مبينة أن لكل لعبة اشتراطاتها الصحية.
وحذرت ابو جاموس من الخطورة النفسية والجسدية والبدنية لبعض الألعاب، مبينة أن الضرر النفسي يتزايد لمن يعانون من “الفوبيا” أو الخوف المرضى، وهو ذو تأثير سلبي، يؤدي للوفاة أحيانا.
وأشارت أبو جاموس إلى عدم تقليد الحركات الخطرة في الأفلام السينمائية مثل حركات “سوبر مان” و”بات مان”، فما نراه في الأفلام، لا يمكن تطبيقه على الواقع، موضحة أن العامل الأساس في تجنب أي تأثيرات سلبية للملاهي يبدأ من الأسرة وولي أمرها، ودوره لأنه على دراية ومعرفة بخصائص أبنائهم، وقدراتهم وحالتهم الصحية، وتوجيههم بما يحافظ على أمنهم وسلامتهم الشخصية.
وأشارت إلى ضرورة وضع محاذير، تبين الخطورة الناجمة عن الألعاب بحجم كبير في أمكنة مشاهدة بجوار اللعبة أو في مدخل الحديقة الترفيهية، مطالبة بطبعها أيضا على تذاكر الدخول للتذكير الدائم بها.
كذلك، دعت لمراعاة الآباء ملاءمة اللعبة لعمر أطفالهم، فلا تطغى رغبتهم في تلبية مطالب الأبناء والترفيه عنهم، على سلامتهم الشخصية والحفاظ على أمنهم.
وقالت ابو جاموس ان الضرر لا يقتصر على ألعاب الدوران السريع فقط، بل والألعاب التي تعتمد على الليزر، والتي تمثل خطرا على جسم الطفل وشبكية عينه بالتحديد، ولهذا السبب لا بد من وجود غرفة للإسعاف في الحدائق الترفيهية، لعلاج أي حادث قد يتعرض له الطفل بسبب لعبة غير مناسبة لعمره.

الغد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى