مذ رحلت…ياسيدي….وأي إيلاف بعدك

مذ رحلت…ياسيدي….وأي #إيلاف بعدك

د. #بسام_الهلول
لمن القى السمع ونحن عليه شهود لمن لايميز بين #عتمة #الصبح..وقرب انبلاج #الفجر..
كنت استمع لكلمات الملك الراحل الحسين بن طلال…في منتدى من منتديات الاردن..اذ كان خطابه الذي تناول فيه تفسير( لإيلاف قريش إيلافهم…فليعبدوا ربّ هدا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)…)..حيث حدد وظيفة المُلك وومهمة( الراعي)…بما ورد ذكره والاشارة اليه توفير فرص الحياة لكل مواطن وتأهيله ليحقق شرطه الموضوعي في المجتمع..لا عن طريق صرف الوجبات او الصدقات او المعونات..وانما بانتاج حالة اجتماع قادر بأن ينهض بأهله وساكنيه
واعترف ان الاردن يعاني ابناؤه #الجوع و #الفقر..ورغم ذلك فإن رصيده من الكرامة والعزة ما يجعله ويؤهله طريق الصابرين على معوقات حياته من الفقر والفاقة..وهذه محددات ( الراعي)…ان يقوم بتوفير فرص الحياة الكريمة مع توفير الامن والامان له…وتجفيف منابع الفقر والحاجة..لقد ترك الراحل برنامج عمل لمن جاؤوا بعده…وبين وظيفة وامانة من ولي الحكم بعده…ومنذ ماتركه معلمة فإن واقع الاردن بين شاهدتين شاهدة على طبقة وصلت حد الكفاف تستحيل معها الحياة
واخرى على فئة وصل بها الرياش والنعماء بحيث لاتصدق معها الحياة..بما وصلت اليه من السرف والترف والنهب والسلب وبيع مقدرات مااوصى به الراحل.. من غالي الوطن ومن غوالي وجواهر مستودعه…
الامر الذي يطرح اشكالا يستحق مساءلة ومرافعة ورثة لم تكن على شرط وحد ورسم ( خطابه)…
…علائم على الطريق تركها الراحل بل امانة وميثاقا غليظا في رقبة من تركهم خلفه..رغم انه اشهده على ذلك…صدق فيهم قوله تعالى( خلف من بعدهم خلفا…اتبعوا الشهوات)…وبشرهم بسوء خاتمة( فسيلقون غيا)…ووصف فعلتهم( الا ساء ما يفعلون…)…
..ان الناظر في كلمات الراحل ومفردات خطابه انما كانت بمثابة( ورقة عمل)…للقادم من بعده مهمته منحصرة باثنتين…الاولى…اطعام السواد من الجمهور بما يهيء لهم فرص العيش الكريم..
..والثانية…توفير الامن بشقيه الاقتصادي والاجتماعي…مع احترامه منظومة( حقوق الانسان الاردني)…وليس المواطنة فحسب..
وما نراه اليوم ونعيشه من( عصا غليظة)..ترفع في وجوهنا جميعا وما تنوي الدولة والحكومة ظاهرة باشهار السيف المصلت على رقابنا( دسترة الدكتاتورية)…بما يسمى( قانون الجرائم الالكترونية)…ما هو الا نقض تام وتفريط بوصية الراحل الحسبن ( امنهم من جوع وامنهم من خوف)…فلا امنا من جوع ياسيدي الراحل..
وهاهي فرائصها ترتعد لافقادنا ( الطمأنينة)…من خوف…مولاي ايها الراحل…ترتعد فرائصنا ياسيدي اذ ماتركته من سماحة وكريم الخصال مما اتسمت به ( العفو)…وما نحته على جدران الوطن المرقونة ( عفو مقدرتك)…اصبح حالنا بعدك ما غنته ام كلثوم( يافؤادي رحم الله الهوى…كان صرحا من فعل شيمتك…والاااان هوى….وهوى…بعدك ياسيدي…. اضيع من الايتام….في مآدب اللئام….
…ياسيدي ايها الراحل…نشكو اليك…غض طرفهم…واهمالنا داءان…لم تعد ابواب المشافي تستقبلنا اذ اغلقت في وجوهنا…كي نستطب من اورامهم…ولم تعد شمسك…تقرضنا يمنة وميسرة….وانبيك ياسيدي…ان كلابهم
باسطة مقادمها….في الوسيط… عزاؤنا في الله بعدك…ونسأله ان يخلفنا بفقدك..الصبر والسلوان…
..مولاي…الان عدنا من جديد مفتحة ومشرعة( اروقة بيوت الشعر…نستقبل العزاء بفقدك…سيدي…ومولاي…انبيك حتى بيت الشعر…مهوى افئدتنا ومحل الخفق من ارواحنا…سحبوه بل وسحلوه….ورؤوسنا الساعة عارية تحت هجير شمس يومها اللظى…ورغم حرّها ورغم قرّها…مصطفون تقبل العزاء بفقدك…واي فقد بعدك…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى